دمشق-مصر اليوم
دخل الاتفاق التركي الروسي بشأن وقف إطلاق النار في محافظة إدلب بشمال غرب سورية حيز التنفيذ منتصف ليل الخميس، وقبل دقائق من دخوله الاتفاق حيز التنفيذ، كان القصف لا يزال متواصلا في المنطقة، في وقت قُتل جنديان تركيان بنيران قوات النظام السوري وفق وزارة الدفاع التركية.
ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم، هدوءًا حذرا يسود قطاعات خفض التصعيد الأربعة، بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وتتخلل هذا الهدوء عدة قذائف مدفعية تطلقها قوات النظام على مواقع الفصائل في الأبزمو بريف حلب، وسهل الغاب بريف حماة، ومناطق جبل الزاوية، فيما تغيب الطائرات الحربية الروسية وطائرات النظام عن قصف منطقة "خفض التصعيد".
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة إن أنقرة استلمت منظومة أس-400 الروسية الدفاعية بالكامل وأنها ستعمل في أبريل المقبل، مشيرا إلى أن بلاده طلبت من واشنطن منظومة باتريوت.
وأضاف أن مراكز المراقبة في إدلب شمال غربي سورية ستحتفظ بوضعها الحالي في ظل اتفاق وقف إطلاق النار.
ونقلت الرئاسة التركية عن أردوغان قوله إن اتفاق وقف إطلاق النار في إدلب يحمي الحدود التركية ويمهد الأساس لإعادة الأوضاع في المنطقة لطبيعتها ويضمن الأمن للقوات والمدنيين، وأضاف: "كان بمقدور أميركا أن ترسل معدات عسكرية إلى إدلب إن لم يبرم اتفاق وقف إطلاق نار لكن لم نتلق دعما حتى الآن".
وشدد الرئيس التركي أن بلاده ستظل على أهبة الاستعداد دائما للرد على الانتهاكات والهجمات المحتملة من القوات الحكومية السورية في إدلب.
وحول تدفق طالبي اللجوء من تركيا إلى الدول الأوروبية قال أردوغان إن "الغرب مع الأسف منافق جدا فقد وعدوا اليونان على الفور بتقديم 700 مليون يورو".
وكان الرئيسان الروسي والتركي توصلا أمس الخميس إلى وثيقة مشتركة تتضمن الاتفاق على وقف إطلاق النار وإنشاء ممر آمن في إدلب، شمال غربي سورية.
وأكد أندريه باكلانوف، نائب رئيس رابطة الدبلوماسيين الروس، أن الاتفاق بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان حال دون انزلاق الوضع في إدلب نحو مواجهة عسكرية.
وشدد باكلانوف على أنه لا يزال يتعين عمل الكثير، وعلى وجه الخصوص، تحديد ماهية الإجراءات التي ستتخذ ضد الاستفزازات المحتملة.
وقال نائب رئيس رابطة الدبلوماسيين الروس إنه حتى الآن "ليس واضحا ما سيجري لاحقا.. ليس واضحا ماذا سيكون الجواب إذا بدأت الاستفزازات فجأة، وأيضا العديد من التساؤلات الأخرى. الوضع المتأزم في الوقت الحالي تم إيقافه إلى حد ما عن الانزلاق نحو مواجهة عسكرية، لكن لم يتم التوصل إلى تسوية، والوضع لا يزال يحتفظ بطابعه المتفجر".
كانت مباحثات الخميس بين رئيسي روسيا وتركيا بشأن تفاقم الوضع في محافظة إدلب السورية، أفضت إلى إبرام وثيقة مشتركة، أكدت التزام الطرفين مجددا بـ"صيغة أستانا"، وأعلنت تطبيق وقف لإطلاق النار اعتبارا من منتصف ليل الخميس على الجمعة.
علاوة على ذلك، اتفق الجانبان على القيام بدوريات مشتركة على الطريق السريع المهم "M4"، الخاضع حاليا لسيطرة المسلحين.
قد يهمك أيضًا: