عدن ـ عبدالغني يحيى
قامت وحدات خاصة من القوات اليمنية الشرعية بالالتفاف من خلف (كيال الرباح) فوق (بني ناجي) باتجاهِ موقع يطلق عليه مسمّى (محلي)، وذلك في تقدّمٌ تكتيكي جديد لجنود المنطقة العسكرية السابعة في طوَّق صنعاء.
التقدّمُ الأخير رافقـَه تقدّم آخر نحو مديرية أرحب في صنعاء باتّجاه (قطبين) و(بني محمد) و(مسورة) وسط جهد هندسي كبير يتمثـل في شقّ الطرق الجبلية وإزالة الألغام، أمّا باتجاه مديريتي خولان وبني حشيش فتقدّم الجيش الوطني باتجاه (العقران) و(المدفون) و(قرون ودعة) ولتتلاحم الجبهات باتجاه (نقيل بن غيلان) أبرز الأهداف قبل قلب صنعاء، وجاء التقدّم تحت غِطاء جوي كثيف لطيران التحالف الداعم للشرعية وقصف مدفعي لمدفعية التحالف والجيش الوطني.
وفي سياق متصل، أعلنت مصادر عسكرية ميدانية أن قوات الجيش الوطني التابعة للحكومة الشرعية، بدأت الجمعة، معركة تحرير نقيل بن غيلان في مديرية نهم شرق العاصمة صنعاء، وكشفت المصادر أن جبهات الميلشيات تشهد انهيار متسارع لميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية في جميع محاور وجبهات نهم ذات التضاريس الوعرة.
وأفادت المصادر أن قوات الجيش الوطني بدأت الجمعة ضرب أهداف ومواقع عسكرية تتمركز فيها ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية في نقيل بنغيلان الاستراتيجي، الواقع على الطرف الشمالي الشرقي للعاصمة صنعاء، والمحاددة لمديرية بني حشيش التي تمتد إلى قلب العاصمة صنعاء"، وخلال الأيام الماضية بدأت قوات الجيش عملية عسكرية واسعة في نهم شرق صنعاء ودارت معارك عنيفة استطاعت قوات الجيش خلالها السيطرة على مواقع.
وفي نفس السياق، ذكرت مصادر يمنية أن ميليشيات الحوثي خطفت نحو اثني عشر مدنيًا من مديرية أرحب شمال صنعاء وفجرت ثلاثة منازل، وأضافت أن الحوثيين هاجموا عدة قرى في المديرية، من بينها بيت الحَنِق والعِرشان والغولة وشنوا حملة مداهمة للمنازل، وأن مدرعات وعربات للميليشيات انتشرت في تلك القرى، حيث تأتي هذه التطورات في ظل تقدم الجيش الوطني في نهم الذي أصبح على مشارف مديرية أرحب.
من ناحية أخرى، أكد المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية عبد الله الربيعة، أن المعابر اليمنية التي تسيطر عليها الحكومة الشرعية مفتوحة أمام المساعدات الإنسانية المقدمة إلى اليمن، وقال خلال اجتماع رفيع المستوى للشراكة من أجل السلام الدائم في اليمن في روما الجمعة، إنه خلال عامين ونصف قدمت السعودية مساعدات كبيرة للشعب اليمني تزيد على نحو 8 مليار دولار، مشيرًا إلى أن هذه المساعدات في اليمن شملت المناطق التي تقع تحت سيطرة الشرعية والتي في قبضة الانقلابيينـ كما لفت إلى أن السعودية عرضت ميناء جازان لاستخدمه للمساهمة في تسهيل تدفق المساعدات الإغاثية والإنسانية لليمنيين.
ميناء جازان
إلى ذلك، كشف أن السعودية بذلت جهودًا كبيرة للحد من انتشار وباء الكوليرا في اليمن، حيث دعمت وزارة الصحة العامة والسكان اليمنية ومنظمتي الصحة العالمية واليونيسيف بأكثر من 76 مليون دولار، كما سيّر المركز قافلة كبيرة تحمل أكثر من 550 طنًا من الأدوات والمستلزمات الطبية والمحاليل لجميع مناطق اليمن لمكافحة الوباء، مبينًا أن نسبة التشافي بلغت 99.5 % مما دفع كثير من المنظمات العاملة بالأرض إغلاق مراكز علاج الكوليرا التابعة لها في بعض المناطق.
ميناء عدن
وأكد الربيعة أن مركز الملك سلمان للإغاثة لم يتوان عن تقديم المساعدات رغم كل الانتهاكات التي تستهدف المساعدات التي يقدمها والفرق الأخرى العاملة على الأرض. وأضاف أن الميليشيات ارتكبت خلال الفترة بين عامي 2015 و 2017، 16 حالة اعتداء على مساعدات المنظمات التابعة للأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية والعاملين معها، تنوعت بين القتل والخطف والسجن وإغلاق المكاتب واعتداءات النهب والسلب، مشيرا إلى أن الميليشيات "عملت على إغلاق المنافذ ومكاتب المنظمات الدولية العاملة في اليمن وهجمت واستولت على 65 سفينة و124 قافلة إغاثية و 628 شحنة مساعدات وهو ما يعبر عن انتهاكات صارخة لمواثيق العمل الإنساني وقوانينه"، كما شدد المشرف على مركز الملك سلمان على أهمية قيام الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بمسؤولياتهم تجاه محاسبة تجاوزات الميليشيات التي تعيق العمل الإنساني وتستهدف المدنيين.