واشنطن ـ مصر اليوم
استعرض الرئيس الأميركي جو بايدن في كلمته أمام المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي DNC، الثلاثاء، نهج إدارته داخل الولايات المتحدة وفي السياسة الخارجية مع دول العالم، بما في ذلك الحرب الإسرائيلية على غزة، فيما هاجم المرشح الجمهوري دونالد ترمب، حاضاً الأميركيين على انتخاب المرشحة كامالا هاريس، لـ"الحفاظ على قيم الديمقراطية".
وحذر الرئيس الأميركي، خلال كلمته من تكرار هجوم أنصار سلفه السابق ترمب في 6 يناير 2020 على مقر الكونجرس، مضيفاً: "ترمب يقول إنه سيرفض قبول نتائج الانتخابات، إذا خسر مرة أخرى، إنه يرغب في حمام دماء إذا خسر، وسيكون ديكتاتوراً عند اليوم الأول حال فوزه".
وواصل انتقاداته لمرشح الحزب الجمهوري: "يقولون إن هذا المغفل مجنون، ولكنه يعني ما يقول، لا يمكننا السماح بهذا ليحدث.. علينا جميعاً الالتزام ديمقراطيون ومستقلون، حافظنا على الديمقراطية في 2020، ويجب أن نقوم بذلك الآن مجدداً في 2024". وتابع: "التاريخ والسلطة في يديكم، مستقبل أميركا في أيديكم".
وتابع: "أيها الديمقراطيون قبل 4 سنوات في الشتاء في صقيع يناير 2020، رفعت يدي وأديت قسم لكم وللرب لحفظ والدفاع عن الدستور وأن أنفذ بإخلاص واجبات الرئيس. البلد كان محاطاً بالحرس الوطني بعدما اقتحمت مجموعة غوغاء عنيفة الكونجرس. لا مكان في أميركا للعنف السياسي. في هذه اللحظة، لم أنظر للماضي، ولكن للمستقبل".
وأردف بايدن: "التقدم كان ولا يزال ممكناً وهو أمامنا، الشتاء مضى وبقلب ممتن أقف أمامكم، لأقول إن الديمقراطية انتصرت، وأن الديمقراطية أوفت بعهودها، وأنه يجب الحفاظ على الديمقراطية. سمعتموني أقول من قبل، نحن في منعطف حرج، لحظة نادرة في التاريخ، القرار الذي نتخذه الآن، سيحدد مستقبل البلد والعالم لعقود قادمة".
واعتبر بايدن أن الحزب الديمقراطي يواجه "معركة على روح أميركا"، وقال: "كرئيسكم صممت على إبقاء أميركا تتحرك إلى الأمام، لتقف أمام الكراهية والعنف. نحن نعيش ونزدهر على التنوع، وعدم ترك أي شخص خلفنا، لقد التزمت أمامكم بأنني سأكون رئيساً لكل الأميركيين، سواءً صوتتم لي أم لا، الدراسات تظهر أن التشريعات التي مررناها قدمت للولايات الجمهورية أكثر من الولايات الديمقراطية".
الهجوم على المرشح الجمهوري للرئاسة دونالد ترمب، كان له النصيب الأكبر في كلمة الرئيس الأميركي أمام مؤتمر الحزب الديمقراطي، إذ قال عن ترمب إنه "يواصل الكذب بشأن معدلات الجريمة في الولايات المتحدة، بينما تحت إدارته جرائم القتل ارتفعت بنسبة 30%".
وأشار بايدن أن جرائم العنف، انخفضت في ظل إدارته إلى مستويات قياسية، مؤكداً أن "الجرائم ستتواصل في الانخفاض حين نضع مدع عام (في إشارة إلى نائبته كامالا هاريس) في المكتب البيضاوي، بدلاً من مجرم مدان (في إشارة إلى ترمب)".
وعن قضية الحدود والمهاجرين، قال الرئيس الأميركي إن "ترمب يواصل الكذب بشأن الحدود"، متهماً الرئيس الأميركي السابق بـ"عرقلة أكبر مشروع لحماية الحدود"، لافتاً إلى أن الرئيس السابق اتصل بأعضاء في مجلس الشيوخ لعدم التصويت لمشروع القانون.
وأضاف بايدن: "عبور الحدود انخفض بنسبة 50%"، " على العكس من ترمب، لن نشيطن المهاجرين ونقول إنهم يسممون دماء بلادنا"، مضيفاً: "قوينا نظام الهجرة وحمينا المهاجرين، وحقوق التصويت، وحرية الاختيار (الإجهاض)".
وقال إن "الجمهوريين واجهوا قوة النساء في (انتخابات) 2022، وترمب سيواجه قوة النساء في 2024". وذكر بايدن أنه اختار أول امرأة نائباً للرئيس (كامالا هاريس)، مضيفاً أنها ستصبح أول امرأة تتولى منصب الرئاسة في 2025.
وتطرق بايدن إلى سياسات بلاده الخارجية، قائلاً إنه "عمل لتقوية حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ووحد أوروبا، وضم فنلندا والسويد إلى الحلف الأطلسي".
وذكر بايدن أن وزير الخارجية الأميركي السابق هنري كيسنجر، اتصل به قبل 10 أيام من وفاته، وقال له: "لم تنظر روسيا فوق كتفيها برهبة منذ زمن نابليون بونابرت سوى الآن".
وقال: "حين غزت روسيا أوكرانيا، قالوا إنها ستأخذ كييف بعد 3 أيام، اليوم، وبعد 3 سنوات كييف لا تزال صامدة".
يتوقع خبراء ومحللون أن تسيطر أجواء احتفالية بترشيح كامالا هاريس في سباق الرئاسة، على مؤتمر الحزب الديمقراطي، والذي تصاحبه احتجاجات ضخمة لرافضي حرب غزة.
وتطرق إلى الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، قائلاً إن "المتظاهرين المؤيدين لوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في شوارع شيكاغو لديهم حق في ذلك"، معتبراً أن "هناك الكثير من الأبرياء يقتلون من الجانبين".
وأضاف بايدن: "نحن نعمل لإنهاء الحرب على غزة، وإعادة المحتجزين لمنازلهم، وجلب الأمن والسلام إلى الشرق الأوسط".
وتابع: "نحن نعمل على اتفاق سلام في غزة، ونعمل على مدار الساعة، لزيادة مساعدات الغذاء والمساعدات الطبية إلى غزة الآن. حان وقت وقف إطلاق النار وإنهاء هذه الحرب".
ولفت في المقابل إلى التحديات التي واجهها خلال ولايته، قائلاً: "بسببكم كان لدينا 4 سنوات مذهلة من التقدم. حين أقول نحن أعني أنا وهاريس، إذ أثر وباء فيروس كورونا على حياتنا، لكن اقتصادنا هو الأقوى على مستوى العالم، أرقام قياسية في النمو وانخفاض في التضخم".
وتابع بايدن: "كما لدينا أقل فجوة عرقية في الأجور، لدينا الكثير لنفعله، ولكننا نتحرك في الاتجاه الصحيح، اليوم يوجد أميركيين لديهم تأمين صحي بأكثر من أي وقت مضى. ترمب وعد بإعادة لبناء البنية التحتية ولم يبن أي شيء".
سيؤجل الرئيس الأميركي جو بايدن إلقاء خطاب "وداع مبكر" في الكلمة التي سيلقيها في افتتاح المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي، وسيركز على كامالا هاريس.
وتابع: "لكن الآن بسبب ما فعلته أنا وهاريس نحن نمنح الأميركيين عقداً من البنى التحتية والطرق والجسور والحافلات والنقل العام، والمياه النظيفة، والإنترنت السريع، والكثير. نحن موحدون كبلد، ونحسن جودة الحياة، ونبني المساواة في أميركا، لأن هذا هو ما نحن عليه، كيف يمكن أن نكون أقوى بلد دون أن نقود العالم في العلوم والتكنولوجيا".
وقال بايدن: "قانون الرقائق الإلكترونية والعلوم كان يعني أن الشركات تستثمر مليارات الدولارات لبناء هذه الرقائق هنا في أميركا، كما أن متوسط الأجور في تلك المصانع 100 ألف دولار سنوياً ولا تحتاج إلى شهادة جامعية، إن التصنيع أعاد في أميركا 800 ألف وظيفة جديدة".
وتابع أيضاً: "كنت فخوراً بأنني أول رئيس يزور موقع إضراب احتجاجي، وأن أوصف بأنني أكثر رئيس موال للاتحادات العمالية، لأنه حين تؤدي الاتحادات بشكل جيد، جميعنا نصبح في حال أفضل. تذكروا حين قالوا إنه لا يمكن أن ننجز أي شيء في الكونجرس، مررنا أكبر قانون للتغير المناخي في تاريخ البشرية لتقليص انبعاثات الكربون للنصف بحلول 2050".
قد يٌهمك ايضـــــاً :
جو بايدن يُؤكد أنه سوف يواصل حملته للترشح في انتخابات الرئاسة