دمشق ـ نور خوام
سُمعت أصوات إطلاق نار ودوي انفجارات في القطاع الشمالي الشرقي من ريف درعا، والقطاع الشمالي الغربي من ريف السويداء المتحاذيين، ناجمة عن عمليات استهداف من قبل القوات الحكومية السورية لهذه المنطقة، القريبة من مطار خلخلة العسكري، الذي شهد في الأول من شهر آب / أغسطس الجاري، أن ريف السويداء الشمالي الغربي، شهد الهجوم المباغت الثاني لتنظيم "داعش" في ريف المحافظة منذ الـ 25 من تموز / يوليو الماضي من العام الجاري 2018.
ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان هجومًا مباغتًا تعرض له مطار خلخلة العسكري من قبل مجموعة من التنظيم بعد منتصف ليل الثلاثاء – الأربعاء الأول من شهر آب / أغسطس من العام 2018، والتي عمدت لاستهداف داخل المطار بعدد من القذائف الصاروخية، متسببة بانفجارات أدت لدمار وأضرار في معدات عسكرية داخل المطار، وتسببت بمقتل 7 عناصر على الأقل من القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها.
بادية ريف دمشق تشهد مواصلة القوات الحكومية السورية عملياتها القتالية
رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان عمليات قصف مدفعي وصاروخي خلال ساعات المساء من قبل القوات الحكومية السورية، طالت مناطق سيطرة تنظيم "داعش" في تلول الصفا ببادية ريف دمشق، عند الحدود الإدارية مع محافظة السويداء، بالتزامن مع استمرار الاشتباكات بوتيرة متفاوتة العنف بين القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها من جانب، وعناصر التنظيم من جانب آخر، على محاور في محيط المنطقة آنفة الذكر، وسط استهدافات متبادلة على محاور التماس بين الجانبين، ومعلومات أولية عن مزيد من الخسائر البشرية في صفوف طرفي القتال.
ونشر المرصد السوري أنه رصد توترًا تشهده مدينة السويداء على خلفية حوادث إطلاق نار جرت في مناطق متفرقة من المدينة خلال الساعات الماضية، حيث رصد المرصد السوري إطلاق نار جرى عند أحد حواجز القوات الحكومية السورية بالقرب من كازية البحتري، قضى شخصان اثنان على إثرها وأصيب آخرون بجراح، دون معلومات عن أسباب إطلاق النار حتى اللحظة، فيما أصيب شخص جراء إطلاق النار عليه من قبل مجهولين في منطقة الخزانات بمدينة السويداء، هذا التوتر جاء بالتزامن مع الاستياء الذي تشهده المحافظة نتيجة المماطلة على حياة المختطفين والمختطفات، ونتيجة القصف المتواصل على المنطقة، من قبل القوات الحكومية السورية، الذي يتخوف الأهالي من تشكيله خطراً على حياة المحتجزين لليوم الـ 25 على التوالي، منذ الـ 25 من تموز / يوليو الماضي من العام الجاري.
ورصد المرصد السوري محاولات متواصلة عبر التفاوض، للتوصل لاتفاق نهائي بين النظام والتنظيم لحل قضية المختطفين والمختطفات، بعد مقتل واستشهاد المئات منذ الـ 25 من تموز / يوليو الماضي من العام الجاري، حيث وثق المرصد السوري مقتل 99 على الأقل من عناصر التنظيم ممن قتلوا في التفجيرات والقصف والمعارك الدائرة منذ الـ 25 من تموز / يوليو الماضي، بينما قتل 33 على الأقل من عناصر القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها، في الفترة ذاتها، فيما كان وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان منذ بدء هجوم التنظيم والعملية العسكرية التي تلتها إعدام تنظيم “داعش” وقتله في اليوم الأول من هجومه في الـ 25 من تموز الجاري، 142 مدنياً بينهم 38 طفلاً ومواطنة، بالإضافة لمقتل 116 شخصًا غالبيتهم من المسلحين القرويين الذين حملوا السلاح صد هجوم التنظيم، وفتى في الـ 19 من عمره أعدم على يد التنظيم بعد اختطافه مع نحو 30 آخرين، وسيدة فارقت الحياة لدى احتجازها عند التنظيم في ظروف لا تزال غامضة إلى الآن.
القوات الحكومية السورية تستهدف محيط منطقة مطار خلخلة
وشهدت منطقة اللجاة بريف درعا الشمالي الشرقي، انفراجًا في الأوضاع الأمنية، حيث أكدت مصادر أهلية للمرصد السوري لحقوق الإنسان، أن القوات الحكومية السورية نفذت انسحابًا من مواقع وحواجز في منطقة اللجاة، مع تخفيف تواجدها في القرى، فيما أبقت على تواجدها على الطرق الواصلة بني قرى منطقة اللجاة، وبكثافة أكبر في المناطق المحيطة بمنطقة اللجاة، في القطاع الشمالي الشرقي من ريف درعا، فيما تأتي هذه الانسحابات عقب عمليات مداهمات واعتقالات موسعة من القوات الحكومية السورية في الأيام الماضية، حيث نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان في الـ 7 من شهر آب / أغسطس الجاري، أنه القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها واصلت عمليات التضييق على المدنيين وسكان منطقة اللجاة، في القطاع الشمالي الغربي من ريف درعا.
وأبلغت مصادر أهلية للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن عشرات المواطنين جرى اقتيادهم من قبل القوات الحكومية السورية، من منازلهم ونقلهم من قرى بمنطقة اللجاة، بذريعة إعلانه القرى التي أخرج المواطنون منها منطقة عسكرية، وتأمين مطار خلخلة العسكري، الذي تعرض قبل أيام لهجوم عنيف من تنظيم “داعش”، والذي تمكن على إثره من قتل 7 من عناصر القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها، وإحداث أضرار ودمار في المعدات المتواجدة داخل المطار، الواقع عند الحدود الإدارية لريف السويداء الشمالي الغربي مع ريف درعا الشمالي الشرقي، فيما رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان، استياءً في محافظة درعا وفي القطاع الشمالي الشرقي من ريفها على وجه التحديد، نتيجة عمليات المداهمة المستمرة لليوم الرابع على التوالي، من قبل القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها.
"قسد" والتحالف الدولي يكثفان تواجدهما على طول الجيب الخاضع لـ "داعش"
وبدلت قوات التحالف الدولي وقوات سورية الديمقراطية تمركزاتها في محيط الجيب الخاضع لسيطرة تنظيم "داعش"، وتكثيف تواجدها على طول مناطق التماس بين قوات سورية الديمقراطية والتنظيم، في محيط الجيب الأخير للتنظيم عند الضفة الشرقية لنهر الفرات، ضمن القطاع الشرقي من ريف دير الزور، بعد إخلاء نقاط في منطقة الباغوز تحتاني المحاذية للحدود السورية – العراقية، في أعقاب قصف بعشرات القذائف طال مناطق في قرية البوبدران ضمن الجيب آنف الذكر.
وهذا التحرك يأتي ضمن التحضيرات للعملية العسكرية الواسعة التي يجري التحضر لها من قبل التحالف الدولي وقوات سورية الديمقراطية، لإنهاء وجود التنظيم بشكل نهائي في شرق الفرات، وبعد ساعات من هجوم عنيف طال مواقع مهمة للتحالف وقسد في منطقة حقل العمر النفطي، حيث نشر المرصد السوري صباح يوم السبت الـ 18 من آب / أغسطس الجاري أنه يشهد حقل العمر الذي يعد أكبر حقل نفطي في سورية، والواقع في القطاع الشرقي من ريف دير الزور، يشهد عمليات استنفار من قبل قوات التحالف وقوات سورية الديمقراطية، وذلك على خلفية الهجوم الانغماسي خلال الساعات الماضية، لعناصر من تنظيم "داعش" على الحقل، الذي يعد أكبر قاعدة عسكرية لقوات التحالف الدولي في سورية، وفي التفاصيل التي حصل عليها المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن ما لا يقل عن 20 انغماسيًا من تنظيم "داعش"، هاجموا ليل أمس الجمعة، القاعدة العسكرية الأكبر للتحالف الدولي في سورية، وذلك انطلاقاً من ذيبان نحو مساكن الحقل، التي تضم قوات التحالف الدولي، والتي تتواجد فيها أيضاً قيادات بارزة من قوات سورية الديمقراطية على رأسها القائد العام لقوات سورية الديمقراطية في دير الزور (جيا كوباني).
واستمرت الاشتباكات العنيفة بين "انغماسيي" التنظيم من جهة، وقوات التحالف الدولي وقوات سورية الديمقراطية من جهة أخرى، منذ بدء هجوم الانغماسيين ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان مساندة طائرات التحالف الدولي في صد الهجوم حيث كان لها دور كبير في إنهاء الهجوم الذي يعد الأكبر من نوعه، منذ تحويل حقل العمر النفطي إلى قاعدة عسكرية للتحالف الدولي بعد نحو عام من السيطرة عليه، كذلك وثق المرصد السوري مقتل ما لا يقل عن 7 عناصر من تنظيم "داعش"، ومعلومات عن خسائر بشرية في صفوف قوات التحالف الدولي وقوات سورية الديمقراطية، فيما تجري الآن عمليات تمشيط من قبل قوات التحالف وقوات سورية الديمقراطية بحثًا عن متواريين من عناصر التنظيم، وسط استنفارًا كبيرًا يشهده حقل العمر النفطي الذي يحوي نحو 500 عنصر من قوات التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية والذي يضم أيضاً معسكرات للتدريب.
الهدنة تستكمل يومها الرابع بمزيد من الخروقات
استكملت الهدنة التركية – الروسية يومها الرابع على التوالي، بخروقات طالت عدة مناطق في محافظتي إدلب وحماة، حيث رصد المرصد السوري استهدافاً خلال الساعات الـ 24 الماضية، بأكثر من 12 قذيفة طالت مناطق في مورك واللطامنة وسط استهداف بالرشاشات الثقيلة طال مناطق في قرية الصخر، بالإضافة لاستهداف القوات الحكومية السورية بمزيد من القذائف لمناطق في بلدة التمانعة الواقعة في الريف الجنوبي لإدلب، بالتزامن مع سقوط عدة قذائف صاروخية على مناطق في محاور جبل التركمان، ومنطقة اليمضية قرب الحدود الإدارية لمحافظة إدلب، ما تسبب بأضرار مادية، كما قضى عنصران اثنان من مركز دعاة الجهاد، جراء إصابتهما إثر استهدافهما بقذيفتين صاروخيتين خلال تحصينهما لمواقع على خطوط التماس مع القوات الحكومية السورية، في القطاع الشرقي من ريف إدلب، ضمن عمليات تحصين الجبهات وخطوط التماس من قبل الفصائل العاملة في المنطقة وفي كامل إدلب وحماة، ومن ضمنها هيئة تحرير الشام والجبهة الوطنية للتحرير.
وهذه الهدنة تواصل سريانها ضمن محافظات حلب واللاذقية وإدلب وحماة، بمزيد من الخروقات اليومية من قبل القوات الحكومية السورية، عبر القصف المدفعي والصاروخي والجوي، وتأتي بالتزامن مع قيام المجالس المحلية العاملة في محافظة إدلب، بإصدار بيان مشترك ممهور بأختام المجالس المحلية المتفقة في البيان، على طلب الوصاية التركية على مناطقهم.
وأكدت مصادر متقاطعة للمرصد السوري لحقوق الإنسان أنه جاء تزامنًا مع الدعوات المتكررة من قبل بعض السكان ممن ينشدون المصالحات مع النظام بطلب دخول الأخيرة إلى مناطقهم، وتسويق بعض الجهات الإعلامية التابعة للنظام بأن العملية العسكرية التي يجري التحضير لها ستكون "استجابة لمطالب الأهالي بدخول النظام إلى المنطقة، حيث وقع كل من "مجلس مدينة خان شيخون، مجلس تجمع أم الخلاخيل، مجلس خفسين، مجلس تجمع البرسة، مجلس صراع، مجلس معرشمشة، مجلس جرجناز، مجلس التح، مجلس كفر سجنة، مجلس معصران، مجلس الفرجة، مجلس معرشمارين، مجلس معرشورين، مجلس الدير الشرقي، مجلس الهلبة"، ومجالس أخرى عاملة في ريف محافظة إدلب، على بيان وردت إلى المرصد السوري لحقوق الإنسان نسخة منه وجاء فيه، "نتيجة لما يحاك في منطقتنا من مؤامرات داخلية وخارجية، فإننا نؤكد على مايلي:: تمسكنا بثوابت الثورة السورية المباركة، المحافظة على حرمة دماء شهدائنا، نرفض رفضاً قاطعاً أي تدخل للعاصبة الأسدية أو المحتل الروسي إلى منطقتنا، كل شخص داخل العصابة الأسدية يدعي أنه يمثل أي قرية أو بلدة في المحرر فهو لا يمثل إلا نفسه، نطالب الحكومة التركية بالتدخل الفوري والسريع بتطبيق الوصاية التركية، ونتعد بمساعدة الأخوة الأتراك بإدارة المنطقة، كما نطالبهم بتفعيل وتنشيط عمل المؤسسات التعليمية والخدمية والصحية وغيرها في المحرر".