القاهرة - أحمد عبدالله وإسلام محمود
تبدأ جولة جديدة من المباحثات المصرية والسودانية، تشكّل خطوة نحو المزيد من التقارب بين القاهرة والسودان، الذي وصل ذروته مؤخرا بلقاءات متكررة وزيارات متبادلة بين الرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي وعمر البشير، وهو ما يشير إلى المزيد من المراحل في العلاقات المشتركة التي شهدت توتر فيما يخص "سد النهضة"، مرورًا بتفاهمات بشأن مشاريع للطاقة، وصولًا إلى لجنة عليا للعلاقات أثرتها ودفعت بالمزيد من الاتفاقات نحو حيز التنفيذ.
من جانبه، أوضح رزق جالي، وكيل لجنة الشؤون الأفريقية بمجلس النواب المصري، أن القمة المُنتظرة الخميس المقبل تبعث على الارتياح، وأنها تعد خطوة هامة من حيث التوقيت وجدول أعمالها، الذي يضخ الحياة في أعمال اللجنة العليا باتفاقات اقتصادية تنموية، أو أمنية في البحر الأحمر وتجارية مشتركة.
وأضاف النائب لـ"مصر اليوم" أن هناك حالة ازدهار ملحوظة في العلاقات المشتركة، وأن تخطي تلك العقبات أو الخلافات في وجهات النظر بين دولتين بحجم مصر والسودان سيكون له مردود هائل على أمن واستقرار المنطقة العربية والأفريقية ككل، معربًا عن أمله في مزيد من التفاهم والدخول في شراكات حقيقية قابلة للتنفيذ والترجمة على أرض الواقع.
وبدوره أكد النائب مجدي ملك عضو لجنة الري بالبرلمان المصري، أن تلك الزيارة تأتي لمزيد من التأكيد على قوة العلاقات، وأنه لا خلافات مرة أخرى بشأن مسائل متعلقة بالأمن المائي المصري، والتي ندّد بطريقة تعامل الإعلام معها وتأجيج السجال بشكل قال أنه لم يكن لائقا، معولا على التوجه الأخير بين قادة الدول الأفريقية نحو تهدئة ملحوظة.
وتابع ملك في تصريحات خاصة، أن المبشر فيما يخص مصر والسودان أن المسألة ليست تصريحات وردية أو إنشائية، وإنما فرق مشتركة تعمل لترجمة القرارات، فكان هناك مجموعة اجتماعات مطلع الشهر الجاري مع مسؤولين في وزارة النقل السودانية، على مدى 3 أيام في الخرطوم، لبحث الخطوات الفعلية في تنفيذ مشروع خط ربط السكك الحديد بين البلدين، والمقرر أن يمتد بداية من أسوان وحتى أبو حمد مرورًا بوادي حلفا، وتم الاتفاق على تذليل العقبات التي تقف في طريق تنفيذه.
وقال خبير العلاقات الدولية، طارق البرديسي، إن العلاقات المصرية السودانية في أفضل حالاتها خلال هذه الفترة، ويرجع ذلك بسبب استقرار الأوضاع وحكمة القيادة السياسية في كلا البلدين، اللذان يسعيان فقط إلى النهوض بكافة المشاريع في البلدين وتعزيز العلاقات بين البلدين ومع الدول الشقيقة الأخرى.
وأضاف البرديسي، في تصريحات لـ"مصر اليوم"، أن وزراء الخارجية وأجهزة المخابرات العامة في كلا البلدين دائمًا يقوموا بتهدئة أي توتر بعيد عن الإعلام للحافظ على الاستقرار وعدم السماح لبعض وسائل الإعلام بالتحدث في أي قضايا قد تثير الرأي، موضحا أن الاستثمارات الحالية بين البلدين والمشاريع الكبرى المشتركة ستساعد بشكل كبير لتقوية العلاقات بين البلدين، بجانب تبادل الزيارات من وقت للأخر، مؤكدًا أن مصر في عهد الرئيس السيسي شهدت تطور على مستوى العلاقات الولية تجاه كل الدولة وخاصة الدول الأفريقية الشقيقة.
يُشار إلى أن السفير السوداني في القاهرة عبد المحمود عبد الحليم بأن الرئيس السيسي سيزور الخرطوم الخميس، للمشاركة في اجتماع اللجنة العليا المصرية- السودانية، وقال إن القمة الرئاسية ستسفر عن أخبار سارة لشعبي البلدين، وأكد أنها حدث مهم للغاية على طريق العلاقات الثنائية من حيث توقيتها والقضايا المطروحة للنقاش، والاتفاقات ومذكرات التفاهم المعدة للتوقيع خلال اجتماعات اللجنة العليا، مشيرًا إلى أن الاتفاقات والمذكرات أعدت في شكل جيد لتكون قابلة للتنفيذ.