القاهرة - أسماء سعد
كشّف أسامة عبد الخالق، سفير القاهرة في أديس أبابا، عن تصريحات كاشفة للأجندة التي يحملها الوفد المصري في اجتماعات الاتحاد الأفريقي، وعن استعدادات بلاده لرئاسة الإتحاد، العام المقبل، معبرًا عن حرص الرئاسة المصرية على تصفية أية نزاعات والجنوح نحو التنمية والأعمار في العلاقات المشتركة مع دول القارة السمراء عمومًا ووادي النيل خاصة.
وتكثف مصر من حضورها في قمة الإتحاد الأفريقي، والتي تنطلق اليوم في إثيوبيا، حيث يشارك رئيس الحكومة المصرية مصطفى مدبولي، نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، ووزير الخارجية سامح شكري، خلال فعاليات تستمر على مدار يومين.
والتقى عبد الخالق مندوب مصر الدائم لدى الاتحاد الأفريقي، الوفد الصحافي المرافق لرئيس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولي، لتغطية القمة الأفريقية الاستثنائية، وقال إن هناك قضايا بعينها تهتم مصر بطرحها ضمن إستراتيجيتها لرئاسة الاتحاد الأفريقي، التي ستبدأ اعتبارًا من 7 فبراير/ شباط المقبل، وبدأ التحضير لها منذ يناير/كانون الثاني الماضي، بتكليف وزير الخارجية وتحظى باهتمام بالغ من القيادة السياسية ، وعلى رأسها الأعمار والتنمية، خاصة بعد النزاعات التي عصفت بالقارة السمراء.
وأوضح أن القمة الأفريقية الحالية، هي الرابعة التي تعقد هذا العام وتركز على الإصلاح المؤسسي للاتحاد الأفريقي، وفى القلب منها إعادة هيكلة مفوضيته، التي تشمل الرئيس ونائبه وستة من المفوضين بحيث يصبح إجمالي عدد المفوضية ثمانية بدل عشرة، إضافة لإعادة توزيع الحقائب واستحداث منصب جديد غير منتخب يمثل مدير عام المفوضية، والذي يكلف بمهام التنسيق ومتابعة مهام عمل أعضائها، إلى جانب بحث الإصلاح المالي والإداري، وتحسين التوظيف وزيادة كفاءة الإنفاق ورفع مستويات الانضباط المالي والرقابة الداخلية والخارجية، وهى أدوات لتحسين الأداء الخاص بالمفوضية التي تعتبر في قلب عملية إدارة الاتحاد الأفريقي.
وأضاف أنه لا توجد على أجندة هذه القمة أي قضايا خلافية، وسيتم بحث مختلف الأوجه الفنية الخاصة بعملية الإصلاح بصورة متكاملة، إضافة إلى بحث مبادرة النيباد، والتي تعد مصر أحدى الدول المؤسسة لها وتعتبر الذراع التنموية للاتحاد الأفريقي، ومقرها في جنوب أفريقيا، وشدّد على أن مصر حريصة كل الحرص على دفع العمل الأفريقي المشترك إلى آفاق أوسع ، ومساهمتها المالية في هذه المنظمة، التي تصل حاليًا إلى 9,6% من ميزانية المنظمة تصب في الموضع الصحيح لتحقيق كفاءة الإنفاق وكفاءة المردود لما يحقق تطلعات الشعوب الأفريقية.
وتوقع الخبير بالشؤون الأفريقية، هاني رسلان، أن يكثف ممثلو مصر من إبراز تحركاتهم نحو العمق الأفريقي مؤخرًا، سيسيرون على خطى النهج المتبع منذ فترة بالعودة لأفريقيا بشكل عام ودول حوض النيل بشكل خاص، سيكون هناك تعميق للعلاقات وأطر التعاون والسعي نحو مزيد من التفاهم الدبلوماسي والأمني والاقتصادي، وتحديدًا مع السودان وإثيوبيا.
وأكد "يجب علينا إدراك صعوبة وتعقد بعض الملفات المشتركة، فقضية كسد النهضة تحتاج إلى كافة الفرص والمساحات الزمانية والتفاوضية، هي مسألة لن يحلها اجتماع هنا أو قمة هناك بسهولة مفرطة"، معولًا على حضور رئيس الحكومة ووزير الخارجية لبلورة سياسات مصر نحو القارة في الاجتماعات المرتقبة.
وقال رئيس لجنة الشؤون الأفريقية السابق بالبرلمان، حاتم باشات، أن تلك الاجتماعات يجب أن تستغلها مصر جيدًا، لطرح مواقفها، وتعزيز سياستها مؤخرا الرامية إلى التقارب مع الدول والعواصم الأفريقية، وأن تحسن من خلالها التمهيد للقمة التي ستترأسها العام المقبل.
وأضاف لـ"مصر اليوم"، "علينا أن نتأكد من صدق النوايا فيما يخص ملفات كسد النهضة، ونعزز الاتفاقات مع السودان بشأن مشاريع التنمية والربط العملاقة، أن نسعى إلى زيادة الاتفاقات التي تحقق استفادات متبادلة من الخامات والثروات التي تمتاز بها دول القارة السمراء.