الرئيس عبد الفتاح السيسي مع نظيره السوداني عمر البشير

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حرصه على الاستمرار في دفع وتعزيز مسيرة العلاقات الثنائية بين مصر والسودان الشقيق، مُشيرًا إلى أن حفاوة الاستقبال التي لقياها والوفد المصري تعكس مدى متانة وعمق العلاقات الأخوية بين البلدين، مُعبِّرًا عن تفاؤله بمستقبل العلاقات بين مصر والسودان.

وجاء ذلك في كلمة الرئيس في جلسة المحادثات الموسعة التي عُقدت اليوم الخميس، ضمن فعاليات الدورة الثانية للجنة العليا المشتركة المصرية السودانية على المستوى الرئاسي المنعقد الآن في الخرطوم.

وأشار الرئيس في بداية كلمته إلى أن حفاوة الاستقبال التي لقياها والوفد المصري التي تعكس مدى متانة وعمق العلاقات الأخوية بين البلدين، وقال "إن اجتماعات المسؤولين في البلدين أظهرت الحزم المؤكد لبلدينا الشقيقين على استكمال مسيرة تعاونا المشترك لما فيه خير ومصلحة شعبي وادي النيل العظيم".

وأوضح الرئيس أن الاجتماع الثاني للجنة المشتركة الرئاسية "المصرية - السودانية" يُعد تتويجًا لجهد مشترك وعمل دؤوب استمر وتم تنسيقه بشكل كامل من مسؤولي الجانبين في إطار الرؤية الاستراتيجية المشتركة او الشراكة بين البلدين والتي تم التوقيع عليها في 2016 .

وأشار الرئيس السيسي إلى أن الاجتماعات المثمرة التي عقدها مسؤولو البلدين قبل انعقاد هذه الجلسة الموسعة، وأظهرت التقارب في وجهات النظر ومدى الفهم المتبادل بين مسؤولي الدولتين، كما أكدت واظهرت الحزم المؤكد لبلدينا الشقيقين على استكمال مسيرة تعاوننا المشترك لما فيه من خير ومصلحة شعبي وادي النيل العظيم .

وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي موجهًا حديثه للرئيس السوداني عمر البشير "نؤكد فخامة الرئيس على أن هذا الفهم المتبادل والتقارب في وجهات النظر يعكس حقيقة واضحة أكدها التاريخ المشترك الطويل للبلدين، وأثبتها الواقع الحالي وزادها وضوح مستقبلهما المشرق، ألا وهي تحقيق مصالح شعبينا وبلدينا، وهذا التطابق الذي يجعل من استقرار وأمن السودان الشقيق جزءا لا يتجزأ من أمن واستقرار مصر.. ويجعل من تنمية ورخاء مصر أحد الأسس الرئيسية لأمن ورخاء الشعب السوداني الشقيق".

وأضاف الرئيس السيسي "وإعمالا لهذا التوجه شهدت الفترة الماضية خطوات متعددة نحو تفعيل ما سبق وما تم الاتفاق عليه من مشروعات، وإذ يجري العمل حاليا بشكل حثيث من أجل تنفيذ مشروع الربط الكهربائي، كما تم التباحث حول إقامة مشروع لربط خطوط السكك الحديدية، وهي مشروعات استراتيجية طال انتظارها".

وتابع الرئيس السيسي "والحقيقة بتنفيذ هذه المشروعات ستكون هناك نقلة نوعية في العلاقات وتيسير حركة الأفراد وانتقال السلع والبضائع بين البلدين، وهذا ما نتطلع إليه، ويكون دافعا قويا لإقامة المزيد من المشروعات الإنتاجية والخدمية المشتركة ".

وأشار السيسي، إلى أن مسيرة العمل المشتركة بين البلدين تؤكد أنها انطلقت منذ فجر التاريخ وتزداد كل يوم قوة عن اليوم السابق، وهذا يعظم ويزيد من تشابك المصالح ويحقق فرص التكامل بين البلدين، بما يعود بالنفع والرخاء على شعبي وادي النيل، لافتا إلى أن ذلك سيشجع الأجيال القادمة نحو مزيد من الترابط والتكاتف سيرا على هذا النهج.

وقال الرئيس السيسي - خلال كلمته - فيما يخص التعاون الاقتصادي والتجاري، "الحقيقة.. ما نواجهه من تحديات اقتصادية وما يمر به العالم من تقلبات في هذا الخصوص يدفعنا إلى التفكير في سبل تعاوننا على هذا الصعيد، ونحن تحدثنا فخامة الرئيس أثناء لقائنا الثنائي على أن يكون لدينا طموح يركز أولا على تحقيق ما يكفي لتلبية احتياجات الشعبين المصري والسوداني قبل التفكير في الانطلاق إلى الأسواق العالمية".

وعبر الرئيس عبد الفتاح السيسي عن تفاؤله بمستقبل العلاقات بين مصر والسودان، قائلا "حزمة الاتفاقات التي سيتم التوقيع عليها خلال هذا الاجتماع (اللجنة العليا المشتركة بين مصر والسودان على المستوى الرئاسي) تُشكل أرضية صلبة في تعزيز علاقاتنا في مختلف المجالات، وتمثل بذلك قيمة مضافة حقيقية وجديدة لما سبق وأن أبرمه البلدان من اتفاقيات في مختلف المجالات، وهو الأمر الذي يجعلنا أكثر تفاؤلا بمستقبل العلاقات بين مصر والسودان".

وأضاف الرئيس السيسي، "الحقيقة العالم اليوم لا يعتد إلا بالتكتلات، لا ينظر ولا يحترم ولا يقدر إلا التكتلات الاقتصادية الكبرى، وهذا يفرض علينا دائما أن نتحدث بصوت واحد من أجل مواجهة تلك التحديات".

وأوضح أن مصر والسودان تمتلكان الموارد والإمكانيات السودان التي تؤهلهما لذلك، وهو ما يندر وجوده في دولتين متجاورتين.

وأكَّد أن "المقومات التي نتحدث عنها بين مصر والسودان يندر وجودها بين دولتين آخريين، فإذا استطعنا من خلال التعاون والمشروعات المختلفة أن نُلبي احتياجات شعبي وادي النيل بمصر والسودان سيكون أمر عظيم جدا".