الجيش المصري

تواصل عناصر قوات إنفاذ القانون، من القوات المسلحة والشرطة المدنية، حملاتها العسكرية لاستهداف العناصر المتطرفة والخارجين عن القانون، في مدن العريش ورفح والشيخ زويد. وواصلت الأجهزة الأمنية في وزارة الداخلية إجراءاتها المشددة في مداخل ومخارج سيناء، وفي محيط مبنى مدرية الأمن، وديوان المحافظة، والمراكز والأقسام والمنشآت العامة والحيوية.

ويأتي ذلك في ضوء المعلومات التي حصلت عليها الأجهزة الأمنية، من مصادرها الخاصة، عن عزم الجماعات المسلحة استهداف قوات الجيش والشرطة تزامنًا مع احتفالات عيد الميلاد.  وشنّت مديرية أمن شمال سيناء، فجر الإثنين، عدة حملات مشتركة، بالتنسيق مع القوات المسلحة، استهدفت العناصر المتطرفة والبؤر الإجرامية في دوائر أقسام المحافظة.  كما تم توجيه حملات أخرى، مدعومة بمجموعات من قوات الأمن المركزى وإدارة البحث، بالتنسيق مع فرع الأمن العام، وإدارة الأمن الوطني.

وأكد مصدر عسكري مسؤول، في تصريحات خاصة إلى "مصر اليوم "، أن سيناء في قبضة رجال الجيش والشرطة، وأن هناك حالة استنفار أمني، حيث تم رفع درجة الاستعداد القصوى، تزامنًا مع احتفالات المصريين بأعياد الميلاد ورأس السنة. وأضاف قائلاً: "نحب أن نطمئن الشعب المصري أن قوات الجيش فرضت سيطرتها بالكامل على سيناء، وأن العناصر المتطرفة المتبقية لا ترقى لمواجهة قدرات الجيش".

وكشف المصدر عن مقتل 15 مسلحًا، خلال قصف جوي استهدف تجمعًا لعناصر تابعة لتنظيم "أنصار بيت المقدس" المتطرف، في منطقتي مزارع الدهيشة ومزارع جهاد أبوطبل، جنوب مدينة العريش، فضلاً عن مقتل أخطر العناصر المتطرفة في التنظيم، خلال مواجهات مسلحة بالقرب من كمين الميدان، جنوب الشيخ زويد.

واستمرت عناصر القوات البحرية في تأمين أعمال المجموعات القتالية العاملة على امتداد المحور الساحلي، لمنع تسلل أو هروب العناصر المتطرفة عن طريق البحر. وتتابع القيادة العامة للقوات المسلحة الموقف الأمني في سيناء على مدار الساعة، من خلال مراكز العمليات الرئيسية، التي تنقل ما يدور في سيناء لحظة بلحظة، وتتلقى التعليمات التي يتم توجيهها للقوات على الأرض، لتطوير الهجوم، واستخدام كل الإمكانات الفنية والقتالية المتاحة.

وتعيش سيناء، منذ 30 يونيو / حزيران 2013، وعزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، التابع لجماعة "الإخوان" المحظورة ، على وقع أعمال عنف  تستهدف بشكل رئيسي قوات الجيش والشرطة، أسفرت، خلال السنوات الثلاث الأخيرة، عن سقوط العشرات من ضباط وجنود الجيش والشرطة  بين قتيل وجريح، في سلسلة هجمات شنّها تنظيم "أنصار بيت المقدس" المتطرف، خلال أوقات مختلفة، ارتبط بعضها بمناسبات وأحداث سياسية.

ولم يكن تنظيم "أنصار بيت المقدس"، الذي غيّر اسمه إلى "ولاية سيناء"، بعد مبايعته تنظيم "داعش"، معروفًا لدى الكثير من المصريين خلال 30 عامًا، هى فترة حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، إلا أن اسمه أصبح يتردد كثيرًا خلال السنوات الثلاثة الأخيرة، منذ عزل جماعة "الإخوان" عن حكم البلاد، ولا يمكن لأحد من المعنيين بالشأن المصري أن يفصل بين التنظيم المتطرف وجماعة "الإخوان" المحظورة ، على الرغم من محاولات الثانية نفي أي ارتباط بينهما، فلا يمكن تجاهل التصريحات التي أطلقها أحد القيادي الإخواني محمد البلتاجي، بعد يومين من عزل "مرسي"، حين أكد أن أعمال العنف التي تحدث في سيناء ستتوقف حال عودة الرئيس الأسبق إلى الحكم، وهو ما يؤكد الارتباط بينهما.