القاهرة – عصام محمد
يبدأ رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي ماريام ديسالين، الأحد، زيارة رسمية للقاهرة على رأس وفد إثيوبي رفيع المستوى يشمل وزير الخارجية ورقنة جيبيهو، وذلك في إطار أعمال اللجنة المشتركة بين البلدين التي كان من المقرر أن تعقد في منتصف ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وتأجلت إلى شهر يناير/ كانون الثاني الحالي.
ويترقب الرأي العام المصري والسياسيون حسم عدد من الملفات المثارة بين البلدين خلال الزيارة، على رأسها ملف سد النهضة، والتي انتهت بالفعل إثيوبيا من إنشاء ثلثيه حسب تصريحات رسمية.
وتتمسك مصر بطرح البنك الدولي وسيطا في المفاوضات الفنية، خاصة أن الخلاف القائم حاليا تعذر حله على المستويات الفنية والسياسية، وأن البنك الدولي هو الشرط الوحيد لاستمرار المفاوضات، بعد أن تباعدت وجهات النظر بين البلدين.
ومن المقرر أن تقترح الإدارة السياسية على رئيس الوزراء الإثيوبي خلال زيارته، ما تم التوصل له من نقاشات فنية، للخروج بعدد من التوصيات قد تدفع بالمفاوضات بين البلدين إلى الأمام.
وأعدت الحكومة المصرية ملف تعاون بين البلدين، يتضمن عددا من بروتوكولات التعاون، سيتم الاتفاق عليها على هامش اجتماعات اللجنة العليا المشتركة، خاصة في مجالي التعليم والصحة، حيث تعد إثيوبيا أكبر مستورد للأدوية من مصر.
من جانبه، أعرب عضو لجنة الشؤون الأفريقية ورئيس اللجنة السابق حاتم باشات، عن تفاؤله بالزيارة، متوقعا حدوث انفراجة في أزمة سد النهضة، كاشفا عن أن النواب لم يبادروا بتبني الزيارة، لكنها كانت بناء على عرض من السفير الإثيوبي في القاهرة.
من جانبه، قال صلاح حسب الله، المتحدث باسم مجلس النواب، إنهم يرحبون بزيارة رئيس الوزراء الإثيوبي، ويرحبون بأي دولة يوجد بينها وبين مصر علاقات دولية رسمية.
وأضاف حسب الله، في تصريحات صحافية، أنه لا يمكن التنازل عن قطرة ماء واحدة من حق مصر في مياه النيل.
وتابع المتحدث باسم مجلس النواب، أنهم يحترمون حق الشعب الإثيوبي في التنمية، مشيرا إلى أن المجلس لم يُبلغ رسميا بهذه الزيارة، وحتى الآن لا يوجد خطاب رسمي بزيارته للبرلمان، وأكد قائلا: "نحن مستعدون، ونحن مرحبون بهذه الزيارة"، لافتا إلى أن الدبلوماسية والسياسة الدولية لا تعرف إلا الحوار.
وعلى الجانب الآخر، رفض عضو تكتل "25-30" في مجلس النواب هيثم الحريري، الزيارة، قائلا: "موقفنا ثابت ولن يتغير، ولن نرحب بزيارة رئيس الوزراء الإثيوبي للبرلمان قبل انتهاء أزمة سد النهضة، لأنه ينازع المصريين والأجيال القادمة في مستقبلهم".