القاهرة- مينا جرجس
أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، أنهم سيذهبون إلى كل الخيارات للدفاع عن حقوقهم عدا الإرهاب والعنف، وسيعملون على إيجاد مرجعيات أكثر حيادا في الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، مشددا على عدم توقفهم عن الدفاع عن أرضهم والقدس وصولا لإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطين.
وأوضح "أبو مازن" في كلمة بمؤتمر نصرة القدس، أن فلسطين تاريخيا كان لهم فيها 96% من الأرض، وجاء قرار التقسيم الأول والثاني أعطاهم 43% من الأرض، واحتلت إسرائيل 23%، مطالبًا الآن بـ22% من أرض فلسطين التاريخية، واستطرد: "لن نقبل بأي قرار حول القدس فهي عاصمتنا الأبدية، وهي عقيدة تسكن القلوب وحضارة تعاقبت عليها الأجيال منذ أكثر من 5 آلاف سنة، ولم ولن يولد فلسطيني أو عربي مسلم أو مسيحي يمكن أن يفرط في القدس أو فلسطين"، مؤكدا أنهم ما لم تتحرر القدس لن يتحقق سلام في المنطقة العربية أو العالم بأسره.
وقال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، "أنا مؤمن أن الكيان الصهيوني لم يلحق بنا الهزيمة منذ 1948 وإنما نحن الذين صنعنا هزيمتنا بأيدينا".
وأضاف في كلمته بالجلسة الافتتاحية لمؤتمر الأزهر لنصرة القدس، أن مؤتمر اليوم يختلف كثيرا عن سابقيه، لأنه ينعقد وسط أجواء صعبة، فقد بدأ العد التنازلي في تقسيم المنطقة وتعيين الكيان الصهيوني شرطيا عليها، فالأمر جلل وترداد الخطب لم يعد يناسب حجم المكر الذي نواجهه، معبرا عن تمنيه بالخروج بتوصيات منها التوعية بهذه القضية في أذهان ملايين تلاميذ العرب، فلا يوجد مقررات تشكل أذهان تلاميذنا تجاه القضية، ونفتقد هذا في مجال التعليم، وكذلك في المجال الإعلامي".
وأكد شيخ الأزهر، أن "الحديث عن القدس في إعلامنا ضعيف، وأقترح أيضا أن القرار الجائر للرئيس الأميركي يجب أن يقابل بتفكير عربي وإسلامي جديد يتمحور حول عروبة القدس وحرمة المقدسات الإسلامية والمسيحية، وعلينا أن لا نخجل مع التعامل مع قضية القدس من الجانب الديني، بينما كل أوراق الكيان الصهيوني دينية، كما أقترح أن يخصص هذا العام 2018 ليكون عاما للقدس الشريف تعريفا به ودعما للمقدسيين ونشاطا ثقافيا وإعلاميا متواصلا، وأقول للنخب إن الأمة مستهدفة".
واستهل مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة الأقصى، فعالياته بفيلم تسجيلي عن جهد الأزهر في دعم قضية القدس مستعرضا مواقفه التاريخية، وعرض الفيلم مشاهد من فلسطين ومحاولات التهويد والتقسيم ونزع العروبة والممارسات الغاشمة، والتلاحم مع فلسطين، فيما تزينت المنصة بالقاعة الرئيسية لمركز الأزهر الدولي للمؤتمرات لاستقبال وفود المؤتمر بمجسم كبير للمسجد الأقصى وعلى يمينه ويساره العلم الفلسطيني وفي المنتصف كلمة القدس وعنوان المؤتمر لنصرة القدس.. وذلك قبيل وقت قصير من بدء فعاليات مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي.
و ظهرت قبة الصخرة في خلف القاعة وتزينت جوانب القاعة بصور ومجتمعات للمسجد الأقصى لتبدو الصورة العامة للقاعة كأنك داخل المسجد الأقصى، في إطار من التفاعل وتوفير الإطار المناسب لموضوعات وفعاليات المؤتمر حول وضع القدس والمسجد الأقصى دينيا وتاريخيا وفنيا ودوليا، ورددت فيروز أغنيتها "يا قدس" لتهز جنبات القاعة بالدعم للأقصى، فيما جاءت صورة الجامع الأزهر وشيخ الأزهر الإمام الأكبر أحمد الطيب بالقاعة وعليها كلمة القدس وأسفلها موضوع المؤتمر.