القاهرة-أسماء سعد
سادت حالة من الاستنفار ورفع حالة الطوارئ في أروقة وزارة الزراعة المصرية، على إثر ظهور أحد أخطر الآفات الزراعية المدمرة لأي منظومة زراعية في العالم.
وأظهر تقرير حديث لمنظمة الأغذية والزراعة "فاو"، معلومات صادمة عن خطورة دودة الحشد الخريفية على الزراعة، مؤكدا أنها تترك أثرا مدمرا وسبب لانتشار الجوع في إفريقيا.
وقد تلقى وزير الزراعة واستصلاح الأراضي المصري، الدكتور عزالدين أبوستيت تقريرا بشأن توصيات لجنة تسجيل الآفات الجديدة، لاتخاذ الإجراءات اللازمة حيال دودة الحشد الخريفية.
ووفقا للتقرير الخاص بنتائج تحليل عينة حشرية تم أخذها من قرية العقبة بمركز كوم امبو بأسوان، بأحد حقول الذرة الشامية، عرّف معهد بحوث أمراض النباتات العينة ظاهريا، على أنّها دودة الحشد الخريفية، كما تمت المطابقة بتقنية البصمة الوراثية.
وبالعودة لتقرير الفاو، فإنه أوضح أن الحشرة أصبحت أحدث أعداء المزارعين في إفريقيا في الفترة الأخيرة، والاسم العلمي لها يأتي من اللغة اللاتينية Spodoptera frugiperda، وتعني كلمة frugiperda "الفاكهة المفقودة" بسبب قدرة هذه الدودة على تدمير المحاصيل، وأصل هذه الدودة هو القارة الأمريكية.
وتابع التقرير، أن الحشرة وصلت إلى إفريقيا لأول مرة عن طريق السفن أو الطائرات في مطلع 2016، وبعد ذلك نشرت أجنحتها في جميع أنحاء القارة وتنقلت من بلد إلى آخر حتى اجتاحت أكثر من 40 بلدا، وأصبحت هذه الدودة تنتشر بسرعة وتلتهم المحاصيل ولا يمكن التخلص منها، وتتغذى على أكثر من 80 محصولا من بينها الأرز، والذرة الرفيعة، الدُخن، قصب السكر، ومحاصيل الخضروات والقطن، ولكنها تفضل الذرة.
وأشار إلى أنه في إفريقيا أصابت دودة الحشد الخريفية ملايين من الأفدنة، وفي معظم مناطق أمريكا الشمالية، تصل دودة الحشد الخريفية موسميا، وبعد ذلك تموت في أشهر الشتاء الباردة، ولكن في معظم أنحاء أفريقيا التي لا تشهد انخفاضا كبيرا في درجات الحرارة، تعيش دودة الحشد الخريفية على مدار العام مسببة قلقا دائما للمزارعين.
ولفت التقرير، إلى أن دودة الحشد الخريفية تؤثر على أضعف فئات السكان وهم صغار المزارعين الذي يجدون صعوبة أصلا في تلبية احتياجاتهم اليومية، وتوفير ما يكفي من الطعام لأسرهم، وهددت الأمن الغذائي لأكثر من 300 مليون شخص في أفريقيا، وتتسبب في خسائر اقتصادية كبيرة تصل إلى 4.8 مليار دولار من إنتاج الذرة لوحده، وتطير بسرعة كبيرة، ويمكن ليرقاتها أن تقطع ما يصل إلى 100 كلم في الليلة الواحدة، كما أنها قادرة على الهجرة لمسافات طويلة، وتتوالد بشكل كبير حيث يمكن لليرقة خلال حياتها أن تضع ما يقرب من ألف بيضة.
وأوصت وزارة الزراعة المصرية بضرورة اتخاذ التدابير اللازمة والإجراءات الفورية لإدارة الحشرة في البلاد، بما في ذلك مخاطرها تحت الظروف المحلية، مع التحقق من اتباع الطرق العلمية للرصد والحصر والتعريف، واستخدام التقنيات الحديثة، وإجراء تحليل مخاطر الحشرة طبقا للقواعد والمعايير الوطنية والدولية ذات الصلة بتسجيل آفة جديدة.
وكشف الدكتور محمد القرش المتحدث الرسمى باسم وزارة الزراعة، أن دودة الحشد الخريفية من أخطر الآفات التي تواجه المنظومة الزراعية لأي دولة في العالم.
وتابع في تصريحات له مؤخرا، أن الوزارة تتخذ إجراءات وقائية قبل نشوب الأزمة في أي دولة محيطة حفاظًا على المحاصيل الزراعية.
وأختتم: "سنتخذ إجراءات احترازية شديدة لتلافي أي مشكلة، ونعمل في هذا الملف منذ فترات طويلة، ووزير الزراعة شكل لجنة لمتابعة دودة الحشد الخريفية وتلافي احتمالية بقاءها كثيرا، واتخاذ كافة الاجراءات الاحترازية اللازمة لتلافيها".
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ
وزارة الزراعة تُحدد 5 آلاف جنيه عقوبة الذبح خارج المجازر
وزارة الزراعة تدرس الملف الفني لأرز الشعير الأسترالي والفلبيني