كييف - جلال ياسين
قالت وزارة الدفاع البريطانية إن الهجوم الروسي على باخموت شرقي أوكرانيا توقف بشكل كبير، مشيرة إلى أن القوات الأوكرانية تكبدت خسائر فادحة في معركة الدفاع عن باخموت. قال رئيس أركان الجيش الأوكراني إن معركة باخموت، المدينة الأوكرانية التي تحاول القوات الروسية السيطرة عليها منذ عدة أشهر، بدأت "تهدأ".
يأتي ذلك فيما كشفت وكالة "بلومبرغ"، نقلا عن مسؤولين غربيين، استعداد روسيا لعملية تعبئة جديدة تشمل 400,000 مجند سينضمون إلى القتال في أوكرانيا. وأضافت "بلومبرغ" أن موسكو ستعتمد في عملية التعبئة الجديدة على المتقاعدين والمتطوعين من الروس، كما أوضحت الصحيفة أن التعبئة العسكرية في روسيا ستكون بالتعاقد وليست إجبارية.
وقال زيلينسكي في مقابلة مع صحيفة "يوميوري شيمبون اليابانية: "لا يمكننا حتى الآن بدء الهجوم المضاد. لا يمكننا بدون دبابات ومدفعية وراجمات الصواريخ الأمريكية هيمارس، إرسال جنودنا الشجعان إلى الخطوط الأمامية". وشدد زيلينسكي كذلك، على وجود نقص كبير في الذخيرة وأشار إلى أن سلطات كييف تنتظر توريدها من جانب الشركاء.
ونوهت الصحيفة اليابانية، بأن المقابلة مع زيلينسكي تمت في القطار عندما كان في طريقه إلى كييف بعد زيارة الجزء الخاضع للسيطرة الأوكرانية من مقاطعة خيرسون.
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كان أكد، الجمعة، إنه بعد الاستماع إلى زيلينسكي عبر رابط فيديو، طمأن قادة الاتحاد الأوروبي الرئيس الأوكراني بأنهم سيساعدون كييف في الانتصار في النزاع ضد روسيا، التي بدأت عمليتها العسكرية الخاصة في أوكرانيا في 24 فبراير 2022. وفبلها بيوم، دعم قادة الاتحاد الأوروبي خطة لتسريع نقل الذخيرة إلى أوكرانيا، وعمليات الشراء المشتركة لقذائف المدفعية، وتطوير قدرات الإنتاج العسكري الخاصة بأوروبا.
وكان مسؤولون في الغرب قد رجحوا في وقت سابق من الشهر الجاري أن ما يتراوح من 20000 إلى 30000 من القوات الروسية سقطوا بين قتيل وجريح في باخموت الصيف الماضي.
لكن القائد فاليري زالوجني قال إن "الجهود الهائلة" للقوات الأوكرانية نجحت في صد القوات الروسية.
وتتلهف موسكو للانتصار في هذه المعركة بعد أن فشل الجيش الروسي في تحقيق مكاسب كبيرة على الأرض في الفترة الأخيرة.
رغم ذلك، يرى محللون عسكريون أن باخموت لا تتمتع بقيمة استراتيجية كبيرة، إذ يعتبرون أهميتها في الوقت الحاليرمزية.
ونشر الفريق زالوجني تفاصيل عن الموقف الراهن في أوكرانيا على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، وذلك بعد أن تحدث إلى الأميرال توني رادكين، رئيس أركان الجيش البريطاني، عن الوضع هناك.
وتُعد هذه التصريحات هي الدفعة الأحدث من الإشارات الإيجابية التي تصدر عن مسؤولين أوكرانيين فيما يتعلق بالمعركة في باخموت.
وقال قائد قوات المشاة الأوكرانية أوليكسندر سيرسكاي، إن القوات الروسية "أصيبت بالإرهاق" بالقرب من باخموت.
وأضاف سيرسكاي أنه بينما "لم يفقد الروسيون الأمل في الاستيلاء على باخموت بأي ثمن رغم الخسائر في الأرواح والمعدات، ولا تزال القوات الروسية تفقد الكثير من القوة".
وتابع: "سوف نستغل هذه الفرصة قريبا كما فعلنا في كييف، وخاركيف، وبالاكليا، وكوبيانسك"، وذلك في إشارة إلى الهجمات الأوكرانية المضادة التي نجحت العام الماضي.
وزار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي جبهة القتال في باخموت في وقت سابق من هذا الأسبوع بعد الزيارة الماضية التي قام بها إلى هناك في ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
ونشر مكتب زيلينسكي فيديو يظهر فيه الرئيس في مخزن قديم وهو يسلم ميداليات لبعض الجنود الذين وصفهم "بالأبطال".
وقالت المملكة المتحدة الأربعاء الماضي إن الهجوم الأوكراني المضاد في غرب باخموت قد يوفر متنفسا لطريق وصول الإمدادات إلى المدينة، وقد يؤدي أيضا إلى خسارة الهجوم الروسي على المدينة "الزخم المحدود" الذي يتمتع به.
لكن البيان البريطاني في هذا الشأن ذكر أن "الدفاعات الأوكرانية لا تزال عرضة لخطر التطويق من الشمال والجنوب".
وقال معهد دراسات الحرب البريطاني إنه رغم التفوق العددي لمرتزقة فاغنر، تستنزف القوات الأوكرانية تلك الجماعة، "مما قد يمكن أوكرانيا من متابعة تنفيذ هجمات مستقبلية لم تتحدد بعد".
وتتصدر جماعة فاغنر، وهي جماعة مرتزقة خاصة، قلب الهجوم الروسي على باخموت. ويراهن زعيم الجماعة بسمعته هو ومقاتليه على إسقاط هذه المدينة.
وكان حوالي 70000 نسمة يعيشون في باخموت قبل الغزو الروسي لأوكرانيا، لكن الآن لا يوجد بها سوى عدة آلاف.
وحال سيطرة القوات الروسية على باخموت، تقترب موسكو أكثر من السيطرة على إقليم دونيتسك بالكامل، المكون من أربع مناطق في شرق وجنوب أوكرانيا التي ضمتها روسيا لأراضيها بشكل غير شرعي في سبتمبر/ أيلول الماضي.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
ماكرون يرفض إهانة روسيا رغم خطأ بوتين التاريخي
ماكرون يقترح على بوتين قرارّا أمميًا لإنهاء حصار أوديسا