الكشف عن هوية منفذ حادث "القديسين"

كشفت مديرية أمن الإسكندرية هوية المتهم بالاعتداء على مينا عادل، حارس كنيسة القديسين، في منطقة سيدي بشر، شرق المدينة، وإصابته في وجهه، وتبين أنه يدعى عادل عبد الله، 24 عاما، طالب في كلية الحقوق. وألقت قوات الأمن القبض عليه، وتقوم إدارة البحث الجنائي، برئاسة اللواء شريف عبد الحميد، باستجوابه لمعرفة دوافعه، ومدى سلامة قواه العقلية، خاصة أنه خلال الاستجواب اتضح أنه غير متزن عقليًا، وفق مصادر أمنية. وقال كاهن كنيسة القديسين، القس مكاريوس سامي، إن الشاب المعتدي على حارس الكنيسة دخل من الباب الجانبي، مشيرًا إلى أن الحارس ارتاب في شكل الشاب، وطالبه بإظهار بطاقته الشخصية.

وأكد مكاريوس القبض على الشاب، والكشف عن وجود علبة شفرات حلاقة داخل حقيبته، مشيرًا إلى أنه كان ينوي طعن الموجودين في الكنيسة باستخدام الشفرات، ظنًا منه أن الأمر سيبدو طبيعيًا، ولن يشك أحد في أمره. وروى مينا فؤاد، حارس كنيسة القديسين المجني عليه، الذي اعتُدي عليه بآلة حادة من جانب المتطرف، تفاصيل واقعة الاعتداء عليه بآلة حادة، وإحداث جرح قطعي في رقبته. وقال، في تصريحات صحافية، مساء السبت: "دخل المتهم الكنيسة مرتديًا ملابس كاجوال وحقيبة cross، وحاول دخول الكنيسة من بوابتها الرئيسية، وحينما لم يتمكن من الدخول، بسبب وجود بوابة إلكترونية، اتجه إلى الباب الجانبي الذي كنت أحرسه، وهو بوابة لمبنى خدمات يضم دار مسنين وحضانة أطفال، ودخل مباشرة إلى الداخل، ولكن حينما شككت في أمره ناديته لإبراز بطاقة هويته، إلا أنه تجاهلنا".

وأضاف: "قال له أحد الموجودين أمامه كلم الراجل بينادي عليك، وحينما عاد سألته أن يبرز بطاقة هويته، فقال لي عايز البطاقة؟، عايز البطاقة؟، أهي البطاقة، وأخرج آلة حادة قَطر وحاول ذبحي، فحاولت الإمساك به هو وأحد زملائه لتسليمه للشرطة، ووجدت معه شفرات حلاقة"، إلا أن المتهم حاول الاعتداء عليه أكثر من مرة، فطعنه في يديه وجانبه، مشيرًا إلى أن الموجودين نقلوه على الفور إلى المستشفى، وأجريت له جراحة عاجلة لإنقاذه، إضافة إلى إجراء جراحة تجميل له. وقال أبانوب بشارة، خادم في كنيسة القديسين، إن الشاب الذي ارتكب حادث الطعن ليس مختلاً عقليًا، كما يحاول البعض الترويج لهذه الفكرة.

وأوضح أبانوب أن الشاب دخل إلى الكنيسة من خلال باب جانبي، يطل على مبنى الخدمات، ويعلم جيدًا ما يريد تنفيذه داخل الكنيسة، مشددًا على أن مرتكب الحادث غير مختل عقليًا، متسائلاً: "لماذا يتوجه المختل عقليًا إلى الكنيسة؟ أم أن كنيسة القديسين تحولت إلى مصحة نفسية؟". وأوضح خادم الكنيسة أن المتهم بارتكاب واقعة الاعتداء على حارس الكنيسة دخل من الباب المُطل على مبنى الخدمات، الذي يضم حضانة للأطفال ودار للمسنين ومركز للأطفال، إلى جانب عدد آخر من المراكز، لافتًا إلى أن الجاني كان متجهًا نحو المبنى مباشرة ويعلم ما يريد تنفيذه جيدًا، وكان على وشك ارتكاب حادث أكبر من محاولة ذبح حارس الكنيسة، قائلاً: "الشاب ده كان لابس شنطة كروس، ومكنش معاه بطاقة، وبدل ما يطلعها طلع سلاح أبيض وضرب مينا فؤاد، والناس مسكته وسلمته للشرطة، ده متطرف".

وأشار إلى أن الشاب كان يستمع لسورة التوبة في سماعات الأذن أثناء قيامه بتلك الواقعة، وأخذ يردد نصرة لديني أثناء طعنه مينا، كما كان يُردد أنه يقوم بذلك نصرة للإسلام. وبسؤاله عن كيفية دخول الشاب إلى الكنيسة بسلاح أبيض، قال: "الباب الذي دخل منه الشاب جانبي ولا يوجد فيه بوابات إلكترونية للكشف عن هذه الأدوات، نظرًا لأنه يُفتح لمدة ساعة أو اثنتين وقت خروج ودخول الأطفال فقط، ولا يُفتح أمام الزوار، والباب الرئيسي يوجد أمامه حراسة كبيرة من رجال الشرطة وأمن الكنيسة، إلى جانب عناصر نسائية للمساهمة في تفتيش السيدات.