بيروت ـ مصر اليوم
واجه اللبنانيون كارثة الانفجار الهائل الذي ضرب يوم الثلاثاء الماضي مرفأ بيروت، بالتصميم على تجاوز المحنة من خلال التضامن للتغلب على عواقب الكارثة، وأفادت تقارير بأن مخيما اقيم في ساحة ساسين في حي الأشرفية بالعاصمة بيروت ، حيث يتم توزيع الطعام الساخن والماء والسلع الأساسية مجانا على العائلات المتضررة. ونُقل عن أحد القائمين على هذه المبادرة، وهو أستاذ بمدرسة ثانوية يدعى روجر قوله: "واجبنا هو مساعدة أولئك الذين تركوا بلا مأوى، والذين دمرت منازلهم جراء الانفجار"، وأفاد الأستاذ اللبناني بأن العديد من المواطنين حضروا إلى ساحة ساسين يوم الأربعاء لأنهم تركوا بلا مصدر رزق، مضيفا "إن عدد هؤلاء الأشخاص يتزايد باطراد، ونواصل جمع الطعام والأشياء الضرورية لهم".
وتقول سلطات مدينة بيروت إن ما لا يقل عن 300 ألف من سكان العاصمة أصبحوا بلا مأوى، في حين يقدر إجمالي الأضرار المادية التي لحقت بالمنطقة التي شملها الانفجار بنحو 15 مليار دولار، علاوة على مقتل 135 شخصا، وقال باسل محفوظ، الخبير في الشؤون السياسية قوله إن "الانفجار الحالي، يمكن قارنته من حيث الحجم والعواقب بهجمات 11 سبتمبر 2001 الإرهابية في نيويورك، والتي صاحبتها صدمة هائلة وحالة ذعر". وأعلنت منظمة الصحة العالمية، وصول طائرة تحمل 20 طنا من المساعدات الصحية لفرعها في لبنان، لدعم علاج المصابين في الانفجار الذي وقع في بيروت أمس الثلاثاء.
وقالت المنظمة في بيان صادر عن مكتبها الإقليمي في شرق المتوسط: "هذه الإمدادات ستكفي لتغطية 1000 حالة لعلاج الرضوض، و1000 حالة جراحية للأشخاص الذين يعانون من إصابات وحروق ناجمة عن الانفجار"، وأضافت: "الشحنة أرسلت جوا من مركز الإمدادات اللوجستية التابع للمنظمة في دبي في وقت سابق من ظهر الأربعاء، على متن طائرة تبرعت بها الإمارات".
من جهتها، قالت ممثلة المنظمة في لبنان، إيمان الشنقيطي: "نعمل عن كثب مع السلطات الصحية الوطنية، والشركاء في مجال الصحة، والمستشفيات التي تعالج الجرحى للوقوف على الاحتياجات الأخرى اللازمة، والعمل على تقديم الدعم الفوري". وقال البنك الدولي، الأربعاء، إنه مستعد لتقييم الأضرار والاحتياجات في لبنان بعد الانفجار المدمر الذي وقع في منطقة ميناء بيروت وسوف يعمل لحشد التمويل العام والخاص لإعادة الإعمار والتعافي، وأضاف البنك الدولي في بيان أنه "على استعداد أيضًا لإعادة برمجة الموارد الحالية واستكشاف تمويل إضافي لدعم إعادة بناء الحياة وسبل العيش للمتضررين من هذه الكارثة". ولم يشر البنك الدولي إلى الموارد التي يمكن إعادة توجيهها إلى جهود التعافي من الانفجار.
وكان البنك قد أعلن في يونيو أنه سيعيد توجيه 40 مليون دولار من برنامج صحي قائم قيمته 120 مليون دولار، لمساعدة الدولة في مكافحة جائحة كورونا. وأسفر الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت أمس الثلاثاء عن مقتل 135 شخصا على الأقل، وإصابة أكثر من 5000، وتشريد حوالي 250 ألفا. ولم يتضح أيضا ما إذا كانت الكارثة ستؤثر على مفاوضات لبنان الصعبة مع صندوق النقد الدولي.
ويحاول الصندوق ولبنان منذ مايو التوصل إلى اتفاق على حزمة إنقاذ أوسع نطاقا لمواجهة أزمة مالية تمثل أكبر تهديد لاستقرار لبنان منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990، وتعثرت تلك المفاوضات في ظل خلافات حول حجم الخسائر المالية للنظام المصرفي اللبناني. ووصلت إلى مطار بيروت طائرة "إيل-76" تابعة لوزارة الطوارئ الروسية محملة بالمساعدات العاجلة للبنان، كانت الثانية من أصل خمس طائرات إغاثة أعلنت روسيا عن تسييرها إلى بيروت، وأكدت وزارة الطوارئ أن الطائرة الثانية هبطت في الساعدة 22:05 مساء الأربعاء في مطار بيروت، وذلك بعد نحو ساعتين من وصول الطائرة الأولى.
وكانت وزارة الطوارئ الروسية قد أعلنت أنها سترسل 5 طائرات محملة بالمساعدات للبنان الذي يعاني من انفجار بيروت، واحتدام جائحة كورونا، وتشمل المساعدات مشفى متنقلا ومختبرا للكشف عن فيروس كورونا، كما أرسلت روسيا إلى لبنان خبراء إغاثة من فريق "تسينتروسباس" والأطباء. وأعلنت الرئاسة الجزائرية أنه تقرر إرسال أربع طائرات وباخرة إلى لبنان تحمل مساعدات إنسانية وفرقا طبية ورجال إطفاء وأغذية ومواد بناء، لمساعدة لبنان على إزالة آثار انفجار بيروت.
وجاء في البيان، الذي نشر عقب اتصال بين الرئيسين الجزائري عبد المجيد تبون واللبناني ميشال عون: "تستعد أربع طائرات جزائرية للإقلاع باتجاه العاصمة بيروت". وتحمل تلك الطائرات أطقما من الأطباء والجراحين ورجال الحماية المدنية ومواد طبية وصيدلانية ومواد غذائية وخياما وأغطية. كما ستبحر باخرة جزائرية على متنها مواد بناء للمساعدة في إعادة بناء ما تدمر في العاصمة اللبنانية جراء.
وأكد تبون لنظيره اللبناني تضامن الجزائر الكامل مع لبنان في هذه المحنة المؤلمة. والثلاثاء 4 أغسطس، هز انفجار عنيف مرفأ العاصمة اللبنانية بيروت عم صداه أنحاء المدينة، حيث تهشمت واجهات المباني وانهارت شرفاتهاوأعلن مجلس الدفاع الأعلى في لبنان العاصمة بيروت مدينة منكوبة، ورفع توصية إلى الحكومة لإعلان حالة الطوارىء بعد الانفجار الذي سقط فيه عشرات القتلى وآلاف الجرحى.
قد يهمك أيضًا:
الخارجية الأمريكية تكشف عن عدد الضحايا الأمريكيين في انفجار لبنان
ترامب يؤكد أنه لا يمكن لأحد أن يحدد حاليًا ما إذا كان "انفجار بيروت" هجومًا