القوات الحكومية السورية تقصف ريف القنيطرة

رصد المرصد السوري قصفًا صاروخيًا نفّذته قوات النظام السوري بعد منتصف ليل السبت – الأحد، على أماكن في بلدتي أم باطنة ومسحرة بالقطاع الأوسط من ريف القنيطرة، دون أنباء عن تسببها بخسائر بشرية، كما جدّدت قوات النظام استهدافها لأماكن في درعا البلد بمدينة درعا بعد منتصف ليل أمس السبت، أيضًا قصفت قوات النظام بعد منتصف ليل أمس أماكن في تل المال شمال درعا، وذلك في خرق متواصل للهدوء الذي شهده الجنوب السوري منذ ليل أمس الأول، والذي خرقته قوات النظام بقصف مساء أمس حيث استهدف بلدة الطيحة شمال درعا ودرعا البلد.

ونشر المرصد أنه سمع دوي انفجارات في القطاع الشمالي الغربي من ريف درعا، ناجمة عن قصف من قبل قوات النظام، بعدد من القذائف الصاروخية على مناطق في قرية الطيحة، ما تسبب بأضرار مادية، فيما لم ترد معلومات عن خسائر بشرية، حيث جاء هذا القصف ليخرق الهدوء السائد منذ ليل أمس في محافظة درعا والجنوب السوري، كما كشف بعد ظهر اليوم د هدوءًا في الجنوب السوري، حيث تشهد خطوط التماس بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جانب، والفصائل المقاتلة والإسلامية من جانب آخر، هدوءًا منذ ليل أمس الجمعة الـ 15 من حزيران / يونيو الجاري من العام 2018، باستثناء قصف بعد ظهر اليوم من قبل قوات النظام طال أماكن في منطقة تل الحمرية الواقعة بمحيط بلدة حضر في القطاع الشمالي من ريف القنيطرة.

هدوء في الجنوب

ويأتي الهدوء هذا بالتزامن مع تحضيرات مستمرة منذ نحو 3 أسابيع من قبل قوات النظام وحلفائها من جهة، والفصائل من جهة أخرى، لعملية عسكرية مرتقبة، في حال فشلت الأطراف المحلية والإقليمية والدولية بشكل نهائي في التوصل لاتفاق حول الجنوب السوري، الذي يشهد منذ تموز / يوليو من العام 2017، اتفاقًا ثلاثيًا بين الأردن وروسيا والولايات المتحدة الأميركية، حول تخفيف التصعيد والعمليات القتالية.

وتتزامن عملية الهدوء هذه في الجنوب السوري، مع فشل الأطراف الدولية والإقليمية إلى الآن، في إيجاد صيغة توافقية حول مستقبل الجنوب السوري، بالتزامن مع التعنت الإيراني بالانسحاب مع الميليشيا الموالية له من الجنسيات السورية وغير السورية، إذ أكدت مصادر متقاطعة للمرصد السوري أنه لم يجرِ حتى الآن التوصل لأي توافق حول الانسحاب الإيراني نحو مناطق سورية أخرى، كما لم يجرِ الاتفاق على أية بنود حول الجنوب السوري، الذي يشهد منذ تموز الفائت من العام 2017، سريان اتفاق روسي – أميركي – أردني، شهد مئات الخروقات من قبل قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية، ومن قبل الفصائل المقاتلة والإسلامية، العاملة في مناطق تطبيق الاتفاق بمحافظات القنيطرة والسويداء ودرعا.

قصف صاروخي في منطقة الليرمون

وفي سياق منفصل، تعرضت أماكن في منطقة الليرمون وصالاتها شمال مدينة حلب، لقصف صاروخي نفذته قوات النظام ليل أمس السبت، ولا أنباء عن إصابات حتى اللحظة، على صعيد آخر اعتقلت الفصائل من على حاجز لها في بلدة الأتارب بريف حلب الغربي عنصرين اثنين من هيئة تحرير الشام عند منتصف ليل أمس، وسط معلومات عن معاودة إطلاق سراحهما عقب التحقيق معهم، كما عاد الهدوء ليسيطر على بلدة العيس في ريف حلب الجنوبي بعد التوتر الذي جرى أمس بين فصيلي "فيلق الشام" و"هيئة تحرير الشام"، حيث أبلغت مصادر المرصد السوري أن الطرفين توصلا إلى اتفاق أفضى إلى استعادة هيئة تحرير الشام للنقاط المختلف عليها مع فيلق الشام في منطقة العيس جنوب حلب.

ونشر المرصد السوري ليل أمس السبت، أنه يشهد الريف الجنوبي لمدينة حلب، توترًا بين كل من هيئة تحرير الشام وفيلق الشام، وفي التفاصيل فإن توترًا جرى بين تحرير الشام والفيلق بالقرب من نقطة المراقبة التركية في منطقة العيس الواقع في القطاع الجنوبي من ريف حلب، وأكدت المصادر أن التوتر جاء على خلفية محاولة هيئة تحرير الشام استعادة نقاط في محيط نقطة المراقبة التركية بعد انسحابها سابقًا لصالح فيلق الشام، فيما جاءت هذه التوترات في أعقاب تهديدات من عناصر من قوات النخبة التابعة لهيئة تحرير الشام في ريف إدلب الجنوبي، بعملية عسكرية ضد الفصائل العاملة في ريف حلب، متهمة إياهم بتنفيذ أجندات إقليمية في المنطقة

فيما كان المرصد السوري لحقوق الإنسان رصد في مطلع نيسان / أبريل الفائت من العام الجاري 2018، دخول رتل من القوات التركية، عبر منطقة كفرلوسين الحدودية مع منطقة لواء إسكندرون، واتجه الرتل عبر ريف حلب الغربي نحو منطقة العيس الواقعة في الريف الجنوبي لحلب، والمتاخمة لمناطق سيطرة قوات النظام وحزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني في منطقة الحاضر، في ريف حلب الجنوبي، وضم الرتل عشرات الآليات والحاملات التي أقلت على متنها عشرات المدرعات والآليات الثقيلة والآليات الهندسية وحملت على متنها العشرات من جنود القوات التركية.

يُشار إلى أن المرصد السوري لحقوق الإنسان كان وثّق خسائر بشرية كبيرة في صفوف الفصائل المتناحرة ضمن حرب الإلغاء ومن المدنيين، حيث قضى ما لا يقل عن 231 عدد العناصر من هيئة تحرير الشام ممن خلال القصف والاشتباكات مع حركة نور الدين الزنكي في ريف حلب الغربي وحركة أحرار الشام وصقور الشام في ريف إدلب، كذلك قُضى 174 من المقاتلين في حركة أحرار الشام وحركة "نور الدين الزنكي" و"صقور الشام"، ممن قتُلوا خلال القصف والاشتباكات في المنطقة، منذ الـ 20 من شباط/فبراير وحتى الـ 24 من نيسان /إبريل الفائت، كما وثّق المرصد السوري مقتل 26 مدنيًا بينهم 9 أطفال و5 مواطنات ممن قضوا منذ اندلاع الاقتتال يوم الثلاثاء الـ 20 من شهر شباط الفائت من العام الجاري 2018، جراء عمليات القصف والرصاص العشوائي في ريفي حلب وإدلب.

انفجارات في الشمالي الحموي

هزت انفجارات عنيفة مناطق في الريف الشمالي الحموي بعد منتصف ليل السبت – الأحد، ناجمة عن تنفيذ الطائرات الحربية غارات عدة على أماكن في بلدتي اللطامنة وكفرزيتا، ما أسفر عن أضرار مادية، دون معلومات عن تسببها بخسائر بشرية، ويأتي هذا القصف الجوي في أعقبا قصف مدفعي وصاروخي تعرضت له مناطق اللطامنة وكفرزيتا والزكاة ومعركبة ومناطق أخرى في القطاع الشمالي من ريف حماة، خلال الساعات الـ 24 الفائتة، والتي تسببت بمزيد من الأضرار المادية في ممتلكات مواطنين.

وكان المرصد السوري نشر صباح أمس الأول أنه رصد مقتل شخصين اثنين على الأقل وإصابة آخرين بجراح، جراء استهداف قوات النظام بصاروخ موجه مقبرة في بلدة اللطامنة في الريف الشمالي الحموي، حيث جرت عملية الاستهداف صباح الجمعة الـ 15 من شهر حزيران الجاري أثناء زيارة المواطنين إلى مقبرة اللطامنة في أول أيام عيد الفطر، ليعقبه قصف بالقذائف الصاروخية من قبل جيش مقاتل على أماكن في قرية الصفصافية وبلدة محردة ومنطقة محطة محردة الحرارية الخاضعة لسيطرة قوات النظام في الريف الغربي والشمالي الغربي، دون معلومات إلى الآن عن تسببها بخسائر بشرية.

استهداف الأراضي الزراعية والمحاصيل

كان نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان في الـ 30 من شهر أيار / مايو الفائت أن قوات النظام والمسلحين الموالين لها تعمد لاستهداف أراضي زراعية ومحاصيل، في محيط البلدات والمدن والقرى الواقعة قطاع إدلب الجنوبي وسهل الغاب وشمال حماة، حيث طالت الحرائق مئات الهكتارات الزراعية، ويتركز القصف بشكل أكبر على كل من منطقتي اللطامنة وكفرزيتا، في تعمد من قبل النظام وحلفائه لإحراق المحاصيل الزراعية في هذه المناطق، فيما تحدثت مصادر موثوقة للمرصد السوري أن قوات النظام تعمد في خطوط التماس بينها وبين مناطق سيطرة الفصائل، لتهديد الأهالي بحرق محاصيلهم الزراعية، في حال لم يدفعوا لهم إتاوة تُقدر بمبلغ نحو ألف ليرة سورية عن كل دونم من الأرض الزراعية العائدة لهم.

وتقصّد مسلحون موالون للنظام قبل أيام بحرق أرض زراعية خلال تواجد سيدتين فيها، انتقامًا لعدم دفعهما الإتاوة، ما أدى لاحتراق السيدتين داخل محصولهم الزراعي، كما كان نشر المرصد السوري قبل نحو 20 يومًا، أن مواطنتين اثنتين فارقتا الحياة بعد أن تعمد مسلحون موالون للنظام حرق محصولهم الزراعي في منطقة الجلمة الواقعة في ريف حماة الشمالي الغربي، وأكد أهالي أن المسلحين الموالين للنظام، عمدوا لحرق المحصول، خلال تواجد المواطنتين داخله، بذريعة رفض أصحاب المحصول، دفع مبلغ مادي مقابل السماح لهم بحصاد أرضهم في القرية، ما تسبب بحرق المحصول ووفاة السيدتين على الفور واحتراق جثتيهما.

اشتباكات عنيفة بين "سورية الديمقراطية و“داعش”

وعلى الجانب الآخر، علم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن "قوات سورية الديمقراطية" تمكّنت صباح اليوم الأحد، من تحقيق تقدم استراتيجي ومهم في القطاع الجنوبي من ريف الحسكة، حيث تمكن قوات سورية الديمقراطية مدعمة بالقوات الأميركية والفرنسية والإيطالية وقوات أخرى غربية، من فرض سيطرتها على بلدة الدشيشة التي تبعد أكثر من 7 كلم عن الحدود السورية – العراقية، في جنوب الحسكة، حيث جاءت هذه السيطرة بعد اشتباكات عنيفة جرت مع تنظيم “داعش”، إذ أجبرت الاشتباكات العنيفة وعمليات القصف المرافقة لها، عناصر التنظيم على الانسحاب من البلدة، التي يجري تمشيطها من قبل قوات سورية الديمقراطية والتحالف الدولي

الاشتباكات العنيفة مكّنت القوات المهاجمة من التحالف الدولي وقسد من تقليص سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” في القطاع الجنوبي من ريف الحسكة، وحصره في نطاق أضيق، تمهيدًا لإنهاء وجود بشكل كامل من محافظة الحسكة، ومن الجيب المحاذي لها في ريف دير الزور الشمالي، تزامنًا مع ارتفاع أعداد المناطق التي سيطرت عليها الأخيرة، إلى أكثر من 22 قرية ومزرعة وتلة، سيطرت عليها خلال حوالي أسبوعين من المعارك، بينما أوقعت المعارك المزيد من الخسائر البشرية، في صفوف طرفي القتال، حيث ارتفع إلى 49 على الأقل عدد قتلى التنظيم منذ بدء الاشتباكات في المنطقة قبل نحو أسبوعين.

التحضير لعملية عسكرية واسعة

يشار إلى أن المرصد السوري لحقوق الإنسان حصل في الثاني من حزيران/يونيو الجاري، على معلومات من مصادر موثوقة أكدت أن عملية قوات سورية الديمقراطية والتحالف الدولي ستبدأ خلال الساعات المقبلة، ضد تنظيم “داعش” في القطاع الجنوبي من ريف الحسكة، وفي التفاصيل التي حصل عليها المرصد فإن القوات العسكرية بدأت تحضيراتها لانطلاق عملية عسكرية واسعة ضد التنظيم في الجيب المتبقي له من ريف الحسكة الجنوبي والمتصل مع جيب التنظيم في الريف الشمالي لدير الزور، حيث جرى استنفار المقاتلين مع نصب مرابض المدفعية وتجهيز الآليات العسكرية تزامنًا مع تحليق لطائرات التحالف الدولي في سماء المنطقة، استعدادًا لانطلاق العملية.

وعلى الجانب الآخر، تشهد مناطق سيطرة التنظيم استنفارًا من قبل عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية”، في تحضيرات لصد الهجوم التي تسعى من خلاله قوات سورية الديمقراطية وقوات التحالف لإنهاء وجود التنظيم في محافظة الحسكة وريف دير الزور الشمالي، ليتبقى للتنظيم الجيب الأخير في الضفة الشرقية لنهر الفرات، والذي أخفقت "قسد" والتحالف في السيطرة عليه.

ونشر المرصد السوري في وقت سابق أن القتال توقف في الضفة الشرقية لنهر الفرات، عقب إخفاق قوات سورية الديمقراطية والتحالف الدولي في التقدم في الجيب الأخير المتبقي لتنظيم “داعش” عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، في القطاع الشرقي من ريف دير الزور، وفشلها في اقتحام بلدة هجين، التي شهدت استماتة من التنظيم لصد الهجوم على البلدة وباقي الجيب، فيما أكدت المصادر الموثوقة للمرصد السوري حينها، أنه جرى تحويل مسار العمل العسكري في شرق نهر الفرات، حيث يجري التحضر لتنفيذ عملية عسكرية واسعة في الجيب المتبقي للتنظيم بريف الحسكة الجنوبي والمتصل مع جيب التنظيم في الريف الشمالي لدير الزور، والقريبين من الحدود السورية – العراقية، حيث شهد هذا الجيب عمليات قصف مدفعي خلال الساعات الفائتة، استهدفت منطقة تل الشاير الواقعة في القطاع الجنوبي من ريف الحسكة، لم يعلم ما إذا كان مصدره قوات سورية الديمقراطية أم القوات العراقية