حادث تفجير كنيسة "القديسين" في الإسكندرية

تمّر مصر، خلال الظرف الراهن ، بواحدة من أهم فتراتها في عهدها الحديث، إذ تحالفت قوى الشر في الداخل والخارج على هدفٍ واحد، وهو إسقاط مصر وجرّها نحو مستنقع الفوضى والخراب، كما هو الحال في سورية وليبيا واليمن والعراق. وبدأ ذلك منذ عام 2010، وما شهدناه من حادث تفجير كنيسة "القديسين" في الإسكندرية، والذي راح ضحيته أكثر من 21 قتيلاً و30 مصابًا، ومع اندلاع ثورة 25 يناير / كانون الثاني 2011 ، دخل المُخطط إلى مرحلته الثانية، المُتمثلة في إحداث نوع من الوقيعة بين الشعب المصري وشرطته، وإحداث حالة من الفراغ الأمني.

 ومع وصول جماعة "الإخوان" المحظورة إلى حكم البلاد، عام 2012 ، دخل المُخطط مرحلته الثالثة، إذ حاول عناصر الإخوان السيطرة على مفاصل الدولة، وفتحوا منافذها أمام العناصر الإجرامية الخطيرة، التي هربّت من مصر في التسعينات، ومكّنوا العناصر المتطرفة الموالية لهم من سيناء، حتى جاءت ثورة 30 حزيران / يونيو 2013 ، لتوجه ضربة قاصمة إلى مُخطط قوى الشر.

وبعد فشل جميع محاولاتهم السابقة، سعوا هذه المرة إلى استغلال آخر "ورقة" يمتلكونها في سبيل تنفيذ مُخططاتهم الخبيثة، وهي نشر الفتنة الطائفية في البلاد، إذ يحاولون بث حالة من الرعب والترويع بين المواطنين الأقباط، المُقيمين في سيناء، من خلال استهدافهم والتحريض على قتلهم .

 وأكد خبراء أمنيون، في لقاءات مع "مصر اليوم"، أن قوى الشر فشلت، طوال السنوات الخمس الماضية، في تنفيذ مخططاتها وأجنداتها الخبيثة، نتيجة وعي الشعب المصري وتكاتفه خلف قوات الجيش والشرطة، ومع الضربات الموجعّة التي وجهّتها قوات الجيش إلى معاقلهم في شمال سيناء، وفقدانهم المئات من قياداتهم وعناصرهم، وتجفيف مصادر تمويلهم، لجأوا إلى استغلال آخر "ورقة" في أيديهم، وهي استهداف الأقباط، في محاولة منهم لنشر الفتنة الطائفية في البلاد .

وأضاف الخبراء أن مُخطط نشر الفتنة الطائفية، من خلال استهداف الأقباط، ليس وليد الوقت الحالي، وإنما مُخطط قديم، لجأ إليه الاحتلال الإنجليزي في السابق، بتدخله في شؤون مصر، بالتذرع بأوضاع الأقباط، وكان مصيره الفشل، وفي العصر الحديث، لجأت إليه قوى الشر، وسيبوء مخططهم أيضًا بالفشل، فأقباط مصر أكثر وعيًا وحرصًا على مصلحة وطنهم، ويعلمون تمامًا ما يُحاك لهم .

وأوضح الخبراء أن الأعمال المتطرفة التي تنفذها قوى الشر في مصر لا تفرق بين مسلم ومسيحي، فالجميع يدفع ثمنها، مطالبين بضرورة التكاتف مع الدولة والوقوف خلفها في تلك الفترة، لإجهاض هذا المُخطط .