القاهره - مصر اليوم
رغم تأكيد السلطات التركية أنها تقوم بالتضييق على عناصر الإخوان المسلمين المصريين وبتوقيف أنشطتهم الإعلامية تمهيداً للتقارب مع مصر، إلا أن الأيام الماضية شهدت نشاطاً مكثفاً لعناصر الجماعة وأذرعها المسلحة وعناصر إرهابية أخرى تابعة لها.وتستضيف تركيا، وتحديداً مدينة اسطنبول، مؤتمراً يختتم فعالياته اليوم الاثنين تحت عنوان "شباب التغيير، عقد من النضال وخطوة للمستقبل"، شارك فيه عدد من قيادات جماعة الإخوان في مصر والعالم العربي وقيادات حركة "حسم"، الجناح المسلح لجماعة الإخوان بمصر. ويستهدف هذا المؤتمر، وفق كلمات المشاركين فيه، "إعادة إحياء" ثورات ما عرف بالربيع العربي وإعادة الشباب الهاربين لتركيا إلى بلدانهم مجدداً "للمشاركة في عملية التغيير وإزالة الأنظمة"، حسب تعبيرهم.
وناقش المؤتمر عدّة محاور، أهمّها "تقييم التجارب الثورية في بلدان الربيع العربي" و"حالة المزاج الشعبي تجاه التغيير والنخب"، و"سمات الجيل الشبابي الجديد وموقعه في معادلة التغيير"، و"فرص انبعاث مشروع الثورة والتغيير وأبرز التحديات"، و"المنطلقات الفكرية والسياسية والتنظيمية لعملية التجديد والانبعاث".وكان لافتاً مشاركة حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم في المؤتمر حيث قدم مصطفى شان، نائب رئيس الحزب، كلمة قال فيها إن "الشعوب تعيش تحت وطأة الحروب والمآسي والحروب الداخلية والإرهاب، ومن الممكن أن تعيش المنطقة بأكملها تغيراً جذرياً على يد الشباب".
وأضاف شان موجهاً حديثه للشباب المشاركين: "تركيا وطنكم، لكن لا بد أن تكون لدى الشباب خطة للعودة إلى بلدانهم"، وختم بالقول: "لا يمكنكم ترك وطنكم للآخرين، مكانكم هنا في قلوبنا وفوق رؤوسنا، لكن يجب ألا يبقى الحال هكذا، لا يمكنكم ترك بلادكم للأجانب والظلمة"، وفق تعبيره.من جهته، هدد رضا فهمي، وهو قيادي إخواني ورئيس مؤسسة "ميدان" ورئيس لجنة الأمن القومي السابق في البرلمان المصري، بإعادة "الحراك المسلح والثوري"، وفق وصفه. وقال إن المؤتمر في اسطنبول "يأتي في مرحلة خطيرة جداً، حيث ظنت الثورات المضادة في بعض الدول أنها أصبحت مسيطرة وأن التيار الثوري فقد كل أدواته".
ظهور محمد منتصر
ما كان مفاجئاً في مؤتمر اسطنبول هو مشاركة محمد منتصر، القيادي في "حركة حسم" الإخوانية، والذي توعد خلال كلمته بـ"التدخل للحلحلة والخلخلة وتحريك الوضع القائم" في الدول العربية وعلى رأسها مصر، مضيفاً أن "كل الثورات لها فرص أخرى للانبعاث".وقال منتصر، المدان بأحكام قضائية عديدة في مصر لتورطه في عمليات عنف وإرهاب واغتيالات: "لقد اخترنا عقد المؤتمر في هذه الفترة لنوصل رسالة أن الثورات لم تنته وأن هناك موجات أخرى ستكون فيها الغلبة للثورات".ما لم يكن معلناً من قبل لكن تكشف خلال المؤتمر وظهور محمد منتصر علناً هو استضافة تركيا لقيادات "حركة حسم" الإخوانية المدرجة على قوائم الإرهاب الأميركية على أراضيها وتوفير غطاء لهم للعمل من جديد من خلال مؤسسة "ميدان".
وتستهدف هذه المؤسسة تدريب الشباب على الاحتشاد في الميادين والعمل المسلح وتنفيذ التفجيرات واستهداف والأفراد والمنشآت خلال الحراكات الثورية. يتوافق ذلك مع ما تكشف من معلومات صاحبت عملية القبض على حسام سلام قيادي "حسم" الذي كان متوجهاً لتركيا قادماً من السودان قبل أسبوعين وتم القبض عليه في مطار الأقصر خلال هبوط طائرته اضطرارياً، حيث أكدت تلك المعلومات أن قيادي "حسم" كان متوجها لتركيا بتعليمات من قادة الجماعة المتواجدين هناك لإعادة إحياء "اللجان النوعية المسلحة" وإطلاقها للعمل من جديد.
انتخابات الجالية المصرية
ولم يكن "مؤتمر التغيير" الذي عقدته جماعة الإخوان على الأراضي التركية وناقشت فيه سبل تجديد وإطلاق العمل المسلح هو النشاط الوحيد الذي مارسته الجماعة على الأراضي التركية رغم مزاعم التضييق عليها، بل كان هناك نشاط آخر تواكب مع ذلك. فقد أجرت "جمعية الجالية المصرية بتركيا" أمس الأحد انتخابات لاختيار أعضاء مجلس إدارة جديد.وأسفرت الانتخابات عن فوز قائمة الإخواني عادل راشد برئاسة الرابطة ومعه الإخواني سيف الدين عبد الفتاح أستاذ العلوم السياسية ومستشار الرئيس المعزول محمد مرسي. أما المفاجأة فكانت في اسم آخر فاز ضمن القائمة وهو محمد الغزلاني المدرج على قوائم الإرهاب الأميركية لصلته بالقاعدة.وفي سبتمبر الماضي أعلنت وزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات على 5 أشخاص، هم 3 أتراك ومصريان اثنان، لصلاتهما بتنظيم القاعدة، وكان من بين المعاقبين مجدي سالم، وهو محامٍ مقيم في تركيا ولد في مصر، ويعتبر أحد الميسرين الأساسيين لمجموعة من أنشطة القاعدة في تركيا، حيث عمل كساعٍ مالي داخل شبكة القاعدة. كما كان ضمن المعاقبين محمد نصر الدين الغزلاني، وهو مصري يعمل خبيراً في تيسير تنظيم القاعدة وساع مالي أيضاً مقره تركيا.
وكشفت المعلومات أن غزلاني استخدم التحويلات النقدية لدعم القاعدة، وكذلك لتوفير الأموال وتحويلها لحسابات عائلات أعضاء القاعدة المسجونين. وغزلاني هو أحد الإرهابيين المحكوم عليهم بالإعدام في قضية أحداث كرداسة التي وقعت في العام 2013، ويبلغ من العمر 57 عاماً.
وهو المتهم الأول والرئيسي في القضية التي شهدت حرق قسم شرطة كرداسة وقتل ضباط على رأسهم اللواء نبيل فراج مساعد مدير أمن الجيزة عقب فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة. كما كان أحد المتورطين في قضية خان الخليلي في التسعينيات. وانضم لتنظيم "طلائع الفتح" مع محامي الجماعات الإرهابية مجدي سالم، وتم اعتقاله والحكم عليه بالسجن ثم أفرج عنه بعفو من الرئيس الراحل محمد مرسي.وكان يتولى تنفيذ تكليفات لخيرت الشاطر نائب المرشد العام لجماعة الإخوان بالتواصل والاتصال مع التكفيريين وعناصر الجماعات المتطرفة في سيناء. ورصدت الأجهزة الأمنية لقاءات بينه وبين قيادات إرهابية في سيناء. وعقب فض اعتصامي رابعة والنهضة ومشاركته في مذبحة كرداسة وتورطه في قتل ضباط وأفراد الشرطة، هرب إلى تركيا وعاقبته محكمة مصرية بعد ذلك بالإعدام شنقاً.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
مصر تكشف الاتهامات في قضية «التخابر مع تركيا»
تنظيم "الإخوان" يدخل "الموت السريري" ومعركة تكسير العظام مستمرة بين جبهتي لندن وأنقرة