جماعة "الإخوان المسلمين" المحظورة

أبدى عدد من المواطنين رفضهم إجراء مصالحة من جانب الدولة المصرية مع جماعة "الإخوان المسلمين" المحظورة، بعد أربعة أعوام من اندلاع ثورة 30 حزيران / يونيو 2013، التي أطاحت بها من حكم البلاد.

وأكدوا، في لقاءات مع "مصر اليوم"، في شوارع وسط القاهرة، أمه لا مجال للمصالحة مع هذه الجماعة، بعد الوجه الدموي الذي أظهرته للشعب، ردًا على عزلها من حكم البلاد، ودفع ثمّن ذلك المئات من رجال الجيش والشرطة في شمال سيناء، وفي مختلف ربوع مصر، ومازالت الدولة تدفع هذا الثمن.

وأشاروا إلى أن قرار المصالحة مع جماعة "الإخوان" ليس في يد أحد في الدولة، حتى وإن كان الرئيس عبد الفتاح السيسي، فهذا القرار مصيري، وملك للشعب بأكمله، وليس في يدٍ أحد .وشّن المواطن محمد عبد السلام، 44 عامًا، موظف حكومي، هجومًا شديدًا على فكرة المصالحة مع جماعة "الإخوان"، قائلاً: "من وقتِ إلى آخر تخرج لنا بعض الشخصيات السياسية المحسوبة على التيار الإسلامي، وتقول أنها تملك مقترحًا لحل الأزمات التي تمر بها البلاد، وعند سؤالهم عن هذا المقترح، نتفاجأ بأنه يحمل دعوة للتصالح مع الجماعة". وأضاف: "نحن نعاني، منذ أربع سنوات، من تدهور الأوضاع  الاقتصادية والمعيشية، بسبب الحوادث المتطرفة التي يرتكبها أنصار جماعة الإخوان"، متسائلاً: "كيف نطرح مصالحة مع جماعة لا تعترف بالدولة ولا بالشعب"، داعيًا إلى إغلاق صفحة المصالحة مع هذه الجماعة إلى الأبد .

وتقول فوزية حسن، 37 عامًا، مُعلمة: "فكرة المصالحة مع جماعة الإخوان كان من المُمكن أن يقبل بها الشعب بعد ثورة 30 حزيران 2013، لكن بعد ما رأيناه طوال السنوات الأربعة الماضية، من عمليات متطرفة استهدفت الدولة في المقام الأول، قبل المواطن، لم يُعد مقبولاً أن نضع أيدينا في أيدي من تورّطوا في سفك دمائنا ".

ويتفق معها صالح المصري، 41 عامًا، مهندس زراعي، حيث قال: "كان هناك توجه رسمي من الدولة المصرية في 2013 لإجراء مصالحة شاملة مع جميع الفصائل، بما فيها جماعة الإخوان، وبالفعل وُجهت لها دعوة رسمية للمشاركة في بيان القيادة العامة للقوات المسلحة، في الثالث من تموز / يوليو، لكن جماعة الإخوان رفضت المشاركة مع باقي مُمثلي الشعب المصري، مضيفًا: "نحن أمام جماعة لا تعترف بأحد سوى بنفسها، ومع ذلك كان من الممكن قبول التصالح معها، وأن تعود مُجددًا إلى نسيج الشعب المصري، إذا قبّلت دعوة القوات المسلحة، أما الآن، وبعد أربعة أعوام رأينا فيها الوجه الآخر لهذه الجماعة الدموي، لم يعُد التصالح معها مقبولاً".