القاهرة – علي السيد
أكّد دبلوماسيون، أن التنسيق الثلاثي (المصري الفلسطيني الأردني) بشأن القضية الفلسطينية مهم للغاية قبيل زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى المنطقة لبحث تعزيز عملية السلام وأن يكون هناك توحيد في الرؤى بشأن التعامل مع تلك القضية المهمة.
وأوضح مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير كمال عبد المتعال، في تصريح لـ"مصر اليوم"، أنّ الاجتماع كان ضروريًا للغاية من أجل تنسيق المواقف بشأن القضية الفلسطينية للحديث بشكل موحد مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب والعمل على تعزيز عملية السلام من خلال استئناف المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. وذكر عبد المتعال، أن التنسيق المستمر بين الدول الفاعلة في الملف الفلسطيني سيعمل على إمكانية التصدي لنقل السفارة الأميركية إلى القدس لما سيكون لها آثار سلبية على علمية السلام وبناءً عليه تنسيق المواقف بشأن القضية الفلسطينية يساهم في تعزيز التعامل مع القضية التي تؤثر على الأمن والسلام في المنطقة.
وعقد وزيرا الخارجية المصري سامح شكري والأردني أيمن الصفدي وأمين سر اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات اجتماعًا الأحد في مقر وزارة الخارجية الأردنية في عمان، بهدف التنسيق الثلاثي في شأن القضية الفلسطينية وسبل دعم عملية السلام، خاصة قبيل زيارة الرئيس دونالد ترامب إلى المنطقة.
وأشار مساعد وزير الخارجية الأسبق إلى أن زيارة الرئيس الأميركي للمنطقة ستكون مهمة للغاية وستحرّك فرص تعزيز عملية السلام في المنطقة خلال الفترة المقبلة بعد فترة الجمود التي شهدتها طيلة الشهور الماضية. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية المصرية المستشار أحمد أبو زيد عن شكري قوله في الاجتماع الثلاثي إن الزيارات التي قام بها الرئيس عبدالفتاح السيسي، والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، والرئيس محمود عباس لواشنطن أخيراً، أسهمت في نقل الرؤية والشواغل العربية والفلسطينية المتعلقة بمستقبل عملية السلام إلى الإدارة الأميركية الجديدة.
وأكد شكري أن وجود رئيس أميركي جديد خلق قوة دفع إيجابية للقضية الفلسطينية يجب استثمارها للعمل على استئناف المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وصولاً إلى تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية تصون الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفقاً للمرجعيات الدولية ذات الصلة. وشدد البيان الصادر عن الاجتماع على أن حل الدولتين الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران/يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، والتي تعيش بسلام جنباً إلى جانب مع "دولة إسرائيل"، يمثل السبيل الوحيد لتحقيق السلام الدائم.
ووفق البيان، فإن اللقاء الثلاثي ثمّن التزام ترامب حل الصراع وتحقيق السلام، وشدد على أن الدول الثلاث ستتعاون مع الإدارة الأميركية وستتحمل مسؤولياتها كاملة، وستتخذ كل الخطوات اللازمة لفتح أفق سياسي للتقدم نحو السلام الدائم الذي تريده شعوب المنطقة وتستحقه. وشدد المجتمعون على أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي هو أساس التوتر في المنطقة، كما شددوا على ان الحل التفاوضي، وفق الأسس التي تضمن الأمن والاستقرار والسلام للفلسطينيين والإسرائيليين عبر تحقيق حل الدولتين، هو شرط تحقيق الأمن والاستقرار الإقليميين.
وبحث المجتمعون قضية الأسرى والمعتقلين المضربين في السجون الإسرائيلية، وأكدوا ضرورة التزام إسرائيل تلبية مطالب الأسرى الإنسانية والعادلة وفقاً للقانون الدولي ومعاهدات جنيف. وشددوا على أهمية تكثيف الجهود من أجل إنهاء الأزمات الإقليمية، وعلى استمرار التعاون مع المجتمع الدولي على محاربة الإرهاب الذي يشكل خطراً جماعياً لا بد من هزيمته.
وأكدوا ضروة استمرار التشاور والتواصل في ما بينهم ومع الدول العربية الشقيقة من أجل إيجاد البيئة المواتية لإنهاء الانسداد السياسي في العملية السلمية، واتفقوا على أن يتواصل وزير الخارجية الأردني، في ضوء رئاسة المملكة للقمة، مع أعضاء لجنة متابعة مبادرة السلام العربية لتنسيق خطوات تفعيل الجهود السلمية