عناصر من الجيش الإسرائيلي

بينما خيم الهدوء الحذر فوق الضاحية الجنوبية لبيروت خلال الساعات الماضية، بعد أيام دامية شهدتها، سُجّلت سلسلة غارات إسرائيلية متواصلة على عدة بلدات في الجنوب اللبناني. و إسرائيل قصفت عشرات القرى والبلدات في الجنوب منها عيتا الشعب والخيام، فضلا عن حوش صور، والنبطية وزفتا الكوثرية وغيرها.كذلك طالت الغارات سرعين والنبي شيت في البقاع (شرق لبنان)

في المقابل، سجلت 3 رشقات صاروخية نحو الجليل الأعلى أو ما يعرف بإصبع الجليل.

فيما أعلن حزب الله استهدافه مواقع وقواعد للجيش الإسرائيلي في جنوب حيفا. وأشار في بيان إلى أنه "أطلق رشقة صاروخية نوعية نحو قاعدة (7200) جنوب مدينة حيفا، ‏مستهدفة مصنع المواد المتفجرة فيها".

كما أكد لاحقا أنه أطلق صواريخ على قاعدة اتصالات إسرائيلية في كرن نفتالي.

هذا وأشارت مصادر إلى وقوع انفجار قرب طبريا بعد اعتراض صواريخ أطلقت من جنوب لبنان. وأضافت أن صفارات الإنذار دوت بمستوطنات عدة في الجليل الأعلى.

بالتزامن أعلن الجيش الإسرائيلي أنه اعترض صواريخ فوق الجليل، مضيفا أن نحو 30 صاروخا أطلقت من الجانب اللبناني نحو الشمال منذ صباح اليوم.

وكان حزب الله حذر في بيان سابق ليلا سكان شمال إسرائيل من أن منازلهم وقواعد عسكرية في أحياء سكنية بعضها في مدن كبرى، ستكون هدفا له، داعيا إلى مغادرتها، في محاكاة لما دأب الجيش الإسرائيلي على فعله منذ أشهر وأسابيع في الجنوب اللبناني، حيث فرغت قرى بأكلمها.

ومنذ تصعيد إسرائيل غاراتها على لبنان قبل أكثر من أسبوعين، أطلق حزب الله بمعدل وسطي نحو 200 صاروخ ومسيرة يوميا، إلا أن أضرارها بحسب الجانب الإسرائيلي لم تكن كبيرة.

فيما أسفرت الغارات الإسرائيلية العنيفة منذ 23 سبتمبر على مناطق عدة في لبنان، لاسيما الضاحية الجنوبية لبيروت والجنوب والبقاع إلى مقتل أكثر من 12000 مدني.

بينما نزح خلال العام الحالي أي منذ الثامن من أكتوبر 2023 حتى اليوم، أكثر من مليون و200 ألف لبناني، أغلبهم خلال الأسابيع الأخيرة.

ولا تزال إسرائيل متمسكة بمواصلة الحرب، حتى إعادة المستوطنين إلى الشمال، بعدما فروا نتيجة المواجهات مع حزب الله.

مع تحول عشرات البلدات في الجنوب اللبناني إلى ركام، وسط نزوح عشرات الآلاف هرباً من القصف الإسرائيلي، جدد الجيش الإسرائيلي تحذيراته.

فقد دعا المتحدث باسمه، أفيخاي أدرعي، في بيان مقتضب نشره، اليوم السبت، على منصة إكس، سكان 23 بلدة في الجنوب اللبناني إلى الانتباه.

وأكد أن القوات الإسرائيلية تواصل استهداف مواقع لحزب الله في القرى الحدودية.

كما شدد على أن عودة السكان إلى المنازل ممنوعة حتى إشعار آخر. وأضاف أن "أي شخص يتوجه جنوبًا قد يعرض حياته".

هذا وحذر فرق الإسعاف والهيئات الطبية من التعامل مع عناصر حزب الله، زاعماً أن الحزب يستخدم آليات الإسعاف للتخفي.
وكان مئات الآلاف نزحوا من الجنوب، فضلاً عن البقاع والضاحية الجنوبية لبيروت، إثر عشرات التهديدات التي تلقوها من الجانب الإسرائيلي، والتحذيرات من عدم العودة.

يأتي ذلك فيما تكتظ مراكز الإيواء في العاصمة اللبنانية وغيرها من المناطق في جبل لبنان والشمال بالنازحين الذين تركوا بيوتهم هربا من القصف، من دون أن يحملوا أي مقتنيات، وسط شح في المساعدات التي تقدمها السلطات الرسمية.

فيما يرزح البلاد تحت أزمة اقتصادية غير مسبوقة منذ العام 2019، ما يصعب الأوضاع المعيشية أكثر بعد على النازحين، لاسيما أن بعضهم افترش الطرقات والساحات العامة، لعدم قدرته على استئجار منازل أو لامتلاء المدارس ومراكز الإيواء التي فتحتها الدولة.

يشار إلى أن إسرائيل كانت أطلقت مطلع الشهر الحالي ما سمّته "عملية برية محدودة" في الجنوب اللبناني، ثم وسعتها الأسبوع الماضي، في سعي لدفع مقاتلي حزب الله نحو 10 كلم عن الخط الأزرق إلى شمال الليطاني، وخلق ما يشبه المنطقة العازلة على الحدود، وسط مخاوف من منع سكان تلك المناطق من العودة أيضا.

قد يٌهمك ايضـــــًا :

أوستن يدعو إلى الهدوء قبل أي ضربة إسرائيلية متوقعة ضد حزب الله

بوريل يدين الهجوم الصاروخي على الجولان ويدعو إلى تحقيق دولي