الأمير تميم بن حمد

واصلت القوى السياسية المصرية هجومها على دولة قطر، في ظل تصاعد الاتهامات لها من بعض الدول بتمويلها التطرف ورعايتها العناصر المتطرفة، مؤكدين أن حديث الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مع الرئيس السيسي، مساء الجمعة، يؤكد أن هناك تنسيقًا مشتركًا بين الرئيسين لمواجهة التطرف. وأكد رئيس الهيئة البرلمانية لحزب "المصريين الأحرار"، ورئيس لجنة حقوق الإنسان في البرلمان، النائب علاء عابد، أن الاتصال الهاتفي الذي جرى بين الرئيس السيسي والرئيس ترامب، والذي شهد بحث آخر المستجدات في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة ما يتعلق بجهود مكافحة التطرف، يؤكد أن هناك تعاونًا وتنسيقًا على أعلى مستوى بين القاهرة وواشنطن، بشأن جميع القضايا الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها مكافحة ظاهرة التطرف، خاصة أن هناك اهتمامًا كبيرًا من الرئيس الأميركي برؤية الرئيس السيسي، بشأن مواجهة التطرف.

وقال عابد، في بيان له، السبت، إن اتفاقًا تم بين الرئيسين السيسي وترامب خلال الاتصال الهاتفي، على ضرورة مواصلة التصدى الحاسم للتطرف، وأهمية الوقوف معًا كجبهة واحدة قوية ضد الجماعات المتطرفة والمسلحة، والدول التي تمول التطرف وتدعمه، سواء ماديًا أو معنويًا، مؤكدين أنه من غير المقبول استمرار سياسة التدخل فى الشؤون الداخلية للدول عن طريق دعم جماعات التطرف في المنطقة، إضافة إلى تأكيد الرئيسين على عزم مصر والولايات المتحدة على مواصلة التنسيق والتشاور على أعلى المستويات، لضمان دفع جهود استعادة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، والقضاء على التطرف على نحو نهائي، ما يؤكد للرأي العام العربي والعالمي أن هناك إرادة قوية وتصميمًا من القاهرة وواشنطن على تخليص العالم والمنطقة من شرور ظاهرة التطرف، الذي بات يهدد الأمن والسلم الدوليين.

وأضاف عابد أنه، بعد اتخاذ عدد كبير من الدول قرار قطع العلاقات مع قطر، إثر ثبوت ارتكاب نظام الأمير تميم العديد من الجرائم المتطرفة داخل سورية وليبيا والعراق واليمن ومصر، إضافة إلى البيان المصري الخليجي بالتصدى للجماعات والتنظيمات المتطرفة، فإن كل ذلك يؤكد أن الأمير تميم يحفر قبره بيديه، على حد تعبيره.

ورحب نائب رئيس حزب "المؤتمر"، الدكتور حسين أبو العطا، بالبيان الذى أصدرته مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين، بشأن مواجهة تطرف قطر ونظامها، مطالبًا، في بيان صحافي، السبت، جميع دول العالم والمجتمع الدولي بجميع منظماته، الإقليمية والدولية، بتأييد البيان حتى يتم القضاء على نظام تميم المتطرف. وقال إن هذا البيان يمثل صفعة قوية وغير مسبوقة على وجه جماعة "الإخوان"، وجميع التنظيمات والجماعات المتطرفة التي خرجت من رحم هذه الجماعة، مطالبًا جامعة الدول العربية باتخاذ قرار عاجل بتجميد عضوية قطر داخل الجامعة، مشددًا على أن العالم كله أصبح على يقين تام أن دويلة قطر أصبحت دولة متطرفة، ويجب محاكمة نظامها أمام المحكمة الجنائية الدولية.

وأكد أبو العطا أن أيادي قطر وتميم أصبحت ملوثة بدماء الأبرياء، وأنه الشعب القطري الشقيق يجب عليه أن يقوم بدوره لإسقاطه فورًا، متوقعًا أن يتهاوى نظام الأمير تميم ويسقط قريبًا، خاصة بعد البيان المصري الخليجي. وقال رئيس لجنة الشؤون العربية في البرلمان، والنائب الأول لرئيس ائتلاف "دعم مصر"، اللواء سعد الجمال: "أيًا ما كانت طبيعة العلاقات السياسية ومساراتها ومحدداتها، فإن التقاليد العربية والأخلاق والروابط بين الشعوب العربية تظل ذات طابع متفرد، وتقوم العلاقات العربية - العربية على أسس تتميز بها منذ القدم، تحكمها مصالح شعوبها وخدمة أمتها العربية قبل كل شيء، وأساليب المراوغة السياسية التي اتبعها النظام القطري في السنوات الأخيرة، وارتمائه في أحضان كيانات ودول ومنظمات غير عربية، بل ولها أجندات تستهدف الأمن القومي العربي وتعمل على زعزعة الاستقرار داخل الوطن العربي، تثير التساؤل عن هوية ورؤية هذا النظام، ومدى حرصه على الأمة العربية وأمنها".

وأوضح أنه في ظل الازمة المستحكمة، التي فرضت نفسها على الواقع العربى خلال السنوات الأخيرة، وتمدد التنظيمات المتطرفة ودعوات التقسيم وتهديد أركان الدولة الوطنية في الأمة العربية، في أكثر من موضع، لم يكن خافيًا الدور القطري فيه، وتحركاتها وأموالها وتمويلها المريب لهذه الكيانات المتطرفة، مبينًا أن ردود الفعل القطرية تجاه الإجراءات العقابية التي صدرت أخيرًا، وتزعمتها مصر والسعودية والبحرين والإمارات، لا تنبئ عن تفهم حكام قطر لمعنى الرسائل التي أُرسلت، بل تشير إلى تعنت وعناد ولجوء إلى بعض القوى الإقليمية المشبوهة، قائلاً: "لكننا  ننبه من محاولة العبث بالأمن القومي العربي، وإذا كان الشعب القطري من حقه أن يتطلع إلى علاقات أخوية سوية مع أشقائه العرب، فلا يجب حرمانه من هذا الحق".

وأشار عضو مجلس النواب، مصطفى بكري، إلى أن الموقف الأميركي يشكل نقطة تحول في إطار مواجهة الدول الداعمة للتطرف ماديًا، وفي مقدمتها قطر، مضيفًا أن حديث الرئيس ترامب وتوجيه الاتهام المباشر إلى قطر بدعمها التطرف، مبني على معلومات توصلت إليها الأجهزة الاستخباراتية. وأضاف بكري أن المرحلة المقبلة سيكون فيها تصعيد ضد قطر، التي لا تريد أن تعترف أو توقف تمويلها للمتطرفين، قائلاً "بعد هذا الاتهام الأميركي يتوجب على مجلس الأمن سرعة النظر في الشكوى المصرية التي اتهمت قطر بتمويل التنظيمات المتطرفة في العراق بمليار دولار، بخلاف الاتهامات والأدلة التي قدمتها القيادة الليبية إلى المحكمة الجنائية الدولية، متهمة قطر بدعم العناصر المتطرفة بالسلاح والمال".