دمشق ـ نور خوام
يشهد ريف حلب الشمالي الشرقي معارك عنيفة منذ فجر اليوم الأحد بين تنظيم "داعش" من جانب، والفصائل الإسلامية والمقاتلة العاملة ضمن "عملية درع الفرات" المدعمة بالقوات والطائرات التركية من جانب آخر، حيث تمكّن الأخير من التقدُّم والسيطرة على قرى سوسيان وقديران وعلوان والدانا القريبة من مدينة الباب، فيما تتواصل المعارك العنيفة بين الجانبين، في محاولة من تنظيم "داعش" استعادة السيطرة على هذه القرى، وإبعاد الفصائل عن المدينة الاستراتيجية، التي تعد أكبر مدينة من ضمن ما تبقى من مناطق للتنظيم في ريف حلب، وبهذا التقدم تكون فصائل عملية "درع الفرات" تمكّنت من الوصول إلى تخوم مدينة الباب، بعد أكثر من شهرين ونصف على بدء عملياتها في سورية، في الـ 24 من آب/أغسطس الماضي من العام الجاري.
وبهذا التقدُّم تكون فصائل عملية "درع الفرات" سيطرت على 22 قرية بريف حلب الشمالي الشرقي، وهي قرى قديران والدانا وسوسيان وعلوان والعون وحج كوسا وحليصة وبصلجة وأقداش والشعيب وتليلة وشدار وشويحة وسوسنباط وترحين ويازجي وعرب جودك ونعمان وبتاحك ومسيبين والشيخ علوان وزميكة، منذ الـ 8 من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري وحتى اليوم الـ 13 من تشرين الثاني/نوفمبر الجاري.
وكانت الفصائل العاملة في درع الفرات سيطرت على عشرات القرى في الأسابيع الماضية، وتمكّنت من إنهاء آخر النوافذ المتبقية لتنظيم "داعش" مع العالم الخارجي، عبر طرد التنظيم من المنطقة الواقعة بين جرابلس الواقعة عند الضفاف الغربية من نهر الفرات، وصولاً إلى منطقتي الراعي واعزاز، كما تمكّنت من السيطرة على دابق وعدة بلدات قريبة منها، بعد انسحاب التنظيم منها، على الرغم من أهمية دابق الدينية لدى التنظيم.
وتشهد الأحياء الغربية من مدينة حلب، وعلى وجه الخصوص، المناطق التي تمكنت قوات الحكومة من استعادتها خلال اليومين الماضيين، تشهد تصاعدا في استياء المواطنين من مواصلة المسلحين الموالين للحكومة بعمليات السرقة، وتزايد هذا الاستياء المستمر منذ أيام وأسابيع في القسم الغربي من مدينة حلب، مع بدء عودة مواطنين إلى منازلهم في المناطق التي تمكّنت قوات الحكومة فجر أمس من استعادتها بشكل كامل، ليجدوا منازلهم خالية وتم سرقتها، وأكدت مصادر أهلية للمرصد السوري لحقوق الإنسان، أن اللجان المسلحة الموالية إلى الحكومة وعناصر الدفاع الوطني، يقومون بسرقة المنازل الفارغة من أصحابها، بعد نزوحهم، نتيجة اقتراب العمليات العسكرية من المنطقة، كما تقوم حواجز للمسلحين الموالين للحكومة، بفرض إتاوات على المواطنين خلال تنقلهم بين مدينة حلب ومناطق سيطرة قوات الحكومة في الريف الشمالي، أو إلى خارج المناطق التي تسيطر عليها قوات الحكومة، واتهم أهالي مسلحين موالين للحكومة بشراء الحواجز وفرض الأتاوات لجباية ما دفعوه ثمناً للحاجز من جيوب المواطنين الذين أنهكتهم الحرب، خلال تنقلهم إلى ريفي حلب الشمالي والشمالي الغربي، أو إلى بقية المناطق السورية.
كما عادت المصادر الأهلية لتؤكد للمرصد السوري، بأن الحواجز المقامة في المناطق القريبة من خطوط الاشتباك، تعمد إلى منع المواطنين من اصطحاب محتويات منازلهم، كما لا يسمحون لمن نزح عن منزله بدخول المنطقة بعد خروجه منها، لكونها مناطق قريبة من خطوط النار مع الفصائل قبل استعادة قوات الحكومة المناطق التي خسرها بشكل كامل فجر اليوم الـ 12 من تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، فيما تتعمد عناصر قوات الحكومة والمسلحين الموالين لها إلى سرقة ونقل كافة محتويات المنزل، كذلك أكد أهالي أن بعض عناصر قوات الحكومة والمسلحين الموالين لها يعمدون إلى سرقة منازل المواطنين الذين يصابون خلال عمليات سقوط القذائف، حيث يقوم العناصر بالعودة إلى المنزل بعد سقوط القذائف وسرقة محتويات منه.
جدير بالذكر أن الأطراف والضواحي الغربية من مدينة حلب، شهدت منذ الـ 28 من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وحتى فجر اليوم السبت، اشتباكات عنيفة بين قوات الحكومة والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من جانب، والفصائل الإسلامية والمقاتلة والحزب الإسلامي التركستاني وجبهة فتح الشام من جانب آخر، ترافقت مع تفجير عربات مفخخة وقصف متبادل بمئات القذائف ومئات الضربات الجوية التي نفذتها الطائرات الحربية والمروحية والتي قضى وقُتل خلالها المئات من المدنيين ومقاتلي الفصائل من جنسيات سورية وغير سورية.
ونفذت طائرات حربية بعد منتصف السبت - الأحد غارتين على أماكن في محيط مخيم خان الشيح بالغوطة الغربية، حيث استهدفت بإحداها منطقة مسجد الهدى في المنطقة، ما أسفر عن استشهاد شخصين اثنين وسقوط جرحى، في حين قُتل شخص متأثراً بجراح أصيب بها جراء قصف طائرات حربية على مناطق في مدينة عربين بغوطة دمشق الشرقية.
وتعرّضت مناطق في بلدة مورك بريف حماة الشمالي، إلى قصف جوي، دون معلومات عن خسائر بشرية، دارت اشتباكات بعد منتصف ليل السبت - الأحد في محور طريق السلمية - حمص بالقرب من خنيفيس بريف حماة الجنوبي الشرقي، بين قوات الحكومة والمسلحين الموالين لها من طرف، والفصائل المقاتلة والإسلامية وجبهة فتح الشام من طرف آخر، ترافقت مع استهدافات متبادلة بين الطرفين ولم ترد معلومات عن الخسائر البشرية حتى اللحظة. كما جددت قوات الحكومة بعد منتصف ليل السبت - الأحد قصفها الصاروخي على مناطق في بلدة اليادودة الواقعة غرب مدينة درعا، ولا معلومات عن خسائر بشرية إلى الآن.
واستهدفت طائرات حربية فجر اليوم بعدة غارات مناطق في بلدتي عندان وحريتان بريف حلب الشمالي، في حين نفذت طائرات حربية بعد منتصف ليل السبت - الأحد غارات مكثفة على مناطق في ضهرة عبد ربه والليرمون ومحيط حي الزهراء والراشدين شمال وغرب حلب، أيضاً تعرضت أماكن في بلدة عينجارة بريف حلب الغربي عند منتصف ليل أمس لقصف من قبل الطيران الحربي، كذلك قصف الطيران الحربي مناطق في بلدة الحاجب وقريتي المغيرات وبرج حسين بريف حلب الجنوبي، فيما سقطت قذيفتان أطلقتهما الفصائل على منطقتين في حي جمعية الزهراء غرب حلب، ما أسفر عن أضرار مادية، كما سقطت قذائف ليل أمس على مناطق قرب منطقة جسر حشاركة بريف عفرين في الريف الشمالي الغربي لحلب، قالت مصادر أهلية أن القوات التركية أطلقتها، دون ورود معلومات عن تسببها بخسائر بشرية
على صعيد متصل تدور اشتباكات متفاوتة العنف في الريف الشمالي لمدينة الباب، بين تنظيم "داعش" من جانب، والفصائل المقاتلة والإسلامية العاملة ضمن "عملية درع الفرات" المدعمة بالقوات والطائرات التركية من جانب آخر، وسط قصف متبادل بين الطرفين، وتقدم للفصائل ومعلومات مؤكدة عن سيطرتها على قريتين على الأقل واقترابها أكثر نحو منطقة الباب.
وسقطت قذائف على مناطق في بلدة حضر التي تسيطر عليه قوات الحكومة والواقعة في قطاع القنيطرة الشمالي، دون معلومات عن خسائر بشرية إلى الآن، كما قصفت قوات الحكومة مناطق في بلدة جباتا الخشب بالريف الأوسط للقنيطرة، لقصف من قوات الحكومة، ولا أنباء عن إصابات. وقصفت قوات الحكومة صباح اليوم مناطق في بلدة الغنطو بريف حمص الشمالي، وسط اشتباكات متقطعة في المحور الغربي لتلبيسة بالريف الشمالي، بين الفصائل الإسلامية والمقاتلة من جانب، وقوات الحكومة والمسلحين الموالين لها من جانب آخر، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية حتى الآن.
كما تتواصل الاشتباكات بين قوات الحكومة والمسلحين الموالين لها من جانب، وتنظيم "داعش" من جانب آخر، في ريف الرقة الشمالي وريف بلدة عين بشمال غرب الرقة، بالتزامن مع قصف متبادل بين القوات والتنظيم، في محاولة من قوات سورية الديمقراطية تحقيق مزيد من التقدم والسيطرة على مزيد من المناطق للاقتراب أكثر نحو مدينة الرقة التي تعد معقل تنظيم "داعش" في سورية، وتتركّز الاشتباكات في منطقة خنيز ومحيط تل السمن ومحاور أخرى، فيما قصفت طائرات التحالف الدولي منطقة تل السمن ومناطق أخرى بريف الرقة، ما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى.
ارتفع إلى 5 هم سيدة و4 من أطفالها عدد الضحايا الذين قضوا جراء مجزرة نفذتها طائرات حربية بقصفها مناطق في مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي، وعدد القتلى مرشح للارتفاع لوجود أكثر من 10 جرحى بحالات خطرة، في حين قصفت طائرات حربية مناطق في بلدات كفرعويد وكنصفرة والبارة وسفوهن بجبل الزاوية، كذلك ألقى الطيران المروحي براميل متفجرة على مناطق في قرية بعربو بجبل شحشبو في ريف إدلب الجنوبي، كما قُتلت سيدة جراء قصف طائرات حربية لمناطق في قرية مرديخ بالقرب من بلدة سراقب بريف إدلب الشرقي، أيضاً استشهد طفل جراء قصف الطيران الحربي أماكن في مدينة معرة النعمان، فيما أصيبت طفلتان بجراح جراء استهداف الطيران الحربي مناطق في بلدة التمانعة بريف إدلب الجنوبي.
وقصفت طائرات حربية مناطق في بلدتي كفرناها وكفر حلب بريف حلب الغربي، كذلك قصفت طائرات حربية مناطق في قرية الكسيبة بريف حلب الجنوبي، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية، في حين انفجرت آلية مفخخة بالقرب من كراج مدينة اعزاز بريف حلب الشمالي الشرقي، ما أسفر عن سقوط جرحى ومعلومات عن شهداء. وتواصل الطائرات الحربية والمروحية قصفها المكثف بعشرات الضربات منذ صباح اليوم على مناطق في بلدات وقرى ريف حماة الشمالي، ما أسفر عن سقوط جرحى بالإضافة إلى أضرار مادية كبيرة في ممتلكات مواطنين.