رئيس لجنة الحوار الليبي عبدالسلام نصية

غرقت العاصمة الليبية طرابلس في مياه الأمطار الأربعاء، مع أوّل يوم من الهدوء الذي عاد إليها بعد شهر من المعارك العنيفة بين الميليشيات المسلحة، كما استُؤنفت الرحلات الجوية من مطار معيتيقة المدني الوحيد في العاصمة، بينما صدّقت حكومة الوفاق الوطني، التي يترأسها فائز السراج، على توقيع اتفاق جديد لتثبيت وقف إطلاق النار في العاصمة.

رحّبت الحكومة بعودة الهدوء إلى مناطق الاشتباكات
وأظهرت لقطات مصورة وصور فوتوغرافية تعرض كثيرا من شوارع وضواحي المدينة للغرق، إثر هطول أمطار غزيرة، بينما رحبت الحكومة في بيان لها بما تحقق من عودة الهدوء إلى مناطق الاشتباكات في ضواحي طرابلس، وثمنت ما وصفته بـ«المواقف الوطنية المخلصة من كل الأطراف على الاستجابة للأهداف السامية بوقف إطلاق النار، وحقن دماء الأبرياء وتغليب مصلحة الوطن»، وبعدما اعتبرت أن ما وقع من تصعيد عسكري لم يكن الأول من نوعه، وأعربت عن أملها في أن يكون الأخير، رأت أن اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في مدينة الزاوية برعاية الأمم المتحدة وضرورة التقيد ببنوده، يؤكد أن هناك «فرصة للتكاتف وتوحيد الجهود للخروج من الأزمة الراهنة بكل أبعادها».

وجددت الحكومة تأكيدها المضي قدما في تنفيذ الترتيبات الأمنية، ودعت جميع الأطراف للمشاركة الفعالة في إنجاح هذه الترتيبات بشكل مهني ومنظم.

وصدّق عبدالسلام عاشور، وزير الداخلية في الحكومة، على الاتفاق الذي وقع بين ممثلين عن مدينتي طرابلس وترهونة، لتثبيت وقف إطلاق النار، حسب «اتفاق الزاوية»، الذي تم برعاية الأمم المتحدة في الرابع من الشهر الحالي، وتم خرقه مرتين على الأقل.

ووفقا لما أعلنته وزارة الداخلية، فقد نص الاتفاق على ضرورة الالتزام بعدم التعرض للممتلكات العامة والخاصة، والالتزام بنشر خطاب التهدئة والإصلاح، ونبذ صفحات التواصل المحرضة على الفتنة، بالإضافة إلى تولي وزير الداخلية تشكيل قوة مشتركة من وزارة الداخلية، بمشاركة ضباط شرطة من المنطقة الغربية، حيث توكل لهذه القوة المشتركة مهمة تأمين جنوب طرابلس (صلاح الدين إلى قصر بن غشير)، والمؤسسات الموجودة بها، وذلك بالتنسيق مع آمر المنطقة العسكرية طرابلس.

ويتولى وفد من رجال المصالحة والأعيان، الذين شاركوا في عملية وقف إطلاق النار، الدخول إلى مناطق الاشتباكات مع القوة المشكلة من وزارة الداخلية، للإشراف على عملية الانسحاب للأطراف، ورجوعها لمقراتها، وإزالة السواتر والعوائق ومخلفات الحرب، وذلك بتعاون مع شركة الخدمات العامة.

اختفاء المظاهر المُسلّحة من مناطق الاشتباكات
وأكدت مصادر أمنية وعسكرية، وصور تداولها نشطاء ووسائل إعلام محلية، اختفاء المظاهر المسلحة من مناطق الاشتباكات، التي شهدتها طرابلس، وبخاصة في ضواحيها الجنوبية، كما تمت إعادة فتح الطرق المغلقة، وتمكنت فرق الصيانة التابعة للشركة العامة للكهرباء من الوصول إلى المواقع المتضررة لإعادة الكهرباء للمنطقة، بعد توقفها بسبب الاشتباكات التي تسببت في أضرار جسيمة، وأعلنت إدارة مطار معيتيقة الدولي في بيان مقتضب عن استئناف الحركة الجوية في المطار، ابتداء من ظهر الأربعاء.

اختيار "نصية" لتشكيل سُلطة تنفيذية جديدة
وأبلغ غسان سلامة، رئيس بعثة الأم المتحدة لدى ليبيا، مجلس حقوق الإنسان، أن الهجمات المتطرفة في ليبيا في ازدياد، مشيرا إلى أنه منذ مطلع العام الحالي قتل تنظيم "داعش" ما يزيد على 57 شخصاً في 14 حادثة منفصلة، كما استهدف التنظيم مقر الشركة الوطنية للنفط في طرابلس.

والتقى سلامة عددا من أعضاء مجلس النواب، وناقش معهم تبعات أعمال العنف على سكان العاصمة، حيث أكد الجميع، وفقا لبيان مقتضب للبعثة الأممية، ضرورة تعزيز وقف إطلاق النار، وضمان أن يتمكن الأطفال من بدء العام الدراسي، وأهمية استبدال قوات نظامية بالجماعات المسلحة من كل أنحاء ليبيا، لكنه لم يكشف عن المزيد من التفاصيل.

وأعلن عبدالله بليحق، الناطق الرسمي باسم مجلس النواب، الذي استأنف جلساته في مدينة طبرق بأقصى الشرق الليبي، أن المجلس قرر تخويل عبدالسلام نصية، رئيس لجنة الحوار، للتواصل مع مجلس الدولة من أجل التوافق بشأن آلية اختيار سلطة تنفيذية جديدة.

وأوضح بليحق أن الحديث يجري على أن يتم في موعد أقصاه أسبوعين، تشكيل مجلس رئاسي من رئيس ونائبين فقط، بدلا من المجلس الرئاسي لحكومة السراج، الذي يضم تسعة أعضاء، من بينهم اثنان يقاطعان جلساته الرسمية بسبب خلافات سياسية.