نهر النيل الأزرق

بعد ٩ سنوات من جفاف مياه نهر النيل والتي أثرت مؤخرا على أثيوبيا دولة المنبع لنهر النيل الأزرق، بدأت بشائر الخير تهل، مع وصول أولى قطرات فيضان النيل الى الحدود المصرية الجنوبية، وبعد مرور عام من العجز المائي لم يشعر به المواطنون، حيث سجل فيضان العام الماضي أقل فيضان حدث لنهر النيل منذ 100 عام، ووصل مخزون المياه في بحيرة السد العالي الى 200 مليار متر مكعب من المياه فقط، ويؤكد الخبراء أن هطول الأمطار بغزارة على النيل الأزرق بالسودان يؤكد أن الفيضان أعلى من المتوسط.

وأكد المهندس احمد فؤاد اسماعيل رئيس هيئة السد العالي بحسب صحيفة الأهرام القومية في عددها الصادر الخميس، أن السنة المائية تبدأ أول اغسطس من كل عام، حيث تبدأ مياه الفيضان في الوصول الى بحيرة السد العالي وهناك سيناريو معد لاستقبال مياه الفيضان هذا الموسم والتي نأمل أن تكون بشاير خير لمصر كلها.

وسجّلت بعثات وفرق عمل وزارة الري المقيمة في السودان هطول الأمطار بغزارة على النيل الأزرق الذي يمد مصر بحوالي 85 % من حصتها المائية، والتي تبلغ 55.5 مليار متر مكعب وتبدأ المياه رحلتها من النيل الأزرق الى أسوان لتصل بعد 15 يوما وتوقعت البعثة وفريق العمل أن حجم الفيضان كبير وأن المخزون القادم قد يكفي لمدة 3 سنوات، ومع بداية شهر أغسطس بداية العام المائي الجديد بدأت وزارة الرىدي إعلان حالة الطوارئ وتجهيز سيناريو لاستقبال الفيضان الجديد الذى استعدت له هيئة السد العالي قبلها بشهور، من خلال إجراء أعمال الصيانة لبوابات السد العالي والتأكد من عملها بكفاءة، مع تأكيد أن السد العالىدي بمنشآته مصمم لاستقبال أعلى الفيضانات مهما بلغ حجم المياه القادمة من الجنوب وحتى وصول السعة الحية للبحيرة للامتلاء عند منسوب 175 مترا، كما ان مفيض توشكي الذي انشئ عام 1982 بتكلفه بلغت 48 مليون جنيه قادر على استيعاب أكثر من 100 مليار متر مكعب من المياه في حالة الفيضان العالي «الاستثنائى» الذى قد يهدد السد العالى ومنشآته، وعند وصول المنسوب الى أعلى من 179 مترا يتم التفكير في فتح مفيض توشكى واستقبال المياه في منخفضاته الأربعة، ومنذ انشاء المفيض لم يتم فتحه وتشغيله الا مرة واحدة فى موسم عام 1996عندما بلغ فيضان النيل مداه وتم إنقاذ مصر من خطر مدمر بفتح قناة توشكى لتستقبل مياه الفيضان، ويؤكد الخبراء أن السد العالي مازال يواصل العطاء لمصر وبحيرته في البنك المائي لمصر كلها.

ويعد الفيضان القادم من السودان بمثابة طوق نجاة في الوقت الحالي والتي تتخوف فيه مصر من حدوث عجز مائي بسبب بناء سد النهضة الأثيوبي خلال السنوات المقبلة بما يعد هذا الفيضان احتياطي لحين ملئ السد السنوات المقبلة.