كييف - جلال ياسين
أطلقت، اليوم الاثنين، صافرات الإنذار الخاصة بالغارات الجوية في جميع أنحاء أوكرانيا، وذلك بعد ساعات فقط من قيام روسيا بضربات صاروخية كثيفة، خلال الليل، على البلاد.وقال مدوِّنون عسكريون أوكرانيون إن التنبيهات الجوية قد تكون ناجمة عن إقلاع الصاروخ الروسي «كينجال»، الذي تفوق سرعته سرعة الصوت من موسكو، وفق ما نقلت وكالة «رويترز» للأنباء.
وقال مسؤولون اليوم الاثنين إن روسيا شنت موجة من الضربات الجوية بالطائرات والطائرات المسيَّرة والصواريخ على كييف ومدن أوكرانية أخرى، إذ تكثف موسكو هجماتها قبيل عطلة يوم النصر، الذي تحتفل فيه بهزيمة ألمانيا النازية في عام 1945.
وقالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية في تحديثها الصباحي بشأن الحرب إن ما يصل إلى 16 ضربة صاروخية استهدفت مدن خاركيف وخيرسون وميكولايف وأوديسا، بالإضافة إلى تعرض مواقع أوكرانية ومناطق مأهولة بالسكان لنحو 61 ضربة جوية و52 قذيفة صاروخية. وقال الجيش إن الدفاعات الجوية الأوكرانية دمرت جميع الطائرات المسيَّرة التي أطلقتها روسيا وعددها 35 طائرة من طراز «شاهد» إيرانية الصنع.
وأفاد رئيس بلدية كييف بأن خمسة أشخاص على الأقل أصيبوا في العاصمة الأوكرانية، كما لحقت أضرار بمستودع وقود وبسيارات وأبنية وبنية تحتية. وقال الجيش: «للأسف، سقط قتلى وجرحى من المدنيين وتهدمت مبان شاهقة ومنازل ولحقت أضرار بالبنية التحتية المدنية». واشتعل حريق في مستودع مواد غذائية بمدينة أوديسا المطلة على البحر الأسود.
وتأتي الهجمات الجديدة بينما تستعد موسكو لاستعراض يوم النصر غداً الثلاثاء، في مناسبة مهمة للرئيس فلاديمير بوتين الذي استحضر روح الانتصار السوفياتي على ألمانيا النازية، متهماً أوكرانيا بأنها في قبضة نوع جديد من الفاشية.
وتقول أوكرانيا وحلفاؤها إن الاتهام ذريعة لا أساس لها للغزو الروسي الذي انطلق في فبراير (شباط) 2022، وتسبب في أكبر صراع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية وأسفر عن مقتل الآلاف وإجبار الملايين على الفرار من البلاد. وقالت هانا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني في منشور على «تلغرام»: «يجب أن نكون دائماً مستعدين لغدر العدو وللدفاع». وقال الجنرال الأوكراني، الذي يقود الدفاع عن مدينة باخموت المحاصرة إن روسيا كثفت قصفها على أمل الاستيلاء عليها بحلول غد الثلاثاء، بعد أن تخلت مجموعة المرتزقة الروسية «فاغنر» على ما يبدو عن خطط الانسحاب منها.
وقال فيتالي كليتشكو رئيس بلدية كييف عبر «تلغرام» إن ثلاثة أشخاص أصيبوا جراء انفجار في منطقة سولوميانسكي بالمدينة وأصيب اثنان آخران عندما سقط حطام طائرة مسيرة على منطقة سفياتوشين. وتقع المنطقتان إلى الغرب من وسط العاصمة. وقالت الإدارة العسكرية في كييف إن حطام طائرة مسيرة سقط على مدرج في مطار جولياني، أحد مطاري الركاب بالعاصمة، مما أدى إلى طلب خدمات الطوارئ هناك رغم عدم وجود حريق. وأضافت أن حطام الطائرة المسيَّرة أصاب على ما يبدو مبنى من طابقين في منطقة شيفتشينكيفسكي بوسط المدينة، مما تسبب في أضرار. وقال شهود من «رويترز» إنهم سمعوا انفجارات عديدة في كييف، وقال مسؤولون محليون إن أنظمة الدفاع الجوي صدت الهجمات.
وأظهرت صور نشرها سيرهي براتشوك، المتحدث باسم الإدارة العسكرية في أوديسا، بعد ما قال إنه هجوم روسي، نيران مشتعلة في مبنى كبير قيل إنه مستودع مواد غذائية. وبعد إطلاق إنذارات من الضربات الجوية لساعات فيما يقرب من ثلثي الأراضي الأوكرانية، قالت وسائل الإعلام إن هناك دوي انفجارات في منطقة خيرسون في الجنوب وزابوريجيا جنوب شرقي البلاد.
وقال فلاديمير روجوف المسؤول الذي عينته روسيا في زابوريجيا، إن القوات الروسية قصفت مستودعاً وموقعاً للقوات الأوكرانية في مدينة أوريخيف الصغيرة. ولم يتسن لـ«رويترز» التحقق بشكل مستقل من التقرير.
ومن ناحية أخرى، قصفت القوات الروسية ثمانية مواقع في سومي بشمال شرقي أوكرانيا أمس الأحد، حسبما ذكرت الإدارة العسكرية الإقليمية في منشور على «فيسبوك». كما تم تكثيف الضربات في الأسبوعين الماضيين على أهداف روسية، خاصة في شبه جزيرة القرم. ولم تؤكد أوكرانيا مسؤوليتها عن أي من تلك الهجمات، لكنها تقول إن تدمير البنية التحتية للعدو هو تحضير لهجومها البري الذي طال انتظاره.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
صافرات الإنذار من الغارات الجوية تدوي في شمال أوكرانيا
صافرات الإنذار تدوي في كييف مع تناقل أنباء عن «وصول بايدن إلى أوكرانيا»