قصف جوي مكثف يطال منطقة ريف حلب الجنوبي بالتزامن مع عملية "غصن الزيتون"

لا تزال العمليات القتالية متواصلة في منطقة عفرين بالقطاع الشمالي الغربي من ريف حلب، حيث استهدفت عمليات القصف المدفعي مجددًا مناطق في مدينة عفرين، ما تسبب بمزيد من الأضرار المادية، بالتزامن مع قصف طال مناطق أخرى في ريف عفرين، وسط اشتباكات متواصلة بعنف بين الفصائل المقاتلة والإسلامية والقوات التركية من جانب، ووحدات حماية الشعب الكردي وقوات الدفاع الذاتي من جانب آخر، على محاور في محيط منطقة شيخ خورز ومحاور أخرى في ريفي عفرين الشمالي والشمالي الشرقي.

وبالتزامن مع اشتباكات تشهدها محاور في ناحية جنديرس بريف عفرين الجنوبي الغربي، في محاولة من القوات التركية تحقيق مزيدا من التقدم في أعقاب تمكنها من فرض سيطرتها على بلدة و24 قرية أي ما يعادل نحو 7% من مجموع قرى عفرين، إذ سيطرت على بلدة بلبلة وعلى 23 قرية أخرى هي:: ((قسطل جندو – جبل برصايا وديكمداش في ناحية شرا بريف عفرين الشمالي الشرقي، وقرى شنكال، بكة، عليكار، زعرة، بالية، قورنة، بلبلة، عبودان في ناحية بلبلة بريف عفرين الشمالي، وأدمانلي وعلي بسكة وبليلكا في ناحية راجو بريف عفرين الجنوبي الغربي، وكانيه، خليلا، عمرا، معمل أوشاغي في ناحية الشيخ حديد بغرب عفرين، وقرى حمام وملا خليل ودير بلوط وحج اسكندر ومحمدية وآشكا بناحية جنديرس في ريف عفرين الجنوبي الغربي.

ووثّق المرصد السوري استمرار أعداد الخسائر البشرية في الارتفاع، نتيجة القتال المستمر والمتواصل بين طرفي الاشتباك من القوات الكردية من جهة، وقوات عملية "غصن الزيتون" من جهة أخرى، حيث ارتفع إلى 163 من المقاتلين من وحدات حماية الشعب الكردي وقوات الدفاع الذاتي ممن قضوا في هذه الاشتباكات خلال 24 يومًا متواصلة من العمليات العسكرية، فيما ارتفع إلى 211 عدد عناصر قوات عملية "غصن الزيتون" ممن قضوا وقتلوا في هذه الاشتباكات، بينهم 34 قتيلًا من جنود القوات التركية بينهم طياران اثنان، فيما البقية من مقاتلي الفصائل المقاتلة والإسلامية.

وأصيب العشرات من عناصر الطرفين بجراح متفاوتة الخطورة، ما يرشح عددهم للارتفاع بشكل أكبر، من ضمنهم 208 على الأقل قضوا وقتلوا منذ بدء تحول المعارك لصالح الوحدات الكردية في من كانون الثاني/ يناير الماضي، هم 25 على الأقل من جنود القوات التركية، فيما قضى 115 على الأقل من مقاتلي الفصائل المقاتلة والإسلامية السورية المشاركة في عملية "غصن الزيتون"، في حين قُضى 73 على الأقل من وحدات حماية الشعب الكردي في العمليات والاشتباكات التي شهدها الأسبوعان الأخيران في منطقة عفرين، كذلك ارتفع إلى 77 بينهم 21 طفلًا و15 مواطنة، عدد القتلى الذين وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتلهم من المواطنين الكرد والعرب والأرمن، منذ بدء القصف التركي على عفرين في الـ 20 من كانون الثاني / يناير الماضي من العام الجاري 2018، كما أصيب عشرات المدنيين بجراح متفاوتة الخطورة، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية.

وفي حماة تعرضت مناطق في بلدة اللطامنة لعمليات قصف متجددة من قبل قوات النظام، بالقذائف المدفعية والصاروخية، ما تسبب بوقوع أضرار مادية، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية، حيث طال قصف بعشرات القذائف البلدة منذ صباح اليوم، ونشر المرصد السوري لحقوق الإنسان صباح اليوم، الأربعاء، أنه قصفت الطائرات الحربية صباح اليوم مناطق في ريف حماه الشمالي، حيث رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان تنفيذ الطائرات الحربية عدة غارات على مناطق في محيط قرية الصياد وبلدات اللطامنة ومورك وكفرزيتا في ريف حماة الشمالي، ومناطق أخرى في قرية لطمين، ولم ترد أنباء عن خسائر بشرية، ونشر المرصد السوري الثلاثاء، أنه نفذت الطائرات الحربية غارات استهدفت مناطق في بلدة اللطامنة، في الريف الشمالي لحماة، ما تسبب بأضرار مادية، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية، فيما شهدت مناطق في بلدة اللطامنة والمزارع والأراضي المحيطة بها، والواقعة في الريف الشمالي لحماة، عمليات قصف مكثفة من قبل قوات الحكومة منذ صباح اليوم، والتي استهدفت المدينة بأكثر من 43 قذيفة صاروخية ومدفعية، تسبب بإيقاع أضرار مادية في ممتلكات مواطنين، وفي البنية التحتية للبلدة، فيما لم ترد معلومات عن خسائر بشرية إلى الآن، في البلدة التي شهدت خلال الأسابيع والأشهر والسنوات الماضية عمليات قصف بآلاف القذائف والصواريخ التي يعتقد أنها من نوع أرض – أرض والبراميل المتفجرة وغارات الطائرات الحربية، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية.

وسُمع دوي انفجار عنيف على الطريق الواصل بين بلدتي زمرين وأم العوسج في ريف درعا، تبيّن أنه ناجم عن انفجار عبوة ناسفة بسيارة تابعة لجيش الأبابيل، ما أسفر عن استشهاد طفل تصادف وجوده أثناء الانفجار، وإصابة عدة مقاتلين من جيش الأبابيل بجراح.

46 قضوا الثلاثاء، بينهم 4 من عناصر قوات الحكومة والمسلحين الموالين لها، و15 شخصًا معظم مقاتلون قضوا في عمليات اغتيال طالتهم بريف إدلب، وارتفع إلى 8 عدد الذين انضموا يوم الثلاثاء، والاثنين إلى قافلة ضحايا الثورة السورية.

وفي محافظة ريف دمشق قُتل 5 مواطنين هم 6 مواطنين بينهم مواطنة وطفل قضوا جراء استهداف قوات الحكومة مناطق في مدينة دوما بـ 3صواريخ يرجح أنها من نوع أرض – أرض، ورجل قُتل متأثرًا بإصابته في قصف للطائرات الحربية على مناطق في مدينة عربين.

وفي محافظة إدلب عثر على جثماني رجلين اثنين على الطريق الواصل بين بلدتي معصران وبابيلا، ولم ترد معلومات عن أسباب وظروف مقتلهما حتى اللحظة، وفي محافظة حمص قُتل رجل جراء إطلاق النار عليه من قبل مجهولين في مدينة الرستن في الريف الشمالي لحمص.

في حين رصد المرصد السوري الثلاثاء، استهداف تجمع لمقاتلي "تحرير الشام" عند مخفر لهم في بلدة معرة مصرين، ما تسبب بقتل 9 عناصر على الأقل وإصابة آخرين بجراح خطرة، بينما قضى عنصران اثنان من القوة التنفيذية جراء استهداف مسلحين مجهولين بنيران رشاشاتهم حاجزًا للقوة التنفيذية في منطقة أريحا، كما قتلت عبوة ناسفة مزروعة بدراجة نارية، استهدفت سيارة، مواطنة ومقاتلين اثنين كانا يستقلان سيارة قرب اتستراد دمشق – حلب في مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي، في حين انفجرت عبوة ناسفة أخرى بسيارة على طريق أريحا – المسطومة جنوب إدلب، قضى على إثرها قيادي محلي في هيئة تحرير الشام.

كما وثق المرصد ارتفاع أعداد الخسائر البشرية إلى 159 من المقاتلين من وحدات حماية الشعب الكردي وقوات الدفاع الذاتي ممن قضوا في هذه الاشتباكات خلال 24 يومًا متواصلة من العمليات العسكرية، فيما ارتفع إلى 202 عدد عناصر قوات عملية "غصن الزيتون" ممن قضوا وقتلوا في هذه الاشتباكات، بينهم 29 قتيلًا من جنود القوات التركية بينهم طياران اثنان، فيما البقية من مقاتلي الفصائل المقاتلة والإسلامية و4 من عناصر قوات الحكومة والمسلحين الموالين لها جراء إصابتهم في قصف واشتباكات مع تنظيم "داعش" والفصائل.

ولقى ما لا يقل عن 3 مقاتلين من تنظيم "داعش" والفصائل من جنسيات غير سورية مقتلهم، وذلك في اشتباكات وقصف من الطائرات الحربية والمروحية وقصف على مناطق وجودهم.

وعلم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مواطنًا فارق الحياة متأثرًا بمرضه في غوطة دمشق المحاصرة، وفي التفاصيل التي حصل عليها المرصد السوري فإن المواطن فارق الحياة، جراء تردي حالته الصحية، حيث أصيب منذ نحو 8 أشهر بمرض السل، فيما تسبب الحصار ومنع دخول الدواء وانعدامه مع العلاج في الغوطة الشرقية، في تزايد سوء وضعه الصحي لحين مفارقته الحياة اليوم، وكان رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان وفاة طفلتين اثنتين يوم الأربعاء الـ 31 من كانون الثاني / يناير من العام الجاري 2017، إحداهما متأثرة بحالتها الصحية المتردية، حيث أن الطفلة البالغة من العمر عام ونصف العام والتي تقطن بلدة جسرين، كانت بمصابة بمرض السرطان، وتوقف تزويدها بجرعات الدواء، نتيجة لفقدانها في الغوطة الشرقية، بسبب الحصار الخانق المفروض على غوطة دمشق الشرقية من قبل الحكومة وحلفائها، بينما فارقت الطفلة الثانية الحياة نتيجة لتردي حالتها الصحية في بلدة حزة التي نزحت إليها قادمة من منطقة المرج في الغوطة الشرقية، حيث أصيبت الفتاة بحالة برد شديد زاد من سوء حالتها الصحية الناجمة عن قلة الأغذية والأدوية، ما تسبب بمفارقتها للحياة، ليشتعل استياء الأهالي مجددًا من تعامي المجتمع الدولي والجهات الفاعلة عن تقديم مساعدات أو نقل من تبقى من المصابين والمرضى إلى خارج الغوطة لتلقي العلاج.

المصادر الموثوقة كانت أكدت للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن غالبية المواطنين في الغوطة الشرقية، يعانون من نقص المواد اللازمة للتدفئة، حيث أن المحروقات لم تدخل منذ نحو 5 أعوام سوى عبر مهربين، كما أن اعتماد الأهالي على الحطب والأخشاب والمواد المتوفرة في الغوطة الشرقية، قلل كميتها بشكل كبير كما تزايدت أسعارها وأسعار المتوفر من المحروقات بشكل كبير، بشكل عكسي مع قدرة المواطن الشرائية، الأمر الذي تسبب بتردي كثير من الحالات المرضية نتيجة البرد، في حين يشار إلى أن المرصد السوري تمكن عبر نشطائه، وبالاستعانة بمصادر طبية في غوطة دمشق الشرقية، من إحصاء أكثر من 720 حالة مرضية بينها عشرات الأطفال والمواطنات، تحتاج لإخلاء فوري، هذا الإخلاء الذي تأتي في كل مرة سيارات الهلال الأحمر والوفود الأممية المرافقة للمساعدات الإنسانية الداخلة إلى الغوطة الشرقية، وتدير ظهرها لهم، وكأنها أنجزت مهمتها، الأمر الذي أثار سخط المرضى وذويهم.

وأكدت المصادر الطبية للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن الأمراض تتنوع في طبيعتها، ومستوى تقدمها ومدى توزعها وصعوبة معالجتها، فهناك أكثر من 500 حالة لمصابين بمرض السرطان، من ضمنهم أكثر من 100 حالة تحتاج لإخراج فوري ومباشر، نتيجة ترديها بشكل كبير، كذلك يتواجد 59 حالة تضاف للحالات الـ 500، هي لمرضى يُعتقد أنهم مصابون بالسرطان، حيث لم يتمكن القائمون على المركز المتخصص في تشخيص ومعالجة السرطان بالغوطة الشرقية، من تحديد وتشخيص حالتهم، لعدم وجود المواد اللازمة، وتوقف المخبر عن العمل لهذه الأسباب، كما أن هناك أكثر من 30 حالة لمصابين بمرض السل المعدي، إضافة لنحو 25 حالة فشل كلوي، ونحو 70 حالة بين نقص المناعة والتلاسيميا والسكري وأمراض أخرىن كما كان نشر المرصد السوري في وقت سابق أن هذه الأوضاع الصحية الكارثية، جاءت أيضًا إلى جانب الحصار القاتل، نتيجة تلاعب من تجار أطلق عليهم أهالي الغوطة الشرقية، بـ "تجار الأزمة"، ممن استغلوا حاجة المواطنين، ومفارقات ارتفاع وهبوط أسعار العملات الصعبة، لفرض أسعار اعتبرت بعضها خيالية للمواد الغذائية، ومن ضمنها المواد الأساسية.

ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان قائمة أسعار مواد أساسية من ضمن الاحتياجات الرئيسية لأي منزل، حيث بلغت سعر ربطة الخبز الواحدة نحو 1900 ليرة سورية أي ما يعادل 5 دولارات أميركية، فيما بلغ سعر السكر 2400 ليرة أي ما يعادل 6 دولارات، فيما وصل سعر الأرز إلى 2600 ليرة، وسعر البرغل إلى 2400 ليرة، وسعر القمح 1600 ليرة، بينما بلغ سعر الكيلوغرام الواحد من الطحين، 3000 ليرة سورية، ووصل الملح لسعر مماثل لسعر الطحين، بينما وصل سعر الزيوت النباتية إلى 3500 ليرة، في حين بلغ سعر زيت الزيتون ضعفي سعر الزيت النباتي.

هذا كله جاء مع انعدام لمادة الغاز المنزلي، بينما تتواجد المحروقات من بنزين ومازوت بأسعار مرتفعة، إذ بلغ سعر ليتر البنزين 8 آلاف ليرة سورية، أي ما يعادل 21 دولارًا، فيما بلغ سعر المازوت 5 آلاف ليرة، في حين ظهرت نتيجة قلة مواد التدفئة، عملية بيع حطب للتدفئة، والذي بلغ الكيلوغرام الواحد منها 400 ليرة سورية، كما أكدت مصادر للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن بعض التجار يتمكنون من إدخال مواد غذائية، بين الفترة والأخرى، عبر حواجز الحكومة، إلا أنه يجرى دفع أتاوة ورشاوى للحاجز، بمعدل 3 آلاف ليرة سورية للكيلوغرام الواحد، فيما وصل تردي الوضع المادي والغذائي ببعض المواطنين، إلى بيع أراضيهم لأشخاص متواجدين خارج الغوطة الشرقية، مقابل إرسال أموال إليهم ليتمكنوا من العيش، بينما يعمد البعض الآخر لبيع منزله، فيما يلجأ البعض الآخر إلى المطابخ التابعة لفصائل الغوطة الشرقية، للحصول على وجبات طعام، بينما يعتمد القسم المتبقي على مساعدات المنظمات الإغاثية العاملة في الغوطة الشرقية

 وتعرضت مناطق في بلدة حربنفسه في الرف الجنوبي لحماة، لقصف من قوات الحكومة، ما تسبب بوقوع أضرار مادية، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية، في حين سمع دوي انفجارات في منطقة السطحيات، ناجم عن سقوط قذائف على مناطق في قرية قبة الكردي، ما تسبب بأضرار مادية، دون أنباء عن إصابات، كذلك جددت الطائرات الحربية استهدفها لمناطق في بلدة اللطامنة، الواقعة في الريف الشمالي لحماة، بعد قصفها بعشرات القذائف، ما تسبب بأضرار مادية، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية.

ودارت اشتباكات بين الفصائل المقاتلة والإسلامية من جهة، وقوات الحكومة والمسلحين الموالين لها من جهة أخرى، على محاور في محيط منطقتي سليم والحمرات، في الريف الشمالي لحمص، وسط استهدافات متبادلة بين الطرفين، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية.