القاهرة – علي السيد
يبدأ نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، زيارته الأولى للمنطقة السبت، بعد تأجيلها وحدوث تضارب بشأنها، حيث تشمل كل من مصر والأردن وإسرائيل، وذلك تزامنا مع حالة الرفض لتلك الزيارة من الأوساط الدينية عقب قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل.
ويسيطر الحرج على كل من القاهرة وعمان من تلك الزيارة مع تصاعد مشاعر العداء للولايات المتحدة في المنطقة بعد قرار ترامب الأخير حول القدس، فرغم تحديد موعد الزيارة قبل قرار ترامب إلا أن تداعيات هذا القرار كان له آثر سلبي على أهداف الزيارة التي كانت ستبحث شؤون الأقليات الدينية في الشرق الأوسط، حيث أعلنت الأقطاب الدينية في مصر ممثلة في الأزهر الشريف والكنيسة الأرثوذكسية رفضهم لقاء بنس.
وقال مسؤول في السفارة الأميركية في القاهرة لـ"مصر اليوم" إن نائب الرئيس الأميركي سوف يصل القاهرة السبت، ويلتقي الرئيس عبد الفتاح السيسي فقط دون لقاء أي مسؤولين آخرين، حيث تستمر الزيارة لعدة ساعات فقط ثم يغادر إلى الأردن ثم إلى إسرائيل في محطته الأخيرة بالمنطقة.
والشهر الماضي أعلن البيت الأبيض تأجيل زيارة نائب الرئيس الأميركي المثيرة للجدل إلى منطقة الشرق الأوسط وسط الاحتجاجات المستمرة رفضا للزيارة بعد اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، فيما حذر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، في مقابلة مع CNN، من خطورة تأثير قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إليها، وقال إن "مثل هذه القرارات هي التي تغذي الإرهاب"، مشيرا إلى وجود أسباب أخرى تشجع الإرهاب الذي يرفضه الجميع.
وعن رفضه لاستقبال نائب الرئيس الأميركي مايك بنس خلال زيارته المقررة إلى مصر السبت ضمن جولة بالمنطقة، قال الطيب: أننا نرحب بالزيارة غير أن لقاءه بعد القرار يمثل تناقضا في المواقف لنا، مشددا: لا يوجد أي دين من الأديان يمكن أن يقبل بقرار كهذا، مضيفا: "سأكون متناقضا أمام الناس إذا استقبلت أحد أكبر معدي هذا القرار من الإدارة الأميركية، الذي أرى أنه تزييف للتاريخ".
وحذر سياسيون من تقديم أي تنازلات عن موقفهم بشأن القدس خلال زيارة مايك بنس لدول المنطقة والتي سوف تتطرق بالتأكيد إلى بحث قرار ترامب الأخير، وقال سفير مصر الأسبق في واشنطن عبد الرؤوف الريدي إن زيارة مايك بنس سوف تكون شارحة لقرار الرئيس الأميركي ترامب بشأن القدس، مؤكدا أن الموقف الأميركي لن يتغير ولكن يجب أن يظهر القادة العرب رفضهم الشديد لهذا القرار دون أي تنازلات.
وأوضح الريدي لـ"مصر اليوم" أنه يجب مطالبة الولايات المتحدة بالتراجع عن القرار لتعزيز السلام في المنطقة حيث يؤدي القرار إلى تأجيج الاوضاع في منطقة الشرق الأوسط ويزيد من العداوة والكراهية، مشيرا إلى أن الزيارة لن تتطرق لمناقشة شؤون الأقليات الدينية حيث لا تفرق مصر بين الديانات المختلفة، ولكن الزيارة لن تتطرق إلى هذا الأمر ولاسيما بعد رفض شيخ الأزهر والبابا تواضروس لقاء بنس، وسيكون التركيز بالكامل على تطورات الوضع في القدس.
وكان نائب الرئيس الأميركي مايك بنس من المقرر أن يزور مصر يوم 21 ديسمبر/كانون الأول الماضي ثم يتوجه إلى تل أبيب إلا أنه أعلن تأجيل زيارته، لأسباب خاصة به بسبب اعتماد قانون الضرائب في بلاده.