القاهرة - محمود حساني
بدأت فعاليات التدريب البحري المشترك المصري الأميركي "تحية النسر 2017"، والذي تجريه وحدات من القوات البحرية لكلا البلدين، في نطاق المياه الإقليمية في البحر الأحمر. وتشارك فيه كل من السعودية والإمارات والبحرين وباكستان والكويت وإيطاليا، بصفة مراقب.
وشهد التدريب تنظيم العديد من الأنشطة، منها قيام الجانبان بتخطيط وإدارة أعمال قتال مشتركة، نهارًا وليلاً، بالتعاون مع القوات الجوية لتأمين منطقة بحرية ضد التهديدات المختلفة، والتدريب على أعمال المعاونة في البحث والإنقاذ في البحر، وتنفيذ حق الزيارة والتفتيش، واقتحام السفن المشتبه فيها بمشاركة عدد من الوحدات والقطع البحرية، وعناصر من القوات الخاصة البحرية من الجانبين.
ويأتي هذا التدريب في إطار دعم ركائز التعاون المشترك بين القوات المسلحة المصرية والأميركية، والتعرف على أحدث النظم وأساليب القتال البحري، وزيادة الاستفادة المشتركة للقوات المشاركة في التدريب، الذي يعكس عمق علاقات الشراكة والتعاون الاستراتيجي بين البلدين الصديقين، في العديد من المجالات، كما يأتي استمرارًا لخطة التدريبات المشتركة التي تنفذها القوات المسلحة المصرية مع الدول الصديقة، لتعزيز آفاق التعاون العسكري وتبادل الخبرات التدريبية، وفقًا لأحدث النظم القتالية.
ويُعد هذا التدريب الثاني من نوعه، إذ سبقه التدريب البحري المشترك "تحية النسر 2016"، في 22 آذار / مارس 2016، والذي نفذته عناصر من القوات البحرية المصرية والأميركية والإماراتية، في نطاق المياه الإقليمية في البحر الأحمر.
وتأرجحت العلاقات المصرية الأميركية، منذ أن بدأت رسميًا بفتح قنصلية للولايات المتحدة، في عام 1832، وحتى الآن، بين التعاون والصراع عبر المراحل الزمنية المختلفة، ووصلت إلى قمة الصراع في 1967، حين اتخذت مصر قرارًا بقطع العلاقات السياسية مع الولايات المتحدة، إثر قيام الأخيرة بتقديم دعم عسكري غير محدود إلى إسرائيل في عدوانها على مصر، واحتلالها أراضي سيناء المصرية، والجولان السورية، والضفة الغربية لنهر الأردن، وقطاع غزة.
وبعد انتصار مصر التاريخي على إسرائيل، في حرب تشرين الأول/ أكتوبر 1973، وتحرير سيناء، تم استئناف هذه العلاقات، في آذار 1974، وخلال سنوات قليلة استطاعت مصر أن تطور علاقات خاصة مع الولايات المتحدة، ومنذ عام 1978 أصبحت الولايات المتحدة بمثابة شريك كامل في محادثات السلام المصرية الإسرائيلية، والمصدر الرئيسى للأسلحة، وأكبر مانح للمساعدات الاقتصادية لمصر.
وشهدت العلاقات بين مصر وأميركا نوعًا من التوتر، بعد أحداث 30 حزيران / يونيو 2013، وما صاحبها من عزل جماعة "الإخوان" المحظورة من حكم البلاد، وصلت إلى حد قطع المعونة الأميركية عن مصر. ويتوقّع خبراء وسياسيون أن تشهد العلاقات المصرية الأميركية، تقاربًا كبيرًا خلال عهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي سبق أن أبدى إعجابه بالرئيس عبد الفتاح السيسي، وأبدى تطلعه إلى أن تشهد العلاقات بين البلدين تعاونًا كبيرًا لمواجهة التحديات المشتركة في المنطقة، وعلى رأسها مكافحة التطرف، وذلك خلال لقاء جمع بينهما في 21 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، أثناء زيارة الرئيس للولايات المتحدة، للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وتعد مصر أكبر دول المنطقة التي تتلقى دعمًا من واشنطن، بعد إسرائيل. وتسلمت مصر من واشنطن، منذ 1980 حتى الآن، أكثر من 220 طائرة "إف 16"، ما يجعلها أكبر مستخدم لهذه الطائرات عقب واشنطن وتل أبيب وإسطنبول. وفي المقابل، تستفيد من مصر من خلال الحفاظ على معاهدة السلام بين القاهرة وتل أبيب، ومن ثم حماية الأمن الإسرائيلي.