القاهرة- مينا جرجس
طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس"أبو مازن"، بشد الرحال إلى القدس لمنع التوغل الإسرائيلي فيها، ودعم هويتها، وليس في ذلك تطبيعًا مع الاحتلال أو اعترافا بشرعيته، ولكن مقاطعة القدس هي التي تضيف للاحتلال، حيث إن زيارة السجين ليست تطبيعا مع السجان، فكيف يصمد الفلسطيني وسط المقاطعة، بحسب قوله.
وأكد خلال مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس، المنعقد بقاعة مؤتمرات الأزهر في مدينة نصر، أن المسيحيين والمسلمين من أهل القدس التحموا ضد إجراءات نيتنياهو بتركيب بوابات إلكترونية على المسجد الأقصى، قائلا "لا تتركونا وحدنا، ونتمنى منكم أن تزورونا، ولن نترك أرضنا، ولن نفعل حماقات 48 و67"، وأضاف أن المسلمين كانوا يصلون بالأقصى، والمسيحيون يصلون بجوارهم بالإنجيل، مشيرا إلى أن المقاومة الشعبية مستمرة، مضيفا أن جباه المصلين هي التي منعت تهويد القدس.
وقال الرئيس الفلسطيني إنهم سيذهبون إلى كل الخيارات للدفاع عن حقوقهم عدا الإرهاب والعنف، وسيعملون على إيجاد مرجعيات أكثر حيادا في الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدا عدم توقفهم عن الدفاع عن أرضهم والقدس وصولا لإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطين، موضحا أن فلسطين تاريخيا كان لهم فيها 96% من الأرض، وجاء قرار التقسيم الأول والثاني أعطاهم 43% من الأرض، واحتلت إسرائيل 23%، مطالبًا الآن بـ22% من أرض فلسطين التاريخية.
واستطرد: "لن نقبل بأي قرار حول القدس فهي عاصمتنا الأبدية، وهي عقيدة تسكن القلوب وحضارة تعاقبت عليها الأجيال منذ أكثر من 5 آلاف سنة، ولم ولن يولد فلسطيني أو عربي مسلم أو مسيحي يمكن أن يفرط في القدس أو فلسطين"، مؤكدا أنهم ما لم تتحرر القدس لن يتحقق سلام في المنطقة العربية أو العالم بأسره.
وقال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، "أنا مؤمن أن الكيان الصهيوني لم يلحق بنا الهزيمة منذ 1948 وإنما نحن الذين صنعنا هزيمتنا بأيدينا".
وأضاف في كلمته بالجلسة الافتتاحية لمؤتمر الأزهر لنصرة القدس، أن مؤتمر اليوم يختلف كثيرا عن سابقيه، لأنه ينعقد وسط أجواء صعبة، فقد بدأ العد التنازلي في تقسيم المنطقة وتعيين الكيان الصهيوني شرطيا عليها، فالأمر جلل وترداد الخطب لم يعد يناسب حجم المكر الذي نواجهه، معبرا عن تمنيه بالخروج بتوصيات منها التوعية بهذه القضية في أذهان ملايين تلاميذ العرب، فلا يوجد مقررات تشكل أذهان تلاميذنا تجاه القضية، ونفتقد هذا في مجال التعليم، وكذلك في المجال الإعلامي".
وأكد شيخ الأزهر، أن "الحديث عن القدس في إعلامنا ضعيف، وأقترح أيضا أن القرار الجائر للرئيس الأميركي يجب أن يقابل بتفكير عربي وإسلامي جديد يتمحور حول عروبة القدس وحرمة المقدسات الإسلامية والمسيحية، وعلينا أن لا نخجل مع التعامل مع قضية القدس من الجانب الديني، بينما كل أوراق الكيان الصهيوني دينية، كما أقترح أن يخصص هذا العام 2018 ليكون عاما للقدس الشريف تعريفا به ودعما للمقدسيين ونشاطا ثقافيا وإعلاميا متواصلا، وأقول للنخب إن الأمة مستهدفة".