القاهرة-أحمد عبدالله
تطرق الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى الملف الفلسطيني، والأزمات في ليبيا، محذرًا خلال كلمة له في البرلمان المصري، من تصاعد الحروب الأهلية في المنطقة، وضرورة تحجيم الهجرة غير الشرعية، قائلًا إنه بات واحدًا من كل ثلاثة لاجئين في العالم عربيًا، مطالبًا بتحقيق التكامل الاقتصادي بين دول المنطقة.
وجاء حديث الرئيس السيسي في خطاب ألقاه رئيس البرلمان المصري علي عبدالعال نيابه عنه، خلال افتتاحية أعمال المؤتمر السابع والعشرين للاتحاد البرلماني العربي، بمقر النواب المصرى، وجاء فيه "الظروف الدقيقة في المنطقة العربية تُحمل للأمة العربية والإسلامية تحديات هائلة وأخطارًا لا يستهان بها، حيث أصبحت المنطقة العربية بؤرة لبعض أشد الحروب الأهلية، الأكثر تعرضًا لخطر الإرهاب، وأيضًا أصبح البحر المتوسط مركزًا للهجرة غير الشرعية، ومن كل 3 لاجئين يوجد لاجئًا عربيًا".
ولفت السيسي إلى أن هذه التحديات يصعب على أي دولة منفردة مواجهتها، ولابد من التمسك ببناء الدولة الوطنية وسيادة القانون بعيدًا عن الطائفية، مشيرًا إلى أن الأزمة السورية لا حل لها إلا من خلال الحل السياسي الذي يتفق عليه كل أطياف المجتمع، وهي المفاوضات التي تقوم بها الأمم المتحدة، التسوية السلمية ونبذ الفرقة واالصراعات بلأزمة الليبية، وأيضًا نفس المنطق في ليبيا، قائلًا "كل هذه المشاكل لابد أن تتم من خلال إقامة الدولة الوطنية القادرة والعادلة".
وأكد السيسي على أن التحديات الاقتصادية والاجتماعية تقل خطرًا عن التحديات الأمنية والسياسية، وهذا يتطلب مفهوم التنمية المستدامة وتمكين الشباب ودعم المرأة مع إعطاء الأولوية لمشاريع التكامل الاقتصادي العربي، في الوقت الذي شدد فيه على أن اجتماع الأعضاء بهذه الجلسة يأتي بمقر البرلمان المصري منارة الإسلام العالية وقلب العروبة ودرع أفريقيا، وأيضًا بشهر أبريل الذي تحتفل فيه مصر بتحرير سيناء واستعادة الأمة العربية لكرامتها وعزتها وتأكيد أصالتها.
في السياق ذاته، أوضح السيسي أن الاتحاد البرلماني العربي يُحمل أعضاءه آمال شعوبهم التي نالت شرف تمثيلها بأمل تحقيق من التكامل والوحدة واستثمار ما يجمعنا من مصالح مشتركة"، لافتًا إلى أهمية الدور الذي يضطلع به الاتحاد البرلماني العربي في تحقيق الاصطفاف العربي أمام التحديات والأخطار التي تهدد الأمن القومي العربي، وأشار إلى أن هذا المؤتمر يأتي في وقت تتطلع فيه الشعوب العربية لتجسيد الرغبة في تعزيز التعاون والتضامن من أجل مواجهة الأخطار والتحديات التي تهدد الأمن العربي، وتمثيل الإرادة الشعبية والتعبير عن طموحات المواطن العربي.
وأبرز السيسي أهمية تحقيق السلام في المنطقة، وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، منوهًا بالدور الذي تقوم به مصر لتحقيق المصالحة الفلسطينية، مؤكدًا في سياق آخر، أن الاتحاد البرلماني العربي، قام من أجل أسمى وأنبل القيم، متمثلة في مواجهة الأخطار والتحديات التي تهدد الأمن العربي.
وتابع عبدالعال "كم ينالني الشرف العظيم أن ألقي كلمة الافتتاح نيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي كان من دواعي سروره الالتقاء بهذه الكوكبة العظيمة من رؤساء وأعضاء الشعب البرلمانية العربية الشقيقة لولا ارتباطات سابقة، وأنقل إليكم ترحيبه بكم في بلدكم الثاني مصر، راجيًا طيب الإقامة".
وقال الرئيس السيسي "يأتي اجتماع مؤتمركم السابع والعشرين في مقر البرلمان المصري في القاهرة منارة الإسلام العالية، وقلب العروبة النابض، ودرع أفريقيا الواقي التي ترتفع مآذن مساجدها وأبراج كنائسها تنطلق منه دعوة الحق والخير"، مضيفًا "ويأتي انعقاد مؤتمركم هذا في شهر أبريل الذي تحتفل فيه مصر بتحرير سيناء، واستعادة الأمة العربية لكرامتها وعزتها وتأكيد أصالة ذاتنا وشموخ رايتنا".
وأضاف الرئيس السيسي "تحملون اليوم في هذا المحفل الهام، آمال شعوبكم التي نلتم شرف تمثيلها، تتطلع إليكم هذه الشعوب أملًا في تحقيق المزيد من التكامل والوحدة، وفي استثمار ما يجمعنا من مصالح مشتركة صاغها التاريخ الطويل وفي الاصطفاف في مواجهة التحديات التي تحيط بنا".
وأشار الرئيس السيسي "لقد قام اتحادكم من أجل أسمى وأنبل القيم.. تجسيدًا للرغبة في تعزيز التعاون والتنسيق بين برلماناتكم من أجل مواجهة الأخطار والتحديات التي تهدد الأمن العربي في مختلف مجالاته من أجل تمثيل الإرادة الشعبية والتعبير عن طموحات المواطن العربي وقضاياه.. من أجل التواصل مع ممثلي السلطة التنفيذية في بلدانكم العربية من خلال رئيس الاتحاد ورؤساء البرلمانات العربية لتعزيز التضامن العربي.. من أجل تعميق ثقافة حقوق الإنسان ونشر مفاهيم الديمقراطية النيابية.. لقد قام اتحادكم من أجل هذا كله، وعمل جاهدًا ومخلصًا من أجل هذا كله".
وشدد الرئيس السيسي "تجتمعون اليوم في ظروف دقيقة تحمل للأمتين العربية والإسلامية تحديات هائلة، وتحدق بهما أخطارًا لا يستهان بها، فمنطقتنا العربية باتت اليوم بؤرة لبعض أشد الحروب الأهلية ضراوة.. وأصبحت هذه المنطقة هي الأكثر تعرضًا لخطر الإرهاب، وبات واحدًا من كل ثلاثة لاجئين في العالم عربيًا، كما أصبح البحر المتوسط مركزًا للهجرة غير الشرعية".