دمشق - نور خوام
أفاد مصدر أمني ميداني فجر اليوم الاثنين، بأن ميليشيات "قوات سورية الديمقراطية" سيطرت على مستشفى الأطفال في مدينة الرقة، إثر معارك مع تنظيم "داعش"، بالتزامن مع غارات جوية للتحالف الدولي. وأوضح المصدر أن معارك عنيفة بين مسلحي التنظيم والميلشيات الكردية، المدعومة بقوات برية أميركية وغطاء جوي للتحالف الدولي، اندلعت في "حي الحرامية" ومنطقة "جامع الحني" وشارع "المنصور" و"حديقة الرشيد" في مدينة الرقة، بالتزامن مع قصف متبادل بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ.
وجدَّدت مقاتلات التحالف الدولي قصفها لأحياء عدة في مدينة الرقة، إضافة لقصف مدفعي مكثف لميليشيا "قوات سورية الديمقراطية" على مناطق المدنيين ما تسبب في سقوط قتلى وجرحى من المدنيين.
وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت أن الجيش السوري، مدعوما بسلاح الجو الروسي، تمكن، اليوم الأحد، من القضاء على مجموعة كبيرة من مسلحي تنظيم "داعش" قرب قرية غانم علي في ريف الرقة الشرقي. وأوضحت الوزارة، في بيان، أن القوات السورية استطاعت تصفية أكثر من 800 إرهابي، وتدمير 13 دبابة و39 سيارة مزودة بالرشاشات الثقيلة و9 مدافع هاون.
وأكد البيان أن هذه العملية توجت بتدمير أقوى مجموعة لـ"داعش" في المنطقة، لا سيما من حيث التسليح، مضيفا أن القوات السورية، بقيادة العميد سهيل حسن، تواصل بوتائر عالية تقدمها على طول ضفة نهر الفرات الشرقية لرفع الحصار عن مدينة دير الزور.
وفي محافظة الرقة أيضًا، جددت قوات عملية “غضب الفرات” قصفها المدفعي والصاروخي، مستهدفة مناطق سيطرة تنظيم "داعش" في مدينة الرقة، التي كانت تعد معقل وعاصمة التنظيم في سورية، صاحبها استمرار القتال بين "قوات سورية الديمقراطية" المدعمة بقوات خاصة أميركية والمسندة من قبل طائرات التحالف الدولي من جانب، وعناصر تنظيم "داعش" من جانب آخر، على محاور في حي المرور الذي سيطرت قوات سورية الديمقراطية اليوم على القسم الجنوبي منه والذي يتضمن مشفى الأطفال ومباني أخرى، متقدمة بشكل أكبر نحو مركز مدينة الرقة.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر أمس الأحد، أن قوات سورية الديمقراطية تمكنت من تحقيق تقدم في جنوب حي نزلة شحادة، وسيطرت على القسم الجنوبي من حي المرور “الحرامية”، في وسط المدينة، فيما ترافقت الاشتباكات العنيفة مع قصف مكثف من قبل قوات عملية “غضب الفرات” وقصف من قبل طائرات التحالف الدولي على مناطق في المدينة، ومعلومات مؤكدة عن أن العشرات من مقاتلي الطرفين قتلوا وقتلوا وأصيبوا في هذه الاشتباكات العنيفة، كما كان نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان قبل 3 أيام أنه رصد تمكن قوات سورية الديمقراطية منذ انطلاقة معركة الرقة الكبرى في الـ 6 من حزيران / يونيو من العام الجاري 2017.
وحتى يوم الـ 23 من آب / أغسطس، من السيطرة على مساحة تقدر بـ 60.1% من مساحة مدينة الرقة، والتي تقدر بـ 17.6 كلم مربع من مساحة المدينة، فيما تبقى للتنظيم مساحة تقدر بنحو 39.9% من مساحة المدينة، والمقدرة بنحو 11.7 كلم مربع من مدينة الرقة، وتتواصل المعارك في محاولة من قوات سورية الديمقراطية تحقيق مزيد من التقدم في المدينة، بعد تمكنها من فرض سيطرتها الكاملة على أحياء السباهية والرومانية وحطين والقادسية واليرموك والكريم، في غرب المدينة، كما سيطرت قوات سوريا الديمقراطية على أحياء المشلب والبتاني والصناعة في شرق المدينة بشكل كامل، فيما تسيطر على كامل حيي نزلة شحادة وهشام بن عبد الملك في القسم الجنوبي لمدينة الرقة، وتسيطر على أجزاء واسعة من المدينة القديمة، وعلى أجزاء من حيي الروضة والرميلة ومساكن حوض الفرات ومساكن الإدخار والأجزاء الشمالية من حي الدرعية، إضافة لسيطرتها على ضريح الصَّحابي عمار بن ياسر وضريح التابعي أويس القرني.
وفي حلب، سمع دوي انفجار في المدينة ناجم عن سقوط قذيفة على منطقة في القسم الغربي منها ما أسفر عن أضرار مادية، دون معلومات عن تسببها بوقوع خسائر بشرية، عقبها قصف من قبل القوات الحكومية على مناطق في الريف الجنوبي لمدينة حلب، دون ورود معلومات عن إصابات، في حين قصفت القوات التركية مناطق في بلدة تل رفعت وقرية الشيخ عيسى اللتين تسيطر عليهما قوات سورية الديمقراطية بالريف الشمالي لحلب، ما تسبب بأضرار مادية، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية.
أما في محافظة دير الزور، فقد سمعت أصوات انفجارات في مدينة دير الزور، ناجمة عن قصف من قبل الطائرات الحربية على أماكن في منطقة حويجة صكر عند أطراف مدينة دير الزور، بالتزامن مع غارات استهدفت مناطق في محيط مطار دير الزور العسكري، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية، فيما ألقت طائرات شحن مساعدات سقطت بواسطة مظلات على مناطق سيطرة القوات الحكومية بمدينة دير الزور،
وعلم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عملية تبادل أسرى جرت بين هيئة تحرير الشام من جهة، وجيش الإسلام من جهة أخرى، في غوطة دمشق الشرقية، وفي التفاصيل التي وثقها المرصد السوري فإن عملية التبادل جرت بين الطرفين خلال الساعات الفائتة، إذ تم تسليم 5 أسرى من جيش الإسلام مقابل عدد مماثل من تحرير الشام، بينهم عدد من الجرحى، حيث كان مقاتلو تحرير الشام قد أسروا خلال حملة لجيش الإسلام شملت منطقة عربين في غوطة دمشق الشرقية.
وكان نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان في الـ 18 من آب الجاري أن جيش الإسلام عمد إلى تسليم 40 اسيراً من فيلق الرحمن جرى أسرهم أمس خلال هجوم لجيش الإسلام واقتحامه لمقرات فيلق الرحمن ببلدة المحمدية، إذ تمكن جيش الإسلام من أسر 20 منهم في مقر بأطراف البلدة فيما أسر البقية من مقار أخرى في البلدة ذاتها، ورصد نشطاء المرصد السوري فإن عملية تسليم الأسرى جرت عند أطراف بلدة مسرابا التي شهدت أمس هجوماً عنيفاً من قبل فيلق الرحمن وهيئة تحرير الشام وتمكنهم من السيطرة على مباني في أطراف البلدة.
وفي محافظة ريف دمشق، استهدفت الفصائل المقاتلة العاملة في البادية السورية آليات وتمركزات لالقوات الحكومية عند الحدود الإدارية بين ريف دمشق الجنوبي الشرقي وريف السويداء الشمالي الشرقي، بالتزامن مع استمرار الاشتباكات بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جهة، ومقاتلي جيش أسود الشرقية وقوات احمد العبدو من جهة أخرى، على محاور في محيط منطقة محروثة وقرب الحدود السورية الأردنية، في محاولة من القوات الحكومية تحقيق مزيد من التقدم على حساب الفصائل. وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر قبل ساعات أن القوات الحكومية تمكنت من التقدم في المنطقة، والسيطرة على مخفر حدودي وعلى مواقع أخرى كانت الفصائل تسيطر عليها، وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر يوم الجمعة، أن القوات الحكومية تمكنت من السيطرة على نحو 5 مواقع كانت الفصائل تسيطر عليها، من ضمنها مخافر حدودية، حيث تترافق الاشتباكات مع قصف متبادل بين الطرفين وقصف لالقوات الحكومية على مناطق الاشتباك ومواقع تواجد الفصائل، ومعلومات عن خسائر بشرية في صفوف طرفي القتال.
ومع هذا التقدم فإن الفصائل لم يتبقَّ لها من منافذ خارجية، في شرق وجنوب شرق سوريا، سوى شريط حدودي على حدود ريف دمشق الجنوبي الشرقي مع الأردن، بالإضافة لشريط حدودي مع العراق، ممتد على محافظتي ريف دمشق وحمص، والتي تضم معبر حدودياً وهو معبر التنف، الواصل بين سوريا والعراق، وجاء هذا التقدم عقب هجوم مستمر من قبل القوات الحكومية منذ نحو شهر، بعد أقل من 48 ساعة على بدء تطبيق هدنة الجنوب السوري التي قالت الفصائل العاملة في ريف السويداء، أنه لم يجر إبلاغها من أي طرف بالاتفاق وببنود والذي جرى بتوافق روسي أميركي أردني وبدء سريانه منذ الـ 9 من تموز / يوليو الفائت من العام الجاري 2017، في محافظات السويداء والقنيطرة ودرعا.
وفي محافظة درعا، سمعت أصوات انفجارات في الريف الغربي لدرعا، ناجمة عن سقوط قذائف أطلقتها الفصائل، على مناطق سيطرة جيش خالد بن الوليد المبايع لتنظيم "داعش" في منطقة حوض اليرموك، بالتزامن مع ما رصده نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان من قيام الفصائل بإغلاق كافة الطرق والمعابر الواصلة بين مناطق سيطرتها من جهة ومناطق سيطرتها للجيش المبايع للتنظيم، تمهيداً لعمل عسكري تجري التحضيرات له من قبل الفصائل ضد "جيش خالد بن الوليد"، إذا كان الريف الغربي شهد خلال الأشهر الفائتة معارك عنيفة جرت بين الطرفين، قضى وقتل فيها العشرات من الطرفين.