وزارة الأوقاف

 أعلنت السلطات المصرية، اليوم الثلاثاء ، إغلاق ضريح الإمام الحسين، وسط القاهرة، لمدة يومين، اعتباراً من 10 من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، وحتى 12 من الشهر عينه، لمنع الشيعة من إحياء ذكرى عاشوراء.

وفي تصريح خاص إلى "مصر اليوم" أكد رئيس القطاع الديني في وزارة الأوقاف المصرية، الشيخ جابر طايع، أن قرار إغلاق الضريح، شأن داخلي يهدف لعدم استغلال المقام بشكل خاطئ، مضيفا أن الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف يرفضان أي مد شيعي في مصر أو استغلال المساجد والأضرحة لأي توجيهات دينية أو مذهبية حفاظاً على قدسيتها.

وذكرت وزارة الأوقاف المصرية – في بيان لها - أن "مديرية أوقاف القاهرة قررت إغلاق ضريح الإمام الحسين، منعا للأباطيل الشيعية التي تحدث يوم عاشوراء، وما يمكن أن يحدث من طقوس شيعية، لا أصل لها في الإسلام، وما يمكن أن ينتج ذلك من مشكلات، مؤكدة أنها ستتخذ "الإجراءات القانونية كافة تجاه أي تجاوز يحدث في هذا الشأن".

وأشارت الوزارة إلى وجود تنسيق كامل بين وزاراتي الأوقاف والداخلية، لتأمين المسجد ومحيطه، من الخارج، لحين انتهاء الاحتفالات، مضيفة أنه تم التنبيه على العمال هناك، بعدم السماح لأي شخص كائنا من كان، بالتواجد في المسجد، بعد أداء الصلوات الخمس أو الدروس الدينية، مشددة على أنه سيتم إغلاق أبواب "الحسين" عقب كل صلاة مباشرة، على أن يتم إغلاقه نهائياً أمام زواره في تمام الساعة التاسعة مساء، على أن يعاد فتحه قبل صلاة الفجر بـ 15 دقيقة .

وهذا القرار يطبق للعام الرابع على التوالي، ويأتي اتجاه السلطات المصرية إلى إغلاق ضريح الإمام الحسين، بناء على مطلب من علماء الأزهر الشريف، تجاه ما يحدث داخل ضريح الإمام الحسين، حفيد الرسول محمد "صلى الله عليه وسلم"، من مظاهر شيعية.

من جانبه، أوضح القيادي الشيعي المصري أحمد راسم النفيس، عبر موقعه الإلكتروني، أن "هذا القرار غير العاقل يقدم ذريعة قانونية رائعة لإسرائيل تبرر لها إغلاق المسجد الأقصى كليا أو جزئيا". وأضاف: "أما عن زعمه أن إغلاق المسجد في مواجهة (أباطيل الشيعة) فيبدو أن أحدهم همس في أذن الوزير العالم ببواطن الأمور أن الإمام الحسين عليه السلام مات في مصر ميتة طبيعية أثناء قضائه عطلة نهاية الأسبوع فقرر إبقاء الرأس هنا وإرسال الجسد الطاهر ليدفن في كربلاء".

وعاشوراء هي ذكرى مقتل الإمام الحسين، حفيد النبي محمد- صلى الله عليه وسلم- من ابنته فاطمة، الذي لقي حتفه سنة 680 ميلادية، في صراع على السلطة، وكان إحدى أهم نقاط الانقسام بين الأغلبية السنية والأقلية الشيعية. وفي معركته مع يزيد بن معاوية، خليفة المسلمين آنذاك، قرب مدينة كربلاء، كان الحسين يواجه جيشًا يفوق قدرته، وكان معه بضع مئات من أقاربه وأتباعه إضافة إلى عدد من أشقائه، أبناء علي بن أبي طالب، رابع الخلفاء المسلمين، بعد وفاة النبي محمد.

ويحتفل الشيعة في كل عام بذكرى مقتل الحسين، وتتوج الاحتفالات في يوم العاشر من شهر محرم بحسب التوقيت الهجري، ورغم أنهم أقلية في العالم الإسلامي، إلا أنهم أغلبية في العراق وإيران والبحرين، ويتواجدون في لبنان بكثرة، ويخرج مئات الآلاف منهم في عاشوراء.

وفي مدينة كربلاء، يحدث أكثر مشاهد عاشوراء دراماتيكية، حيث يحتشد الشيعة، في مظاهر رمزية "لتأنيب الذات" و"التكفير" عن إخفاقهم في نصرة الحسين أثناء ثورته ضد الخليفة يزيد بن معاوية. وفي تلك المشاهد، ينشد الآلاف من الشيعة أناشيد دينية تأبينية، ويقومون بضرب صدورهم أو ما يعرف بـ"اللطم" ويجرحون أنفسهم بخناجر أو سيوف، ثم يجلدون أنفسهم بالسياط في حركات متناسقة.

كما يقوم الشيعة بزيارة ضريح الإمام الحسين وإضاءة الشموع وقراءة قصته، والبكاء عند سماعها و"اللطم"، تعبيراً عن حزنهم، ويستمعون إلى قصائد عن المأساة، والمواعظ عن كيفية استشهاد الحسين وأهل بيته، وتوزيع الماء للتذكير بعطش الحسين في صحراء كربلاء، وإشعال النار للدلالة على حرارة الصحراء.