القاهرة-أحمد عبدالله
انتهت اللجنة المشرفة على انتخابات رئاسة حزب الوفد، من فرز جميع صناديق الانتخابات قبل قليل، وعددهم 24 صندوقاً، وأظهرت نتائج الفرز عن تقدم المستشار بهاء الدين أبوشقة بـ1380 صوتاً، وحصول منافسه المهندس حسام الخولي على 900 صوت، فيما حصل المرشح الثالث المستشار ياسر حسان على 205 صوتاً.
صراع انتخابي ساخن على عرش حزب الوفد وسط حالة من الانسحابات والانقسامات
يبدأ صراع ساخن، الجمعة، على عرش أقدم الأحزاب المصرية، وهو ""حزب الوفد"، لانتخاب رئيس جديد له، وسط احتدام للمنافسة بين وجوه ذات ثُقل يتقدمهم المستشار بهاء أبوشقة سكرتير عام الحزب ورئيس اللجنة الدستورية في البرلمان المصري، فيما قد شهدت الساعات الأخيرة انسحاب أصغر المرشحين سنًا بسبب خلافات داخلية.
أبرز المنافسين في الإنتخابات التي بدأت صباح الجمعة، سكرتير عام الحزب المستشار بهاء أبوشقة، ونائب رئيس الحزب حسام الخولي، ومساعد رئيس الحزب الدكتور ياسر حسان، إلى جانب بعض أعضاء الحزب من فئة الشباب أمثال علاء الشوالي، في حين كان سيد فايز المرشح الشاب قد أنسحب بسبب خلافات بشأن النسبة المطلوبة للنجاح في الإنتخابات، فبينما طرح 50 % كشرط للفوز، أصرت القيادات الكبرى نسبة 10 % فقط.
وكشفت مصادر مطلعة داخل الحزب، عن انقسام بين أمانات المحافظات، وذلك حول دعم أبرز المرشحين، أبو شقة، والذي دعمته أمانات القاهرة والإسكندرية والجيزة، فيما أيدت أمانات الصعيد والقليوبية والدقهلية المرشح الخولي، والذي تعهد بتفعيل المادة الخامسة من الدستور المصري والخاصة بمسألة التعددية الحزبية والسياسية في البلاد، والعمل على الدفع بمرشحين لتولي ملفات حكومية في البلاد، إلى جانب إعلان نفسه ممثلًا عن جيل الوسط داخل الحزب.
أما المستشار بهاء أبوشقة فقد اعتمد بشكل أساسي على استعادة الحيوية للحزب وفاعليته، بقربه من صنّاع القرار لموقعه البارز بالنواب المصري، ولكون نجله المستشار القانوني لرئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي وحملته الرئاسية الأخيرة، فيما طرح المرشح علاء الشوالي نفسه حلًا لاستعادة أمجاد تاريخية للوفد، كونه حفيد مؤسس الحزب المناضل المصري سعد زغلول، إذ يحاول من خلال علاقات جده التاريخية في جذب الناخبين بالحزب للوقوف خلفه في تلك الانتخابات.
وقال القيادي الوفدي البارز ومساعد رئيس الحزب ياسر الهضيبي، في تصريحات خاصة لـ"مصر اليوم"، إن الإنتخابات الحالية للحزب غير مسبوقة لكونها تشمل وجوه متعددة وأصحاب توجهات مختلفة، متوقعًا أن تكون الأكثر احتداما منذ سنوات، ومشيرًا إلى أن كافة الوجوه التي طرحت نفسها لديها القدرة على قيادة الوفد خلال الفترة المقبلة، وبسؤاله عن الأزمات داخل الحزب، اعترف بأنها "ليست هينة"، وأنها مشتعلة في كثير من الأحيان، مشيرًا إلى أن ذلك سيصعب مهمة رئيس الحزب القادم، والمطلوب منه بطبيعة الحال أن يحتوي كل تلك الأزمات.
يُشار إلى أن الانتخابات على رئاسة الوفد التي أنطلقت اليوم الجمعة 30 مارس/ آذار، بناء على القرار الصادر من رئيس الحزب الحالي السيد البدوي رقم (327 لعام 2018)، على أن تبدأ ولاية الرئيس الجديد اعتبارًا من 2 يونيو/ حزيران المقبل، علمًا أن حزب الوفد المصري كان قد اُسس عام 1919 الحزب الحاكم في البلاد، قبل قيام ثورة يوليو/تموز 1952، وقبل أن يعود الحزب إلى ممارسة أعماله السياسية مجددًا عام 1978 بعد وقفه نحو 25 عامًا.
ويترأس الرئيس الحالي للحزب منذ مايو/ أيار 2010 بعد الانتخابات التي أجريت على رئاسة الحزب، بينه وبين الرئيس السابق للحزب محمود أباظة، والتي انتهت بفوز البدوي بفارق 209 أصوات، قبل أن يفوز بدورة جديدة لمدة 4 سنوات خلال انتخابات 2014، التي تنافس فيها أمام الدكتور فؤاد بدراوي.