عناصر من الجيش السوداني

حذر المبعوث الأميركي للسودان توم بيريلو من تأزم الأوضاع في الفاشر عاصمة إقليم دارفور، كاشفا عن تحشيد جديد حول المدينة التي شهدت اشتباكات عنيفة بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني.وقال بيريلو في تغريدة على حسابه في منصة "أكس" إنه وفي حين تجمع قوات الدعم السريع قواتها لشن هجوم آخر على الفاشر، يستمر تسبب قصف القوات المسلحة السودانية في إيقاع المزيد من الخسائر في صفوف المدنيين.

وأضاف: "مع مرور 500 يوم من العنف في السودان، لا يزال الشعب السوداني يعاني من آثار القتال، ويفيد العاملون في المجال الإنساني في الخطوط الأمامية عن ظروف يائسة في الفاشر".

وحث بيريلو قيادتي الجيش والدعم السريع بالتراجع لمنع المزيد من الفظائع والدمار، ووقف الأعمال العدائية والسماح للمساعدات بالوصول "فورا" والامتثال لالتزاماتها بحماية المدنيين.

وفي ظل التوتر الشديد الذي تشهده المدينة منذ عدة أشهر تستمر محاولات السكان الفرار وسط ظروف أمنية بالغة التعقيد.

وكان يعيش في المدينة قبل اندلاع القتال ربع سكان إقليم دارفور البالغ عددهم نحو 6 مليون نسمة والذي يشكل 20 بالمئة من مساحة السودان ويضم نحو 14 بالمئة من سكان البلاد البالغ عددهم نحو 42 مليون نسمة.

وتقول حركات مسلحة تتخذ موقف الحياد، إنها تعمل على تأمين خروج الآلاف من السكان العالقين.

وأوضح محمد الناير الناطق باسم حركة جيش تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور لموقع "سكاي نيوز عربية": "تقوم قواتنا بتأمين الطريق لمئات الأسر يوميا وتصحبهم إلى مناطق آمنة".

وأضاف: "يعيش الفارون من القتال في المدينة ظروف إنسانية حرجة للغاية وهنالك فجوة غذائية كبيرة وانعدام للدواء وتفشي خطير للأمراض في ظل نقص حاد في الخدمات الصحية، حيث يموت العشرات يومياً جراء سوء التغذية وانعدام الدواء".

وقتل وأصيب الآلاف من المدنيين منذ اندلاع القتال في المدينة الاستراتيجية والتي تعتبر الوحيدة في إقليم دارفور التي لا يزال للجيش وجود فيها بعد سيطرت قوات الدعم السريع على أكثر من 90 بالمئة من مناطق الإقليم.

ويستخدم طرفا القتال الأسلحة الثقيلة والمسيرات وعمليات القصف الجوي المكثف التي أحدثت دمارا كبيرا في المستشفيات والمنشآت العامة والأحياء السكنية، في حين يتبادل الطرفان مسؤولية التصعيد الخطير.

وتأتي تصريحات عبد الفتاح البرهان، بعد أن لوّحت قوات الدعم السريع، بإعلان حكومة موازية في العاصمة السودانية الخرطوم، وذلك مع رفض الجيش السوداني التفاوض في جنيف.
وكتب الباشا طبيق، مستشار قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، عبر منصة "إكس"، في وقت سابق، أن "تعنت قيادات الجيش ورفضهم للتفاوض وترجيح خيار التصعيد والحرب قد يؤدي إلى إعلان حكومة في الخرطوم".
يشار إلى أنه، قبل أيام، جدد البرهان موقف بلاده من المشاركة في محادثات جنيف، قائلا: "تمسكنا بموقفنا المبدئي وهو عدم حضور مفاوضات جنيف إلا في حال تنفيذ مقررات جدة".

وأضاف قائد الجيش السوداني: "من يريد إيقاف الحرب عليه الحديث مع المتمردين، الذين يهاجمون المدنيين في مناطقهم، فالانتهاكات التي ارتكبتها ميليشيات "الدعم السريع" في حق الشعب السوداني غير مسبوقة في كل حروب العالم"، على حد قوله.
وشدد عبد الفتاح البرهان على أن موقف حكومته من أية مفاوضات معلوم من خلال الرؤية التي قدمتها للوسطاء، بحسب بيان صادر عن مجلس السيادة.
وتتواصل المعارك بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، منذ منتصف أبريل/ نيسان 2023، ما أسفر عن مقتل نحو 13 ألفا و100 قتيل، فيما بلغ إجمالي النازحين في السودان نحو 7.9 مليون شخص، ونحو 2.1 مليون شخص إلى دول الجوار، بحسب بيانات الأمم المتحدة.

قد يهمك أيضــــاً:

قائد الجيش السوداني يؤكد أن من يريد إيقاف الحرب فليضغط على الدعم السريع

البرهان يؤكد أن السودان حريص على الحوار مع أميركا وفق مخرجات منبر جدة للحوار