أهالى قرية الروضة يشاركون بكثافة فى الانتخابات الرئاسية

اهتمت وسائل الإعلام الأجنبية برصد مجريات الانتخابات الرئاسية المصرية خلال اليوم الثاني من عملية التصويت التي تنتهي الأربعاء، ويتنافس فيها الرئيس المصري الحالي عبدالفتاح السيسي وموسى مصطفى موسى، وقالت صحيفة "الحياة" اللندنية، إنه في شارع «23 يوليو» أشهر شوارع مدينة العريش شمال سيناء، طاف عشرات الشباب مرتدين قمصانًا عليها شعار «تحيا مصر» وهم يُلوحون بالأعلام المصرية، وتتقدمهم سيارة نقل صغيرة عليها مُكبرات صوت تصدح بأغانٍ وطنية لحض المواطنين على المشاركة في اقتراع الرئاسة. والحواجز المنتشرة بكثافة في الشارع الرئيس في العريش لم تعترض الشباب، لكن لم يُسمح لهم بتخطي حرم أحد مقار الاقتراع.

ونقلت أتوبيسات سكان مدينتي رفح والشيخ زويد الذين نزحوا للإقامة في العريش بسبب العمليات العسكرية إلى لجان في الشيخ زويد خُصصت لاقتراع أهالي المدينتين وسط حراسة أمنية مُشددة، وأوضحت الصحيفة أن مسيرة شارع «23 يوليو» التي تحمل دلالة خاصة كونها نظمت في العريش أحد أكثر البؤر الملتهبة في مصر ضمن نطاق مكافحة الإرهاب، لم تكن إلا واحدة من عشرات المسيرات ميزت اليوم الثاني في اقتراع الرئاسة المصرية الذي يُختتم مساء الأربعاء، ليبدأ فورًا فرز الأصوات في اللجان الفرعية.

فيما قالت صحيفة "الشرق الأوسط"، إن الناخبين في قرية «الروضة» في محافظة شمال سيناء، التي شهدت واحدة من أكثر الهجمات الإرهابية دموية في تاريخ البلاد نفذها «داعش»؛ صوتت «ثأرًا» من التنظيم الإرهابي. ووفق مؤشرات أولية، قاربت نسبة التصويت في «الروضة» الثلاثاء، ثاني أيام الانتخابات، 45 في المئة.

وتحدث لـ«الشرق الأوسط» ناجون من «مذبحة المصلين» التي شهدتها القرية قبل 5 أشهر "أسفرت عن مقتل 311 شخصًا، بينهم 27 طفلًا أثناء صلاة الجمعة". وقال سالم محمود، إنه «يأمل في أن تسهم الانتخابات في القضاء على مسلحي داعش"، فيما رصد مراسلو الصحيفة في العاصمة القاهرة ومحافظات عدة «إقبالًا هادئًا» في معظم اللجان، مقارنة بالحضور «اللافت» الذي كان سمة اليوم الأول من التصويت.

وحرص حزب «النور»، أكبر الأحزاب السلفية في مصر، على أن يسجل حضورًا واضحًا خلال الاقتراع، وساهم في حشد أعضاء الحزب للتصويت في الانتخابات ورفض دعوات المقاطعة. كما نظم الحزب عددًا من الفعاليات والمسيرات النسائية التي حثت على ضرورة المشاركة في الاقتراع.

واستطلعت «الشرق الأوسط» آراء ناخبين، من بينهم يسري حسن "50 عامًا"، الذي أدلى بصوته في مدرسة «ابن خلدون» في حلمية الزيتون، شرق القاهرة، حيث قال إن «إدلاءه بصوته لصالح الرئيس الحالي لا يعني تغليب مرشح على آخر، بقدر ما يستهدف دعم الدولة المصرية لاستكمال مسيرة البناء والتعمير».

فيما نقلت وكالة "سبوتنبك" الروسية عن أشرف المعلم، مسؤول التواصل السياسي لمبادرة "صوتك حر"، على أنه من خلال متابعة المبادرة لعملية التصويت الانتخابي لوحظ إقبال كبير من قبل الناخبين على التصويت بالانتخابات الرئاسية، وأضاف، من خلال رصد حملة "صوتك حر" في اللجان الانتخابية على مستوى الجمهورية، فإن تردد الناخبين على اللجان لا ينقطع، والإقبال من متوسط إلى كثيف"، مؤكدًا على أنه يشعر بالفخر والاعتزاز بنزول الجماهير المصرية لمساندة الدولة المصرية في الاستحقاق الرئاسي لعام 2018 ونؤيد ونبارك توجهات الشعب المصري.

فيما رأت كل من شبكة "سي إن إن" و"دويتش فيله"، أن انتخابات الرئاسة الجديدة مثيرة للجدل في مصر، وسط انتقادات لغياب منافسة حقيقية للسيسي وشكوك في نزاهة الانتخابات، وأنها ليست حقيقية، وذلك استمرار لنهج تلك الجهات في تعاملها مع الأوضاع السياسية في مصر طيلة الأعوام الماضية.

وذكرت "دويتش فيله" إنه رغم النداءات الموجهة من الحكومة والسيسي وتشجيع الناخبين على التصويت، بقي الإقبال ضعيفًا جدًا، ففي ثلاثة مراكز اقتراع في الدلتا، كانت اللجان شبه فارغة إذ لم يدخل سوى ناخب واحد واثنين كل عشر دقائق، وقال أستاذ الإعلام صفوت العالم، إن سياسة بعض الجهات مثل "سي إن إن" وغيرها لن تتغير بتغير الأوضاع السياسية في مصر وسيظل لديهم نفس النهج السلبي في التعامل مع القضايا السياسية المصرية، مبينًا أن هناك وسائل إعلام أخرى ترد على محاولات بعض الجهات المصممة على رصد الصورة السلبية في مصر.