دمشق ـ نور خوام
قصفت القوات الحكومية السورية، بعشرات القذائف أماكن في قرى واقعة في سهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي، دون معلومات عن خسائر بشرية. وقًتل شخص على الأقل جراء إطلاق النار عليه من قبل قوات حرس الحدود التركية أثناء محاولته العبور إلى داخل الأراضي التركية عبر منطقة دركوش الحدودية في ريف إدلب الغربي، في حين تعرضت أماكن في ريف مدينة جسر الشغور الغربي والطرق الواصلة إلى جبال اللاذقية لقصف صاروخي مكثف من قبل القوات الحكومية، ولا معلومات عن إصابات، بينما جرت عملية استهدافات متبادلة، على تخوم بلدتي الفوعة وكفريا اللتين يقطنهما مواطنون من الطائفة الشيعية شمال شرق إدلب، بين المسلحين المحليين في البلدتين من طرف، والفصائل الإسلامية المحاصرة لها، ومعلومات عن خسائر بشرية.
وشهدت مدينة عفرين الواقعة في القطاع الشمالي الغربي من محافظة حلب، عودة الاقتتال إلى أحياء المدينة، وفي التفاصيل التي حصل عليها المرصد السوري لحقوق الإنسان فإن اشتباكات عنيفة جرت بين مقاتلي الجبهة الشامية من جهة، ومسلحين من عشيرة عربية منحدرة من ريف حلب الشمالي الشرقي من جهة أخرى، خلال ساعات الليلة الماضية وسط اتهامات للأخير من قبل الجبهة الشامية بموالاتهم للقوات الكردية، وأكدت مصادر موثوقة أن الاشتباكات ترافقت مع استهدافات متبادلة بشكل مكثف في المدينة بين الطرفين، ما تسبب بسقوط خسائر بشرية من المدنيين ومن مقاتلي الطرفين، حيث أكدت المصادر أن ما لا يقل عن 4 أشخاص فارقوا الحياة جراء إصابتهم في هذا الاقتتال، فيما تمكنت الجبهة الشامية من أسر مسلحين من الطرف الثاني، وسط محاولات من الفصائل الأخرى المتواجدة في المدينة ومن الشرطة العسكرية التركية السيطرة على الوضع.
ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان، اشتباكات بالأسلحة الفردية جرت بين فصيلين مقاتلين ضمن عملية "غصن الزيتون" في مدينة عفرين بريف حلب الشمالي الغربي، وفي التفاصيل التي حصل عليها المرصد السوري، فإن الاشتباكات جرت بالقرب من دوار كاوا في مدينة عفرين، بين مجموعة تتبع لفرقة الحمزة من طرف، ومجموعة تتبع للواء المعتصم من طرف آخر، وذلك على خلفية اختلاف المجموعتين حول الاستيلاء على أحد البيوت السكنية في المنطقة، ليعقبها تدخل للقوات التركية عبر مدرعاتها وفض النزاع بين الطرفين، دون معلومات عن خسائر بشرية.
ونجا قائد لواء "الشهيد مشعل تمو" من محاولة اغتيال على طريق عفرين – شران، كما كان رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان، سماع أصوات إطلاق نار كثيفة في منطقة الفيلات، مع استنفار وضجيج كبير في منطقة تواجد مقار الفصائل المقاتلة والإسلامية العاملة في عملية “غصن الزيتون”، بمنطقة الفيلات في مدينة عفرين، عقبها توجه رتل من آليات القوات التركية إلى منطقة إطلاق النار، ورجحت المصادر أن تكون أصوات إطلاق النار نتيجة اقتتال جديد بين الفصائل المسيطرة على مدينة عفرين، وتسبب إطلاق النار بإصابة طفل بجراح خطرة.
وحصل المرصد السوري لحقوق الإنسان على معلومات من عدد من المصادر الموثوقة، عن وقوع اقتتال بين القوى العاملة في عملية "غصن الزيتون" في مدينة عفرين، وفي التفاصيل التي حصل عليها المرصد السوري لحقوق الإنسان فإن الاقتتال بدأ بين فصيل كردي عامل في عملية "غصن الزيتون" وبين جيش أحرار الشرقية الذي ينحدر معظم مقاتليه من محافظة دير الزور، جرى على إثره إطلاق نار متبادل خلف جرحى من الطرفين، عقبها تدخل من الشرطة العسكرية، لتتحول إلى مواجهة بين أحرار الشرقية والشرطة التركية، الأمر الذي دفع الأخير لاستقدام تعزيزات لضبط الوضع والفلتان الأمني الحاصل في مدينة عفرين على خلفية هذا الاقتتال، حيث لا تزال المدينة تشهد استنفاراً أمنياً وأصوات إطلاق نار متقطع بين الحين والآخر.
وكان المرصد السوري أكّد اندلاع اقتتال بين اثنين من الفصائل السورية المعارضة المشاركة في عملية "غصن الزيتون"، التي تقودها تركيا والتي أعلنت عنها في الـ 20 من كانون الثاني / يناير من العام الجاري 2018، للسيطرة على منطقة عفرين، وفي التفاصيل التي حصل عليها المرصد السوري لحقوق الإنسان من عدد من المصادر الموثوقة، فإن اقتتالاً عنيفاً جرى بين مقاتلي فصيل أحرار الشرقية الذي ينحدر غالبية مقاتليه من محافظة دير الزور، وبين فرقة الحمزات التي تضم مقاتلين من ريف حلب، وجرى الاقتتال في مدينة عفرين، إثر اتهام أحرار الشرقية لفرقة الحمزات بتنفيذ عمليات السرقة في مدينة عفرين، بناءً على أوامر من جهات غربية، لتشويه عملية “غصن الزيتون”، على اعتبار أن فرقة الحمزات كانت من الفرق المقربة من قوات سوريا الديمقراطية سابقاً وكانت مدعومة أميركيًا، قبل انضمامها إلى القوات المدعومة تركيًا.
وعلم حينها المرصد السوري أن الاشتباكات العنيفة بين الطرفين في مدينة عفرين، تسببت بمقتل 3 مقاتلين من أحرار الشرقية أحدهم قيادي، بالإضافة لـ 3 آخرين من فرقة الحمزات، كما سقط عدد من الجرحى، فيما وصلت توجيهات إلى أحرار الشرقية من القيادة العسكرية التركية لعملية “غصن الزيتون”، باعتقال عناصر فرقة، حيث اعتقل فصيل أحرار الشرقية 130 على الأقل من عناصر فرقة الحمزات، فيما توسعت الاشتباكات لتمتد لمواقع تواجد الفصيلين في كل من الراعي والباب.
وجرت اشتباكات وهجمات متبادلة بني الطرفين قضى فيها مقاتل من أحرار الشرقية بالراعي، فيما وردت معلومات عن مقتل مدني، جراء إصابته خلال الاقتتال في المدينة الواقعة في الريف الشمالي الشرقي لحلب، كما أن هذه الاشتباكات بين فصائل عملية “غصن الزيتون” تأتي بعد أسبوع من أول اشتباكات جرى بين المجموعات التي سيطرت على عفرين، على خلفية عمليات النهب والسرقة التي أكدت عدة مصادر موثوقة للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن معظم الفصائل والتشكيلات العسكرية شاركت فيها، ضمن مدينة عفرين، بالإضافة لعمليات السرقة التي جرت في الريف، وطالت السرقات التي لم ينفذها إلى قلة من مقاتلي الفصائل، المواد الغذائية والسيارات والآليات الزراعية والأجهزة الإلكترونية ومولدات الكهرباء والممتلكات العامة والخاصة في المدينة، منذ السيطرة على مدينة عفرين في الـ 18 من آذار / مارس الجاري من العام 2018.
وأكد أهالي للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن هذه القوات تعمد لمواصلة عمليات نهبها لكل ما تجده في منازل المدنيين ولكل ما تجده في المنشآت والمرافق العامة، وبيّن أهالي أنه جرى نهب أجهزتهم الخلوية والسيارات والجرارات الزراعية والدراجات النارية والأجهزة الإلكترونية، وتحدثت مصادر موثوقة أنه جرى نهب منازلها بكامل محتوياتها من أجهزة وآليات ومؤونة، وتابع الأهالي تأكيدهم على أن المساعدات الإنسانية يجري توزيعها بشكل منظم أمام وسائل الإعلام وفي المواقع التي تتواجد فيها عدسات التصوير، في حين ما يجري خلف الكواليس وفي القرى المتناثرة بريف عفرين، هو عملية بيع للمساعدات الإنسانية بأسعار باهظة إلى التجار وأصحاب المحال التجارية، الذين يعمدون أيضاً لبيعها بأسعار مضاعفة عن الأسعار التي جرى شراء المواد الغذائية فيها إلى المواطنين، كما تواصل قوات عملية “غصن الزيتون” قطعها للكهرباء والمياه عن معظم منطقة عفرين.