شهداء مصر في ليبيا

كشف القس مقار عيسى، كاهن كنيسة شهداء الوطن والإيمان، بقرية العور بمركز سمالوط بمحافظة المنيا، أنه خلال أيام قليلة سيصل رفات- بقايا أجساد- شهداء الكنيسة المصرية في ليبيا، لأرض الوطن، لافتًا إلى أن الإجراءات ما زالت أمام النيابة، ولم يُحدد ميعاد للوصول، وقال إن مطرانية سمالوط قامت بتكليف محام لتولى الأمر مع النيابة وإنهاء الإجراءات، وطلبت المحكمة منذ أيام قليلة توقيع أهالي الشهداء على استلام جثامين ذويهم وهو ما تم بالفعل.

ولفت عيسى إلى أنه حتى الآن لم تتضح الأمور في كيفية تنظيم يوم استقبال الرفات سواء بالكنيسة أو في موقع وصولهم، وربما يتحرك ذوو الشهداء للقاهرة لاستقبال جثامين أبنائهم، والذين ينتظرون خبر الوصول في أي لحظة مع أهالي القرية والقرى المجاورة.

أما عن كنيسة شهداء الإيمان والوطن التي بُنيت بقرار من الرئيس عبدالفتاح السيسي، في قرية العور مسقط رأس غالبية الشهداء المصريين الـ21 الذين اغتالهم تنظيم داعش ليبيا، فيقول راعي الكنيسة، إن الكنيسة ضمت مزارًا على مساحة حوالى 400 متر، وهو عبارة عن مقصورة من الخشب مساحتها حوالى 3 أمتار 5 أمتار، وسوف يوضع بها رفات الشهداء.

والمقصورة سطحها زجاجي لإمكانية رؤية الرفات من الزوار، كما هو متبع في مزارات قديسي الكنيسة الأرثوذكسية بالكنائس والأديرة. ويوجد بالمزار عدد من المقاعد لاستقبال زوار المزار يتسع لحوالى 200  زائر. والمزار به أيقونات لصور الشهداء الـ21 وتم رسمها مؤخرًا، وأيضًا توجد أيقونة للشهيد اسطفانوس أول شهداء المسيحية، والشهيد يوحنا المعمدان.

وفي السياق ذاته، ناقش الأنبا بفنوتيوس، مطران سمالوط، الأربعاء الماضي، مع أهالى الشهداء الأقباط الذين ذبحوا على يد تنظيم داعش الإرهابي في ليبيا في فبراير/ شباط 2015، آخر الترتيبات لاستقبال رفاتهم فى الكنيسة التي بنيت على اسمهم بقرية العور بسمالوط.

وقال المتحدث باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، القس بولس حليم، إن النائب العام، المستشار نبيل صادق، كان قد دعا أهالي الشهداء للحضور أمام نيابة سمالوط للإقرار بقبولهم تسلم رفات ذويهم. وكان الأنبا بفنوتيوس قد ترأس فء 15 فبراير/ شباط الماضي صلوات تدشين كاتدرائية شهداء الإيمان والوطن بقرية (العور) بمركز سمالوط بمحافظة المنيا مسقط رأس العدد الأكبر من الشهداء الـ21.

وكان قد أقر المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية باعتبار يوم 15 فبراير/ شباط من كل عام عيدًا لشهداء الكنيسة في العصر الحديث، ويوافق ذلك اليوم استشهاد 21 مصريًا على يد تنظيم داعش في ليبيا عام 2015.

وكان قد أعلن الأنبا أرميا، الأسقف العام ورئيس المركز الثقافى القبطى الأرثوذكسي، أن جثامين شهداء ليبيا ستصل قريبًا، وأنه جارٍ الآن التجهيز لاستقبالها. وأضاف أرميا تم تجميع جسد كل شهيد برأسه، بعد تحليل الـDNA، كما تم التأكد من أسرهم بذات التحليل، لافتًا إلى أنه تم توقيع أسر شهداء ليبيا باستلام جثامين الشهداء، وهو الأمر الذي كان قد أمر به النائب العام.

وكانت إدارة مكافحة الجريمة في ليبيا، نشرت في ديسمبر/ كانون الأول 2017، فيديو لاعترافات الإرهابى هشام العوكلي، الشهير باسم الديناصور، وأحد المشاركين في ذبح 21 مصريًا.

وقال العوكلى، إنه كان أحد المشاركين في مذبحة الأقباط التي نفذها تنظيم داعش الإرهابي في سرت عام 2015، وأقدم على ذبح ودفن 21 قبطيًا من الجنسية المصرية، بالإضافة لمسيحيين من الجنسية الأفريقية، مضيفًا أن من أشرف على المذبحة هم من جنسيات تونسية وسنغالية واثنين من الليبيين.

وأوضح أنه قدم من درنة إلى سرت للمشاركة في عملية الذبح التي تمت على شاطئ البحر بالقرب من فندق المهاري، مضيفًا أن العملية تمت بإشراف الإرهابى أبو عبدالعزيز الأنبارى، رئيس فريق التصوير الذي استخدم كاميرات ومعدات حديثة جلبها شخص يدعى أبو عبدالله أحمد الهمالى من تركيا عبر مطار معيتيقة في طرابلس.

وأكد الإرهابى العوكلي، أن القتلى الأقباط تم نقلهم جنوب سرت لدفنهم داخل مقر مهجور يعود إلى إحدى الشركات، وأن العملية أتت ردا على ما قال إنه مقتل قبطية مصرية تدعى كاميليا، أسلمت وتم قتلها على يد أقباط في مصر، معتبرًا أنها جاءت ردًا على من لوث البحر بدماء أسامة بن لادن، بحسب العوكلي.