كييف - جلال ياسين
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، يوم الإثنين، إن روسيا بدأت هجوما واسع النطاق في منطقة دونباس شرق البلاد. وقال زيلينسكي على تطبيق تلغرام "يمكننا الآن أن نؤكد أن القوات الروسية بدأت معركة دونباس التي كانت تستعد لها منذ فترة طويلة. جزء كبير من الجيش الروسي مكرس الآن لهذا الهجوم".
وأضاف "بغض النظر عن عدد الجنود الروس الذين تم إحضارهم إلى هنا، سنقاتل. سندافع عن أنفسنا".
وقال مدير مكتب زيلينسكي، أندريه يرماك، إن الهجوم على نهر دونباس يمثل بداية "المرحلة الثانية" من الحرب.
وأشار كبير المسؤولين الأمنيين الأوكرانيين، أوليكسي دانيلوف، إلى أن روسيا حاولت اختراق خطوط الجبهة الأوكرانية في المنطقة.
وكان التغيير في أهداف روسيا قد حدّده الرئيس فلاديمير بوتين خلال خطاب ألقاه الأسبوع الماضي، عندما أعلن أن هدفه هو "مساعدة الناس الذين يعيشون في دونباس، الذين يشعرون بعلاقتهم التي لا تنفصم مع روسيا".
وكانت روسيا قالت أواخر مارس/آذار الماضي إن الأهداف الأولية للحرب قد اكتملت، وأنها أضعفت القدرة القتالية لأوكرانيا، معلنة تركيز جهودها على ما سمته "تحرير" دونباس.
كما قالت موسكو الشهر الماضي إنها تسيطر على 93٪ من لوهانسك و 54٪ من دونيتسك، ومن المتوقع أن تحاول قواتها تطويق القوات الأوكرانية المتبقية في المنطقة.
لكنهم يواجهون قتالا مع بعض أقوى قوات كييف، فيما يعتقد أن أوكرانيا لديها ما بين 40 إلى 50 ألف جندي في دونباس، وقد أمضى الكثير منهم سنوات في القتال ضد القوات الانفصالية المدعومة من روسيا في المنطقة.
و قال البيت الأبيض إن الرئيس جو بايدن سيجري مكالمة مع حلفاء الولايات المتحدة يوم الثلاثاء لمناقشة الحرب، بما في ذلك خطط لعزل روسيا بشكل أكبر.
وأوضح البيت الأبيض في وقت سابق يوم الاثنين إنه "لا توجد خطط" لبايدن للسفر إلى كييف. وقد يرسل مسؤول رفيع المستوى، مثل وزير الخارجية الأمريكية، بدلا من ذلك.
وقبل وقت قصير من خطاب زيلينسكي، أعلن الحاكم الإقليمي لمنطقة لوهانسك الشرقية سيرغي غايداي أيضا عن بدء الهجوم الروسي الذي انتظرته أوكرانيا لأسابيع.
وقال على فيسبوك "لقد بدأ الهجوم، وهو الهجوم الذي نتحدث عنه منذ أسابيع. هناك قتال مستمر في روبيزني وبوباسنا".
وقال مسؤولو الدفاع الروس إن قواتهم قصفت مئات الأهداف العسكرية في أوكرانيا ليل الأحد، بما في ذلك 16 منشأة عسكرية في مناطق خاركيف وزابوريزهزهيا ودونيتسك ودنيبروبتروفسك، وكذلك ميناء في ميكولايف في جنوب وشرق أوكرانيا.
وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي إن روسيا بدأت في "تشكيل" شرق أوكرانيا ووضع شروط لهجمات أكبر وأكثر عدوانية.
وحذّر مسؤولون في كييف من أن الهجوم الروسي الجديد لا يعني أن موسكو أنهت هجماتها على أجزاء أخرى من أوكرانيا.
وزعمت السلطات المحلية أن القصف الروسي قتل ثمانية مدنيين على الأقل في مدينة كريمينا بشرق أوكرانيا يوم الإثنين.
وقال غايداي إن أربعة أشخاص قتلوا أثناء محاولتهم الفرار من مدينة كريمينا في لوهانسك التي استولت عليها القوات الروسية.
لكن مستشار الرئاسة الأوكراني أوليكسي أريستوفيتش قال إن القوات الروسية لم تسيطر على كريمينا.
ونقلت قناة أوكرانيا 24 التلفزيونية عنه قوله إن "قتال شوارع عنيف يحصل هناك".
وفي مدينة خاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، قال حاكم المنطقة إن عمليات إجلاء المدنيين تجري في مناطق يتوقع وقوع اشتباكات عنيفة فيها.
وفي منطقة دونيتسك المجاورة، قال حاكم المنطقة بافلو كيريلينكو إن أربعة مدنيين آخرين قتلوا بعد القصف الروسي.
وقتل سبعة أشخاص وأصيب 11 آخرون في أربع ضربات روسية في لفيف الغربية.
وتواصل روسيا عملياتها في مدينة ماريوبول الجنوبية الشرقية، مما سيسمح لقواتها بإكمال جسر بري بين شبه جزيرة القرم والقوات في المناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون.
وتنفي موسكو مسؤوليتها عن أي جرائم حرب في أوكرانيا، وتتهم كييف بتلفيق الأدلة.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال إنه شن العملية العسكرية لإنقاذ السكان الناطقين بالروسية في المنطقة من "إبادة جماعية" نفذها نظام "النازيون الجدد" في كييف.
واعترف بوتين باستقلال اثنتين من الجمهوريات الإنفصالية المعلنة ذاتيا في دونيتسك ولوهانسك قبل وقت قصير من بدء الحرب في 24 فبراير/شباط.
كما قال حاكم لفيف ماكسيم كوزيتسكفي إن التقارير الأولية أشارت إلى أنه كانت هناك أربع ضربات في لفيف، ثلاث ضربات على المستودعات التي لا يستخدمها الجيش حاليا، وأخرى في محطة خدمة السيارات.
وقدّم الرئيس الأوكراني زيلينسكي رسميا استبيانا كاملا حول عضوية الاتحاد الأوروبي إلى مبعوث يوم الإثنين، وقال إنه يعتقد أن هذه الخطوة ستؤدي إلى حصول بلاده على وضع مرشح في غضون أسابيع.
وفي غضون ذلك، قال مارتن غريفيث، منسق الأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية، إن وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية بين القوات الأوكرانية والروسية في أوكرانيا قد يكون ممكنا في غضون أسبوعين.
من جانبه، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن حواره مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين توقف بعد اكتشاف عمليات قتل جماعي في أوكرانيا حسب تعبيره.
وقال وزير أوكراني إن الحرب أضرت ودمرت ما يصل إلى 30 في المائة من البنية التحتية لأوكرانيا بتكلفة 100 مليار دولار، مضيفا أن إعادة الإعمار يمكن أن تتحقق في غضون عامين باستخدام الأصول الروسية المجمدة للمساعدة في تمويلها.
وأشارت روسيا إلى احتمال حدوث خفض إضافي في أسعار الفائدة والمزيد من الإنفاق في الميزانية لمساعدة الاقتصاد على التكيف مع العقوبات الغربية، بينما تتجه البلاد نحو أعمق انكماش اقتصادي منذ 1994.
قـــــــــــد يهمك أيضأ :
زيلينسكي يصف رفض ماكرون التحدث عن "إبادة" في أوكرانيا بأنه مؤلم
زيلينسكي يدعو ماكرون إلى زيارة أوكرانيا للتأكد من حصول "إبادة جماعية"