القاهرة - أسماء سعد
تعم حالة من التفاؤل الملحوظ بسبب زيادة نسبة الحجوزات السياحية إلى القاهرة ، حيث رصدت وكالات عالمية متخصصة زيادة في أعداد الحجوزات وتوافد السائحين إلى مصر، وقالت أن ذلك يمهد لاستعادة مصر عصر نشاطها السياحي الذهبي في عام 2010 , حيث بلغ عدد الزائرين في هذا العام نحو 14 مليون سائح , مقارنة بـ 8 ملايين فقط في عام 2017-2018 .
وأوضحت تقارير موثقة أن الحجوزات السياحية إلى مصر شهدت زيادة تقدر بـ 134%، وهي قفزة هائلة للغاية، وأن استرداد السياحة عافيتها في مصر، ينعكس بالإيجاب على حال السياحة في عموم القارة الأفريقية، ونمو القطاع الذي يرتبط بمعاييرعدة، وأنه بالفعل قد شهد تحسن في دول أفريقية أخرى، تسير على نهج مصر.
وأضافت التقارير أنه من بين الدول الأفريقية التي تشهد تحسنًا في قطاع السياحة , كينيا وجنوب أفريقيا والتي سجلت كل منهما زيادة بنسبة 60% في الحجوزات السياحية، إلى جانب المغرب (بزيادة 50%) , وأوضح الخبير في القطاع السياحي مجدي صادق عضو غرفة شركات السياحة، أن ارتفاع تلك المؤشرات ليس من قبيل الصدفة، وإنما وراءه مجهود ممنهج ومنظم من جانب الدولة المصرية، التي أصرت أخيرًا على تلبية احتياجات عدة يفتقدها القطاع السياحي بشدة، إلى جانب حالة الاستقرار الأمني والسياحي التي تعد حجز الزاوية في نجاح القطاع السياحي المصري.
وتابع " هناك جهود موازية مبذولة من أكثر من جهة في الدولة، لحسن استقبال السياح في مواسم معينة، سواء في الشتاء أو الصيف، ووضع البرامج الجديدة وتحديث الكتالوجات الخاصة بالسياح، والاهتمام بالأمور اللوجستية كحجوزات الفنادق و أتوبيسات نقل السائحين الكبرى، وهي كلها أمور تتضافر مع بعضها، لإتمام عملية زيادة السياح، هو ما يساعد عليه أيضًا على أي تحسن تشهده البنية التحتية والتشريعية والصناعية ".
وأختتم " بأن السياحة الأفريقية في ازدياد ملحوظ على مصر، و جنسيات أخرى أيضًا، لاسيما الأوروبية، وأبرزها الإيطالية، التي بدأت تستعيد سيرتها الأولى في التواجد في مصر، بخلاف الحج المسيحي لمصر" , وأعرب إلهامي الزيات رئيس اتحاد الغرف السياحية الأسبق، عن سعادته بوجود أرقام إيجابية متعلقة بالسياحة المصرية، التي قال أنها عاشت أوقاتًا صعبة للغاية، لكنها بدأت في العودة كما كانت، مشيرًا أن البلاد وضعت عوامل جذب خاصة للسائح الأفريقي، حيث ركزت على مايرتبط بهويته، والفعاليات الكرنفالية الخاصة به، وتحديد المقاصد التي بإمكانها أن تنال إعجابه.
وتابع أنه رغم غياب أحد أهم السائحين المعتادين "الروسي"، إلا أن جنسيات أخرى عديدة تعوضه، أمثال البلجيكي والألماني والأوكراني، مع قفزة في أعداد السائحين الأفارقة إلى القاهرة , وفسر الزيات اقتراب المعدلات السياحية إلى ما كانت عليه قبل عام 2010، إلى الاعتماد على تنويع الوجهات السياحية في مصر، وهي استراتيجية وصفها بالممتازة، حيث قال أن هناك السياحة الساحلية في المدن التي تملك شواطئ خلابة وتجذب جنسيات تعاني الحر الشديد في بلادها، بالإضافة إلى السياحة الدينية، وأيضًا الثقافية والأخيرة استطاعت اجتذاب الفرنسيين على وجه الخصوص، مشيرًا أنه يتوقع زيادة أعداد السائحين في مصر طرديًا مع تحسين صورة البلاد في الخارج.
وكانت تصريحات متفائلة ربطت فيها وزيرة السياحة المصرية رانيا المشاط، عوائد القطاع السياحي بالموازنة العامة للدولة، حيث قال أن الوافدين إلى البلاد بإمكانهم إنعاش اقتصادها بنسبة 15% من الناتج المحلي الإجمالي، بعدما زاد عددهم لقرابة الـ 40% على أساس سنوي في نهاية سبتمبر/ أيلول المنقضي، متوقعة ان تصل أعداد السائحين إلى العشرة ملايين للمرة الاولى من 6 سنوات.
وذكرت المشاط في تصريحات صحافية لها " في 2017 بلغنا نحو 7.5 مليون (زائر) , منذ بداية 2018، وهي معدلات رائعة، وبها منحنى ملموس للنمو، مؤكدة على أن السياحة باتت أسرع القطاعات نموًا في البلاد ".