القاهرة - مصر اليوم
شهدت محافظة الشرقية، فجر الأحد، لحظات من الرعب بعد تداول مقطع فيديو لوفاة حالات مصابين بفيروس كورونا داخل غرفة عناية العزل في مستشفى الحسينية، وقال الدكتور هشام مسعود، وكيل وزارة الصحة في الشرقية، إن حالات الوفاة الـ4 ، كانت لأشخاص يعانون من الإصابة بفيروس كورونا، وحالتهم متأخرة، نظرا لأنهم أصحاب أمراض مزمنة، ونفى وفاتهم بسبب نقص في الأكسجين.
وأوضح وكيل وزارة الصحة المصرية أنه يوجد أطفال محتجزين في قسم الحضانات، ومرضى محجوزون في العناية العامة، وحالات مصاب بفيروس كورونا في قسم العزل ولم يحدث أي وفيات بينهم، رغم أن الأكسجين المغذي في العناية المركزة لمرضى كورونا، هو نفسه المغذي للحضانات والعناية العامة، وقال الدكتور ممدوح غراب، محافظ الشرقية، معقبًا على الواقعة، إن مستشفيات المحافظة يوجد بها مخزون كاف من الأكسجين، مشيرًا إلى أنه يتابع الرصيد يومًا بيوم بجميع المستشفيات، وأنه لا يوجد أي مشكلة بالنسبة للأكسجين نهائيًا.
وأوضح محافظ الشرقية أن المحافظة يوجد بها شبكة غازات للضخ بالمستشفيات بتكلفة مالية تقدر بـ46 مليون جنيه، وأن كل مستشفى يوجد بها تنك أكسجين يتم ملئه كل يوم، حسب طاقة المستشفى، وذلك غير المخزون من الأنابيب، وأكد أحمد ممدوح، مصور الفيديو المتداول، للوفاة الجماعية بكورونا في العناية المركزة بمستشفى الحسينية، والذي وجود في المستشفى وقت الواقعة، أنه تواجد في المستشفى وقت الحادث من أجل الاطمئنان على شقيقه والده والتي كانت من بين المرضى.
وأضاف ممدوح أنه وعدد من أهالي الحالات المحجوزة، تواصلوا مع إدارة المستشفى، بسبب نقص الأكسجين، وكان رد المستشفى -بحسب ممدوح- أن السيارة التي تقل الأكسجين على وصول، وأوضح ممدوح: "أنه أثناء وقوفه ونجل شقيقة والده بعد وصول سيارة الأكسجين، إلى المستشفى، وبدء ضخه بالمواسير المخصصة له، تفاجأ بأحد الأشخاص يخبرهم بوفاة جميع الحالات بالعناية المركزة، فتوجهوا مهرولين للعناية فوجدوا جميع الحالات فارقت الحياة"، عدا حالة واحدة، وحاول طبيب العناية وطاقم التمريض إسعافها لكن توفت أيضًا.
والتقط أحمد ممدوح، صوراً تظهر مستوى الأكسجين في "تانك" المستشفى، من بينها صورة كان المؤشر مستقراً عند الدرجة الرابعة بين الصفر والألف.
وعلقت دار الإفتاء، مساء الأحد، على صورة ممرضة مستشفى الحسينية في محافظة الشرقية، وقالت في منشور عبر حسابها الرسمي على "فيسبوك" تضمن نشر صورة ممرضة مستشفى الحسينية: «رجاء من كل مصري.. التزم بالإجراءات الاحترازية، البس الكمامة!»، وأضافت: «ألا تكفيك صورة هذه الممرضة التي تملَّكها الخوف من كثرة الوفيات حولها؟».
ومضت دار الإفتاء قائلة: «ألا تكفيك صورة هؤلاء الممرضات اللاتي أنهكهنَّ التعب من علاج المرضى»، مؤكدة أن «كل القائمين على علاج المرضى أبطال ونثمِّن جهودهم»، وختمت بالقول: «نحن المصريين علينا عبء كبير في تعديل السلوك والمحافظة على الصحة والتزام الإجراءات الاحترازية من المرض أيضًا. اللهم ارفع عنا الوباء والبلاء».
وكيل صحة الشرقية يكشف تفاصيل جديدة
وعقب الدكتور هشام مسعود وكيل وزارة الصحة في الشرقية، على واقعة مستشفى الحسينية، قائلًا: "بالأمس تم إبلاغي وفاة 4 حالات في العناية المركز بمستشفى الحسينية المخصصة للعزل، وعلى الفور أصدرنا توجيهات بمباشرة الأمر من قبل رئيس وحدة العناية المركزة واطلعنا وزارة الصحة والمحافظ على ما حدث".
وقال مسعود، في مداخلة هاتفية برنامج "كلمة أخيرة"، المذاع على فضائية "أون"، إنه تم تشكيل لجنة فورية لفحص الأمر رغم سوء الحالة الجوية بالأمس بسبب الشبورة، حيث اطلعت اللجنة عملية الفحص الخاص بالتذاكر وشبكة إمدادات الاكسجين وإستكملت اللجنة عملها اليوم أيضاً.
وأكد، قائلًا: "معنديش أي مشكلة في الأكسجين في الشرقية كلها بكامل المستشفيات البالغ عددها 25 مستشفى بالاضافة للمستشفى التعليمي ومستشفيات الجامعة بخلاف التأمين الصحي وكل هذه المستشفيات التي لا تعاني من أي نقص في إمدادات الأكسجين والدليل على ذلك أن وزارة الصحة أعدت خطة طوارئ لدعم أي مستشفى في حال إذا يعاني من نقص الأكسجين".
وأضاف "جميع المستشفيات بها شبكة أكسجين وآخرى احتياطية عبر أسطوانات الأكسجين والتي تزيد سعتها على 800 لتر بما يكفي نحو 15 ساعة ضخ أكسجين للمريض"، متابعًا: "الرعاية كان بها 33 حالة في العزل الصحي ولم يعانوا نقص في الأكسجين بالإضافة لحالتين في الرعاية ولم يتوفوا فضلاً عن 11 طفل في الحضانات وهؤلاء لم يعانوا من أي قطع للأكسجين ولو كان حصل كنا هنلاقي على الأقل تدهور صحي بسبب النقص".
وأتم: "لا أنكر وجود 4 وفيات بالفعل لكن الحالات المتوفاة تتراوح أعمارها ما بين 64 سنة 74 عامًا، أحدها كان مصاب بجلطة قديمة في المخ بخلاف حالات عانت من أمراض مزمنة وجلطات وتقدم السن ووصلت المستشفى في حالة تدهور، وحالة مصابة بمرض السكري ووصل إلى المستشفى في حالة التهاب رئوي شديد ونقص حاد في الاكسجين وهي حالات مرتفعة المخاطرة صحياً وحدثت الوفاة".
برلماني يُؤكّد انتظار تحقيقات النيابة
أكد النائب أحمد حته، عضو مجلس النواب عن محافظة المنيا، أنه إذا ثبت وجود إهمال أو تقصير أدى لما حدث في مستشفى الحسينية المركزي بالشرقية فسيكون بمثابة كارثة إنسانية ومهنية تستدعي محاسبة جميع المسؤولين، وقال في تصريحات له الأحد: "نثق في تحقيقات النيابة وننتظر بيانها الشافي بشأن الواقعة لبحث كيفية التحرك وتفادي مثل هذه الواقعة الأليمة التي أدمت قلوبنا؛ مؤكدًا أن برلمان ٢٠٢١ لن يتهاون مع أي مسؤول أيًا كان منصبه متهاون أو مقصر في حق مصر والمصريين".
وأشار عضو مجلس النواب، إلى أنه رغم ما قامت به وزارة الصحة من جهود عظيمة لمواجهة فيروس كورونا اللعين إلا أن مستوى الخدمات بالمستشفيات الحكومية ما يزال يحتاج لمراجعة ووقفة شديدة وخصوصا مستشفيات الصعيد.
ووجه "حته"، رسالة لكل المصريين: "نعدكم كنواب عنكم شرُفنا بتمثيلكم تحت قبة البرلمان الموقر بدور رقابي قوي؛ نُعلي فيه الهمم لتوفير حياة كريمة لكل المصريين، ونطيح بالمتخاذلين والمتهاونين، ويكون سيفًا على المتآمرين على وطننا الحبيب"، وتابع: "خالص تعازينا لكل أسرة انفرط عقدها وودعت حبيب لها بسبب هذا الوباء اللعين (كورونا) ونسأل الله عز وجل في بداية عامه الجديد أن يزيح الغمة ويحفظ بلادنا من كل شر.. وأهيب وأناشد المصريين بتوخي الحذر والالتزام بالاجراءات الاحترازية وارتداء الكمامة".
"نواب التنسيقية" يؤكّدون أنّه لا تهاوُن في حياة المصريين
أصدر نواب تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، بيانا بشأن واقعة مستشفى الحسينية في محافظة الشرقية، مؤكدين على متابعتهم للحادث باهتمام شديد، وأكد أن حياة المواطنين المصريين لا يمكن أن تكون مادة للتجارة والمزايدة، مثلما يفعل المزايدون ممن يتاجرون بأوجاع وأرواح المصريين، وإن ما حدث في مستشفى الحسينية بمحافظة الشرقية يجب التوقف عنده طويلًا من أجل التوصل إلى كل الحقائق وعرضها على الرأي العام المصري بشفافية ووضوح، فإما أن هناك تقصيرًا وجب محاسبة مرتكبيه، أو أن ما حدث هو حلقة جديدة من محاولات زعزعة استقرار الوطن عبر بث الشائعات والمتاجرة بالأرواح، وفي الحالتين يجب أن يتم عرض كل الحقائق على الشعب المصري.
وشدد النواب على أنه لا يمكن القبول بأي تهاون حيال حياة المصريين، وأن أي إهمال، أو تقصير لا يمكن التراخي معه، ولا بد من مواجهته، ومحاسبة المسؤول عنه فرض عين، مثمنين سرعة تحرك أجهزة الدولة التنفيذية للوقوف على حقيقة ما حدث، وكذلك ما اتخذته رئاسة مجلس الوزراء من قرارات تعلن من خلالها عن حالة الأكسجين الطبي في المستشفيات، ومتابعتها للوضع بشكل مستمر، وكذلك خطوة النيابة العامة المصرية باستدعاء بعض مسؤولي المستشفى لإجراء تحقيق قضائي مستقل يوضح حقائق الأمور ويحاسب أية أطراف مخطئة.
وتوجه نواب التنسيقية بخالص التعازي لأسر المتوفين، كما تقدم كامل الدعم لفرق وأطقمنا الطبية التي تبذل كل الجهد والتضحيات في مواجهة هذا الوباء من أجل جموع الشعب المصري.
محافظ الشرقية يُؤكّد أنّ إثارة الجدل حول الواقعة مؤامرة خبيثة
أكد الدكتور ممدوح غراب، محافظ الشرقية، إن العاملين فى مجال الرعاية الصحية يعيشون ظروفا صعبة في العالم أجمع وليس مصر فقط، كما ذكر أن الشرقية بها فريق طبي مميز للغاية ويعمل في ظروف صعبة، وما تم بلبلته خلال الأيام الماضية بشأن ما حدث في العناية المركزة في مستشفى الحسينية المركزي هدفه التأثير على الروح المعنوية للأطقم الطبية، كما أنه بالرغم من الكثافة السكانية في المحافظة إلا أن المحافظة تأتي في ترتيب متأخر من الإصابات بفيروس كورونا، وهذا يدل على كفاءة الفريق الطبي الذي يعمل بجدية.
وأضاف «غراب»، خلال مداخلة هاتفية في برنامج «حديث القاهرة»، على شاشة «القاهرة والناس»، مع الإعلامي خيري رمضان، أن محاولة إثارة الجدل فى واقعة الحسينية من ضمن الأدوار الخبيثة التي تتم ضد البلد، فالحالات التي توفيت في مستشفى الحسينية لم تمت في نفس الوقت كما يشاع ولكنها كانت حالات متدهورة ومتأخرة وتوفوا على أجهزة تنفس صناعي، وتوفوا بسبب أمراض مزمنة.
قد يهمك ايضا
توجيهات من الرئيس السيسي لـ "صندوق تحيا مصر" بدعم توفير لقاح كورونا للفئات ذات الأولوية
وزارة الصحة المصرية تحسم الجدل حول أعراض "كورونا" في الموجة الثانية بـ "8" علامات