الحرب في غزة

أكد وزير الخارجية الصيني وانغ يي اليوم (الثلاثاء) حصول اتفاق بين 14 فصيلاً فلسطينياً لتشكيل «حكومة مصالحة وطنية مؤقتة» لإدارة غزة بعد الحرب. بدوره، أعلن القيادي في حركة «حماس» موسى أبو مرزوق، أنها وقعت مع حركة «فتح» وفصائل أخرى، اتفاقية «للوحدة الوطنية» في ختام لقاء استضافته العاصمة الصينية.
وقال أبو مرزوق: «اليوم نوقع اتفاقية للوحدة الوطنية، نقول إن الطريق من أجل استكمال هذا المشوار هو الوحدة الوطنية».
وأضاف: «نحن نتمسك بالوحدة الوطنية وندعو لها».

ويأتي هذا الاتفاق في خضم الحرب المتواصلة منذ أكثر من تسعة أشهر بين إسرائيل وحركة «حماس» في قطاع غزة.
واندلعت الحرب إثر هجوم غير مسبوق شنّته الحركة على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول).
وخطف خلال الهجوم 251 شخصاً لا يزال 116 منهم محتجزين في غزة. ويقول الجيش الإسرائيلي إن 44 من هؤلاء قتلوا.

وتوعدت إسرائيل بـ«القضاء» على الحركة الفلسطينية، وتشنّ منذ ذلك الحين حملة عسكرية أدت إلى مقتل أكثر من 39 ألف شخص غالبيتهم من المدنيين، وفق وزارة الصحة التابعة لـ«حماس».
وتسببت الحرب بأزمة إنسانية حادة، ووضعت القطاع وسكانه الذين يتجاوز عددهم مليوني نسمة، على شفير المجاعة، وفق منظمات إنسانية دولية.
من جهته، شدد وانغ يي على أن الاتفاق يتطرق إلى «إدارة غزة بعد الحرب»، وهي إحدى النقاط التي يدور النقاش بشأنها من أطراف مختلفة منذ أشهر.

وقال وانغ خلال توقيع «إعلان بكين» من جانب الفصائل في بكين: «أهم نقطة هي الاتفاق على تشكيل حكومة مصالحة وطنية مؤقتة حول إدارة غزة بعد الحرب».
وشدد على أن «المصالحة هي شأن داخلي بالنسبة للفصائل الفلسطينية، لكن في الوقت عينه، لا يمكن أن تتحقق من دون دعم المجتمع الدولي».

فقد أوضح المتحدث باسم حركة فتح والمسؤول بمفوضية التعبئة عبدالفتاح دولة، أن الحركة تريد فعلاً طي صفحة الانقسام السوداء من تاريخ فلسطين.
وأضاف في مداخلة إعلامية اليوم الثلاثاء، أن الانقسام الفلسطيني لم ينته بعد لكن الفصائل تسير بخطوات جدية.
كما شدد على أن الأولوية الآن لوقف الحرب في غزة، ومن ثم مناقشة اليوم التالي.

وكشف أن هناك تبايناً في الآراء مع مع حماس بشأن قرارات الشرعية الدولية، لافتا إلى أن حركة فتح تتفق مع حماس على الأطر العامة للقرارات الدولية، إلا أنها تختلف معها بالصياغة.
أتى هذا بعدما اعتبر أسامة القواسي المتحدث باسم حركة فتح في مداخلة مع "العربية" اليوم الثلاثاء، أن حركة حماس نضجت بتفكيرها تجاه الوحدة الفلسطينية.
وأعلن أن الفصائل توافقت على تشكيل حكومة تشمل الضفة الغربية وقطاع غزة.
وأكد أن هناك تفاؤلاً حذراً بعد توقيع الاتفاقية في الصين، مشدداً على أن الظروف اليوم مركزة على الضغط لوقف الحرب في القطاع المحاصر.

واجتمعت الفصائل الفلسطينية وأجرت حوارا للمصالحة في العاصمة الصينية في الفترة من 21 وحتى 23 يوليو/تموز، وفقاً للتلفزيون الصيني المركزي. وأكد التلفزيون أن الحركتين وقّعتا "إعلان بكين" بشأن حوار المصالحة.
كما أضاف في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي أن قادة حركتي فتح وحماس الفلسطينيتين سيلتقون مع ممثلي وسائل الإعلام في بكين اليوم الثلاثاء بحضور وزير الخارجية الصيني وانغ يي.
وكشف أن 14 فصيلا فلسطينيا في المجمل سيحضرون اللقاء.
 
وسيطرت «حماس» على غزة في 2007 بعد اشتباكات مع حركة «فتح» التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، انتهت بطرد هذه الأخيرة من القطاع الذي تحاصره إسرائيل منذ ذلك الحين. وبدأت الأزمة بعد فوز «حماس» بانتخابات عام 2006 في القطاع.

وعلى رغم إبرام اتفاقات عدة بين الطرفين منذ ذلك الحين، لم تثمر محاولات المصالحة بشكل ملموس.
لكن الحرب في غزة أحيت الدعوات للحوار. واستضافت بكين لقاء بين «فتح» و«حماس» في أبريل (نيسان) عندما تم الاتفاق على اجتماع آخر في يونيو (حزيران) قبل تأجيله.

وأعربت الخارجية الصينية حينها عن أملها في أن تتمكن من الدفع نحو «المصالحة بين الفلسطينيين».
وشدد وانغ يي، الثلاثاء، على أن الصين حريصة على «أداء دور بنّاء في حماية السلام والاستقرار في الشرق الأوسط».
وأكد أن بكين تدعو إلى «وقف لإطلاق النار يكون شاملاً ودائماً ومستداماً»، إضافة إلى بذل الجهود لدعم الحكم الذاتي الفلسطيني والاعتراف بدولة فلسطينية في الأمم المتحدة.
ولطالما أبدت بكين تعاطفاً مع القضية الفلسطينية ودعمت حل الدولتين.

 

قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ : 

نتانياهو يُؤكد أن إسرائيل سترسل وفدا ًمكلفاً بالتفاوض مع حركة حماس للتوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن

إسرائيل تدك وسط غزة وغالانت يرى أن العمليات العسكرية ستساعد على عودة الرهائن ويؤكد أن نتنياهو يزيد صعوبة التوصل لاتفاق مع "حماس"