برلين - جورج كرم
أعلنت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بعد أول اجتماع لحكومتها الجديدة عصر الأربعاء، عقب انتخابها لولاية رابعة، تأييدها خطة هورست زيهوفر وزير الداخلية الجديد، الهادفة إلى ترحيل مَن رُفِضت طلبات لجوئهم. وكشفت ميركل بحزم أنها تؤيد زيهوفر في موقفه الهادف إلى تسريع ترحيل طالبي اللجوء الذين لم يحصلوا على حق البقاء في ألمانيا، في حين تعرّض رئيس المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا أيمن مزيك لتهديد بالقتل الخميس، في ظل سلسلة اعتداءات شملت في الأيام القليلة الماضية مساجد ومقرات ومحال مسلمين في ولايات ألمانية عدة.
وتابعت المستشارة في لهجة غير معهودة أن "المواطنين ينتظرون، ومعهم الحق، ضرورة ترحيل هؤلاء"، نافيةً وجود أي نيّة لدى حكومتها بتحويل أولويات سياسة اللجوء من الاندماج إلى الترحيل، وأردفت أن ألمانيا "لا يمكنها القيام بواجباتها الإنسانية إذا تظاهرنا كأننا نستطيع أن نخدم هؤلاء الذين لا يتمتعون بوضع إقامة"، في حين ترى أحزاب ومنظمات يسارية وحقوقية وإنسانية ألمانية في حصول زيهوفر على وزارة الداخلية، مؤشرًا نحو المزيد من التشدد إزاء سياسة اللجوء إلى ألمانيا، وتخوّفًا من مزيد من الترحيل التعسفي بحق المرفوضين.
وشدّد زيهوفر أخيرًا "على ضرورة زيادة أعداد الترحيل في شكل ملحوظ، والتعامل بصورة أكثر صرامة تجاه مرتكبي الجرائم والخطرين من بين طالبي اللجوء"، واستدرك قائلًا: "نحن نرغب في أن نظل بلدًا منفتحًا على العالم وليبراليًا، لكن عندما يتعلق الأمر بحماية المواطنين، فإننا في حاجة إلى دولة قوية، وسأعمل على ذلك".
وبعد سلسلة اعتداءات على جوامع، ومقرات تجمّع، ومحال تجارية عائدة لمسلمين في أنحاء مختلفة من البلاد في الأيام القليلة الماضية، تعرّض مقر "المجلس المركزي للمسلمين" في كولونيا الخميس، لتهديدات بالقتل، ما دفع برئيسه أيمن مزيك إلى الإعلان عن إغلاقه بعد تلقيه رسالة تتضمن تهديدات بالقتل. واشتكى مزيك من غياب الحماية اللازمة، مشدّدًا على أن العاملين فيه "صُدِموا بسبب التهديد".
وكتب مزيك في تغريدة نشرها الخميس: "تلقينا تهديدًا صريحًا بالقتل، وعند فتح الرسالة اكتشفنا مسحوقًا غريبًا. العاملون في صدمة. سنقفل مكتبنا. لا تتوافر الحماية اللازمة لنا". وأكدت شرطة المدينة صحة الأمر، وأوضحت في بيان "أن مسحوقًا أبيض كان على ورقة التهديد، والتحليلات العينية له استبعدت خطورته".
إلى ذلك، كشفت صحيفة "كولنر شتات أنتسايغر" أن التهديد وُجّه تحديدًا إلى مزيك إن لم يتوقف عن "إهانة حزب البديل الشعبوي"، كما تضمنت الرسالة رموزًا نازية. ونقلت الصحفية عن مزيك قوله: "نتلقى تهديدات مستمرة، إنما ليس بهذا الشكل الخطير، والأمور دخلت مرحلة جديدة".