الرئيس عبد الفتاح السيسي

يتوجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الإثنين، إلى العاصمة الأميركية واشنطن، قادمًا من العاصمة الغينية كوناكري، التي قام بزيارتها الأحد، في مستهل جولة خارجية تشمل أيضا كوت ديفوار والسنغال .

ومن المنتظر أنّ تستغرق زيارة الرئيس السيسي إلى الولايات المتحدة الأميركية ثلاثة أيام، حيث قال السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إنّ زيارة الرئيس للعاصمة الأميركية واشنطن التي تأتي تلبيةً لدعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في إطار سلسلة اللقاءات التي تجمع الرئيسين بهدف تعزيز علاقات الشراكة المتبادلة التي تربط بين مصر والولايات المتحدة في مختلف المجالات، بما يحقق المصالح الإستراتيجية للدولتين والشعبين، فضلًا عن مواصلة المشاورات الثنائية حول القضايا الإقليمية وتطوراتها.

هذا وذكر البيت الأبيض أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيستضيف الرئيس عبد الفتاح السيسي غدا لبحث تعزيز الشراكة الإستراتيجية والأولويات المشتركة في منطقة الشرق الأوسط، مضيفًا في بيانه أنّ الزعيمين سيبحثان "البناء على التعاون القوي في المجالات العسكرية والاقتصادية ومكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى التكامل الاقتصادي الإقليمي والدور طويل الأمد الذي تضطلع به مصر كدعامة أساسية للاستقرار الإقليمي".

أقرأ أيضًا:

السيسي يوجه باكتشاف النابغين ورعايتهم ويؤكد أنهم قاطرة مصر نحو المستقبل

ومن المنتظر أنّ تشهد مباحثات الرئيسين كذلك تطورات الأحداث في منطقة الشرق الأوسط والأزمات المحتدمة بها والتي تزداد تعقيدًا، وفي مقدمتها قضية فلسطين وعملية السلام في الشرق الأوسط والتي تحظى بأولوية كبرى لدى مصر، فضلًا عن الأوضاع في سوريا وليبيا واليمن وغيرها.

ومن المقرر أنّ يعقد الرئيس السيسي خلال الزيارة مجموعة من اللقاءات مع عدد من كبار المسؤولين الأميركيين وممثلين لدوائر صنع القرار في الولايات المتحدة، وعلي رأسهم وزراء الدفاع والخارجية والتجارة ومستشار الأمن القومي الأميركي، حيث سيبحث السيسي خلال تلك اللقاءات، ملفات العلاقات الثنائية بأبعادها الإستراتيجية والسياسية والاقتصادية والعسكرية وغيرها، وتطورات الأحداث في منطقة الشرق الأوسط والأزمات المحتدمة بها والتي تزداد تعقيدًا.

من ناحية أخرى، احتشد عدد كبير من أبناء الجالية المصرية من مختلف الولايات الأميركية في واشنطن لاستقبال السيسي حاملين أعلام مصر وصور الرئيس، وأكدوا حرصهم علي استقبالهم له بالصورة التي تليق به، كما أعلنوا تأييدهم للخطوات التي يتخذها لصالح استقرار مصر وعودة ريادتها الإقليمية، كما أعلن أبناء الجالية عن تنظيم عدد من الفعاليات علي هامش زيارة الرئيس لتأييده ودعمه في كافة القرارات والخطوات التي يقوم بها من أجل الشعب المصري.

وتعد هذه هي الزيارة الثانية للرئيس السيسي إلى العاصمة الأميركية منذ توليه الرئاسة في عام 2014، كما سيكون لقاؤه مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب هو لقاء القمة السادس بين الرئيسين، فقد كانت الزيارة الأولى للرئيس للعاصمة الأميركية في أبريل/نيسان 2017 والتي دشّنت لمرحلة جديدة من العلاقات المصرية الأميركية ومثلت نقطة انطلاق جديدة علي مسار العلاقات مع الولايات المتحدة في المجالات الإستراتيجية والسياسية والاقتصادية، تقوم على الصداقة والاحترام المتبادل، كما زار الرئيس نيويورك خمس مرات للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة ( الدورات 69- 70-71-72- 73).

وجمعت بين الرئيسين خمس قمم بدأت بالاجتماع الأول بنيويورك مع المرشح الجمهوري للرئاسة وقتئذ دونالد ترامب، ثم توالت الاجتماعات فكان اللقاء الثاني في واشنطن خلال زيارة الرئيس الأولى لواشنطن في نيسان 2017، والثالث على هامش مشاركتهما في القمة الإسلامية - الأميركية في الرياض في مايو/أيار 2017، فيما كان اللقاءان الرابع والخامس على هامش مشاركتهما في اجتماعات الجمعية العامة في نيويورك في سبتمبر/أيلول 2017 و سبتمبر 2018 على التوالي.

وخلال تلك اللقاءات والزيارات أكد الرئيس السيسي على أهمية العلاقات الإستراتيجية مع الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أهمية قيام الجانبين بالعمل الدؤوب والمستمر للحفاظ على هذه العلاقات وتعزيزها، كما أعرب الرئيس عن تطلع مصر لمزيد من التنسيق والتشاور مع الولايات المتحدة بشأن مختلف قضايا المنطقة، وخاصة مكافحة الإرهاب، كما رحب الرئيس بمشاركة الشركات الأميركية الكبرى في المشاريع الجاري تنفيذها في مصر والاستفادة من الفرص الاستثمارية التي تتيحها هذه المشاريع.

وعكست تصريحات الرئيس اهتمام مصر بعلاقات الشراكة مع الولايات المتحدة ومسيرة التعاون الممتدة عبر عقود، مشيرًا إلى أهمية الارتقاء بتلك العلاقات إلى مرحلة جديدة تتناسب مع المتغيرات الإقليمية والدولية الراهنة، وما تفرضه من تحديات ومخاطر، مرحبًا بنتائج الحوار الاستراتيجي بين البلدين الذي عُقد خلال شهر أغسطس /آب 2015، حيث عكست تلك النتائج حرص الجانبين على دعم الشراكة والتعاون بينهما في مختلف المجالات.

وأتاحت زيارة الرئيس السيسي لواشنطن في أبريل 2017 فرصة كبيرة لفتح صفحة جديدة في العلاقات المصرية الأميركية سعت خلالها مصر إلى التعريف بالفرص الاستثمارية والمشاريع القومية الكبرى، وفتح آفاق التعاون مع الشركات ورجال الأعمال الأميركيين.

وقد استبقت الإدارة الأميركية الزيارة الأولى للرئيس السيسي بالترحيب الواضح والإعراب عن تطلعها للتعاون بين الجانبين في كثير من المجالات والملفات الهامة، وهو ما عكس تقدير واشنطن لمكانة مصر ودورها التاريخي في محيطها الجغرافي الإقليمي وكذلك على الصعيد الدولي، كما عكس رغبة الولايات المتحدة في الاستماع عن قرب إلى رؤية مصر الشاملة تجاه الأوضاع بشأن ملفات المنطقة، فضلا عن الملف الفلسطيني الذي توليه مصر اهتمامًا كبيرًا في تحركها الدبلوماسي على كافة المحاور، وكذلك الاستماع إلى رؤية مصر الخاصة بمواجهة الإرهاب في المنطقة.

ومن جانبه، رحّب الرئيس ترامب بالرئيس السيسي معربًا عن تقديره العميق له ولما حققه من إنجاز كبير في ظروف صعبة، ومؤكدًا التزامه وبلاده بدعم ومساندة مصر في مواجهة التحديات المختلفة، مشيرا إلى تقديره وتقدير الولايات المتحدة لمصر وشعبها، وأشاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالشجاعة والتصميم اللذين أظهرهما الرئيس سواء في التصدي للإرهاب ونشر القيم السمحة والمعتدلة للإسلام وترسيخ صورته الحقيقية التي تدعو إلى التعايش وقبول الآخر، أو في اتخاذ القرارات اللازمة للإصلاح الاقتصادي، مؤكدًا التزام الولايات المتحدة الكامل تجاه أمن واستقرار ورخاء مصر، ومساندتها لجهودها في دفع مسيرة التنمية ومواصلة برنامج الإصلاح الاقتصادي، فيما أعرب الرئيس السيسي عن تقديره للرئيس الأميركي وجهوده في مكافحة الإرهاب.

وأعرب السيسي عن تطلعه للعمل مع الرئيس الأميركي من أجل التوصل لحل عادل ودائم للقضية الفلسطينية،كما أكد الرئيس أنّ اعتزازهما بالعلاقات الإستراتيجية بين البلدين، والقائمة على الاحترام المتبادل والتعاون المثمر في تحقيق المصالح المشتركة للشعبين المصري والأميركي.

وقد حرص الرئيس الأميركي آنذاك على تسجيل ترحيبه بالرئيس السيسي عبر موقع "تويتر"، بتغريدة قال فيها "كان شرفًا لي أنّ أرحب بالرئيس السيسي في البيت الأبيض، ونحن نجدد الشراكة بين مصر والولايات المتحدة"

وقد يهمك أيضًا:

الرئيس السيسي يتفقد ‎سير العمل بعدة مشروعات إنشائية بالعاصمة الإدارية

السيسي يوجه بدعم الشباب المتميز والمتفوق علميًا من المبتكرين والباحثين