القاهرة-أحمد عبدالله
أبدى عدد من الشخصيات الدبلوماسية البارزة رأيها وتقييمها لزيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى السودان، وأوضحوا خلال تصريحات خاصة لـ"مصر اليوم" الفوائد المرجوة من وراء الزيارة ودلالات توقيتها، وما يمكن البناء عليه مستقبلا في ضوء التقارب المتعاظم بين القاهرة والخرطوم.
قال مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير حسين هريدي، إن اجتماعات اللجنة العليا المشتركة برئاسة الرئيسين السيسي و عمر البشير، أهميتها الكبرى متمثلة في حفاظها على العلاقات المشتركة وتأمينها ضد التربص الخارجي من قوى إقليمية معينة، مشددا على ضرورة التطرق لملفات الجوار الطارئة، وتحديدا ذات البعد الجغرافي وما يتعلق بالمشاريع التنموية العملاقة.
وأضاف في تصريحات خاصة أن هناك مردودا إيجابيا للغاية من وراء الزيارات المماثلة، وهو إضفاء الدفء على العلاقات بين الشعبين، أو ما نطلق عليهم "سكان وادي النيل"، فنحن في أمس الاحتياج إلى فرص حقيقية للتعاون مع الأشقاء، نريد أن يدفع كلانا ملفات الزراعة، والنقل، والاستثمار المشترك، وهو ما يعود بالرخاء فورا على مواطني القاهرة والخرطوم.
وعدّد مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير رخا أحمد حسن، مزايا التقارب بين القاهرة والخرطوم، وقال إنه يفيد بشدة على الصعيد الاقتصادي والتجاري والأمني، وينشط الحديث عن مشاريع الربط البري والبحري، بما يفعل تنفيذ المشاريع العديدة للتكامل بين البلدين.
وأضاف في تصريحات خاصة أن الأمن المائي ضمن أحد أهم الملفات التي سيدفعها المباحثات المشتركة، لارتباطها باتجاهات التنمية في مجالات الزراعة والثروة الحيوانية، كما أن الأمن القومي المرتبط بكلا البلدين مع ليبيا سيكون مجال لبحث التعاون المشترك، وكبح جماح الجماعات المتطرفة وميليشيات تهريب السلاح.
وصف نائب رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية د.صلاح حليمة، لقاء السيسي والبشير بأنه "امتداد" للتعاظم والتنامي في شكل العلاقات الإيجابية بين مصر والسودان، معولا على الاجتماعات لتحقيق مجموعة استفادات مهمة، أولها تفعيل البنود الرئيسية في الوثيقة الاستراتيجية الموقعة في أكتوبر 2016.
وأضاف حليمة في تصريحات صحافية عنه، أن أهمية الزيارة تكمن أيضا في سياق حدوثها في ظل ظروف دولية وإقليمية دقيقة تستوجب التعاون وعلاقات حسن الجوار، والاستقرار على محاور التنمية في البنية التحتية، وإنشاء سكة حديد تربط بين البلدين، بالإضافة إلى مشروع الربط الكهربائي.
وتابع: "وفي ما يخص ملف الأمن والاستقرار فإنه من الجيد التطرق للأمن في منطقة القرن الأفريقي وملف الأمن المائي باعتبار أن مسألة سد النهضة مرتبطة بهذا الملف، بالإضافة إلأى ملف الأمن في البحر الأحمر بصفة عامة".
واختتم بتوضيحه أن مصر ستتولى رئاسة الاتحاد الأفريقي 2019، ومن هنا يتجلى تنامي الدور المصري بما يقوي موقفها في ما يخص تطورات سد النهضة والتعاون بين مصر والسودان وإثيوبيا، وبخاصة مع الروح الإيجابية السائدة منذ الاتفاق على المبادئ 2015.
وعقد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي القمة المشتركة مع نظيره السوداني عمر البشير، وتطرق السيسي في خطابه إلى جوانب تجارية وصناعية، وأكد أنه حريص على التلاحم مع الخرطوم على كل المستويات الحكومية الرسمية والشعبية.
وعقد الرئيس السيسي ونظيره السوداني قمة مشتركة أعقبها جلسة مباحثات واسعة ضمت وفدي البلدين، تناولت العديد من الملفات المتعلقة بالتعاون المشترك وسبل تعزيز العلاقات الثنائية بما يسهم في تحقيق مصالح البلدين الشقيقين وشعبي وادي النيل.
ووقّع الرئيس عبدالفتاح السيسي والرئيس السوداني عمر البشير البيان الختامي للجنة العليا الرئاسية المشتركة، كما شهد الرئيسان مراسم التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم والاتفاقيات في الجوانب التجارية والصحية والصناعية والثقافية والسياسية وكل جوانب التعاون الثنائي.
وأشاد الرئيس عبدالفتاح السيسي، بحفاوة الاستقبال فور وصوله إلى السودان، مؤكدا أنها تعكس عمق العلاقة بين مصر والسودان على مدار التاريخ وتميزها بالقوة والصلابة.