الرئيس عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني

اعتبر دبلوماسيون وخبراء مصريون، أن القمة المصرية الأردنية التي عقدت في القاهرة أمس كانت مهمة للغاية، ومطلوبة للتنسيق المشترك بين الدول الفاعلة في معالجة القضية الفلسطينية وذلك قبل زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للمنطقة. وقال مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير سيد أبو زيد أن الأردن ترى مصر دولة يمكن الاطمئنان للإتفاق معها في ما يخص القضايا المطروحة على الجانب الدولي والإطار العربي ما يجعل العلاقات المصرية الأردنية نموذجا يحتذى به، وزيارة الملك عبد الله لمصر جاءت للتنسيق المشترك بشأن القضية الفلسطينية ومكافحة الإرهاب والتعامل مع قضايا المنطقة الأخرى.

وشدَّد مساعد وزير الخارجية الأسبق على أن العلاقات بين البلدين ليست علاقة شراكة، إنما هي علاقة تكامل، حيث تم استعراض الجهود المصرية والعربية لكسر الجمود القائم في عملية السلام في الشرق الأوسط، خاصة قبل القمة العربية الإسلامية الأميركية والتي يعقدها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الرياض الأسبوع المقبل مع القادة العرب بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي.

ورأى سفير فلسطين السابق في القاهرة بركات الفرا أن القضية الفلسطينية على رأس أولويات السياسة الخارجية الأردنية التي يقودها الملك عبدالله الثاني في جميع زياراته الخارجية وكان من الضروري التنسيق مع مصر قبل زيارة ترامب التاريخية للمنطقة والتي يمكن ان تدفع عملية السلام. وأكد الفرا أن الملك عبدالله الثاني حريص في زيارته للقاهرة على التنسيق والتواصل المستمر مع القيادة المصرية، انطلاقًا من إيمان الأردن بدور مصر المركزي في مختلف القضايا العربية، وإنوالأردن ومن منطلق حرصه على حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على أراضيه، لا يزال متمسكًا بالدعوة إلى سلام عادل وشامل يقوم على أساس المبادرة العربية وحل الدولتين، كقاعدة أنسب لحل القضية.

وأقرت القمة المصرية الأردنية التأمت في القاهرة أمس الأربعاء، بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الاتفاق على ضرورة العمل على تبني المجتمع الدولي استراتيجية شاملة للتصدي للإرهاب، وعلى استثمار زخم الإدارة الأميركية للعمل على استئناف مفاوضات السلام على أساس حل الدولتين والمبادرة العربية، ورحب الجانبان بمستوى التعاون الثنائي، وباتفاق المناطق المنخفضة التوتر في سورية الذي تم التوصل إليه في "آستانة".

وكان الرئيس السيسي والملك عبدالله الثاني جلسة محادثات ثنائية، تلتها جلسة محادثات موسعة في حضور رئيسي وزراء البلدين وأعضاء الوفدين. وأوضح الناطق باسم الرئاسة المصرية السفير علاء يوسف، أنه تم خلال المحادثات استعراض عدد من القضايا الإقليمية والدولية، حيث أكد الجانبان على "ضرورة العمل على دفع الجهود الدولية الرامية إلى التصدي للإرهاب، في إطار استراتيجية شاملة تسعى إلى القضاء على هذه الآفة التي باتت تهدد المجتمع الدولي". كما تطرق الجانبان إلى القضية الفلسطينية، وشددا على ضرورة استثمار الزخم الذي تولد مع قدوم الإدارة الأميركية الجديدة للعمل على استئناف المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وصولاً إلى حل الدولتين، استناداً إلى المبادرة العربية، بهدف التوصل إلى تسوية شاملة للقضية الفلسطينية تصون الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة دولته على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية».

وأضاف يوسف أنه تم أيضاً استعراض مستجدات الأوضاع في المنطقة، وتطورات الأزمة السورية، ورحب الجانبان بـ "الاتفاق الذي تم التوصل إليه في آستانة في شأن إقامة أربع مناطق منخفضة التوتر في سورية، وأكدا دعمهما جهود وقف العنف وتحسين الأوضاع الإنسانية لإنهاء مُعاناة الشعب السوري، واتفق الجانبان على أهمية العمل على دفع المفاوضات السياسية في جنيف، وأكدا محورية الحل السياسي للأزمة السورية بما يحفظ وحدة الأراضي السورية".

وفي ما خصَّ العلاقات الثنائية، أكد السيسي والعاهل الأردني ارتياحهما الى مستوى التنسيق بين الجانبين، حيث تم عرض المشاريع التنموية الجديدة التي تقوم مصر بتنفيذها، وتم البحث في إمكان التعاون في تنفيذ مشاريع مشتركة في البنية التحتية.

وجاءت هذه المحادثات قبل "القمة العربية الإسلامية الأميركية" المقرر عقدها في الرياض الأحد المقبل، إلى جانب القمة السعودية الأميركية والقمة الخليجية الأميركية. وأكد وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي خلال اجتماعهم في الرياض أمس، أن القمم المرتقبة في العاصمة السعودية، خلال زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للمملكة، تجسد الدور المحوري الذي تقوم به دول الخليج في تثبيت أسس السلم وركائز الاستقرار على الصعيدين الإقليمي والدولي. وأوضح الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة وزير الخارجية البحريني رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري الخليجي أن انعقاد هذه القمم جاء لما تتمتع به دول مجلس التعاون الخليجي من مواقف مسؤولة وما تبذله من جهود متواصلة في مواجهة التحديات والتهديدات التي تواجه المنطقة والعالم