صنعاء - عبد الغني يحيى
أكّدت مصادر سياسية يمنية لـ "الحياة" أن أعضاء "المجلس السياسي الأعلى" لجماعة الحوثيين "لم يبلغوا بمقتل زعيمهم صالح الصماد رسميًا، وتلقوا الخبر من وسائل إعلام تابعة للجماعة".
وأثار تأخير الحوثيين إعلان خبر مقتل صالح الصماد، وتعيين مهدي المشاط مدير مكتب زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي رئيسًا لـ "المجلس" من دون علم أعضائه، ردود فعل متباينة في أوساط اليمنيين، أشارت غالبيتها إلى "تصفية الصماد وليس مقتله".
وكان الحوثيون فرضوا "حالة طوارئ" في صنعاء، والمحافظات الخاضعة لسيطرتهم منذ إعلانهم مقتل الصماد بغارة للتحالف العربي.
ونصب مسلحو الجماعة عشرات الحواجز العسكرية، وانتشروا في شكل مكثف في شوارع المدينة، وأطلقوا عبر مكبرات للصوت "تحذيرات من الفتنة". وأكد سكان أن عناصر النقاط الأمنية الجديدة طلبت من المارة إبراز هوياتهم، وسط إجراءات وُصِفت بأنها مشددة.
وأشارت المصادر إلى أن رئيس "حكومة الانقلاب" عبد العزيز بن حبتور وأعضاءها لم يعلموا أيضًا بمقتل رئيس "المجلس"، لكنهم أبلغوا لاحقاً بعقد اجتماع "صوري لمباركة قرار تعيين المشاط رئيساً من قبل عبد الملك الحوثي".
وأوضحت أن الحوثيين "نسفوا مجددًا اتفاق تحالفهم مع حزب المؤتمر الشعبي العام، من خلال عدم الاعتراف بأعضائه في المجلس السياسي، ومخالفة بنود اتفاق التحالف بين الجانبين التي تنص على أن يحل نائب رئيس المجلس بديلاً للرئيس في حال غيّبه الموت أو المرض". إذ كان مفترضاً أن "يتولى صادق أمين أبو راس المنصب خلفاً للصماد، لا أن يعين مهدي المشاط بقرار انفرادي يعكس تسلط الجماعة حتى على حلفائها".
و تحدثت أوساط معارضة للحوثيين عن فرضية تصفية رئيس "المجلس السياسي" من قبل طرف آخر في الجماعة، على خلفية الصراع الذي بدأ قبل فترة بين تيار "مدني وقبلي" يمثله الصماد و "حكومة الانقلاب"، وتيار "مذهبي متعصب" يتزعمه محمد علي الحوثي رئيس "اللجنة الثورية العليا".
وأفادت مصادر بأن الخلافات داخل جماعة الحوثيين "مرشحة للتفاقم"، و "لن يستطيع المشاط سد فراغ الصماد". وأشارت إلى أن "خبرة المشاط المحدودة ستعزز حال الخلاف بين قيادات الميليشيات".
ولفتت تقارير إلى وجود قياديين بارزين في الجماعة بينهم نائب رئيس الأركان العامة للمليشيات اللواء علي الموشكي بين قتلى الغارة التي قتل فيها الصماد، أثناء وجوده في محافظة الحديدة لحشد القبائل في عملية تجنيد واسعة في مناطق الساحل الغربي.