قوات الأمن المصرية

ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية في مقال تحليلي، الأربعاء، أن قوات الأمن المصرية تحقق نجاحًا كبيرًا ضد تنظيم "ولاية سيناء" الفرع المحلي لتنظيم "داعش" في سيناء، والذي شهدت عملياته خلال الشهور الأخيرة تراجعًا كبيرًا سواء من حيث الكم أو الكيف.

وأشار "عاموس هرئيل" المحلل العسكري للصحيفة إلى أن التنظيم يواجه أزمة كبيرة على خلفية تشديد الخناق عليه من القوات المصرية، وحركة حماس في قطاع غزة على حد سواء، لافتًا إلى أن "ولاية سيناء" يُحمّل إسرائيل مسؤولية حالة الضعف التي وصل إليها، بقوله إنها تقدم مساعدات ودعمًا استخباريًا للقوات المصرية العاملة في سيناء.

وأوضح الكاتب الإسرائيلي، أنّ المصريين نجحوا في النيل من عدد كبير نسبيًا من عناصر داعش، من بينهم قادة كبار في سيناء. نتيجة لذلك، يجد التنظيم صعوبة أخيرًا في تنفيذ هجمات إرهابية واسعة مثلما اعتاد أن يفعل في السابق، وكذلك لوحظ تراجع أيضًا في عدد الهجمات التي ينفذها أسبوعيًا.

وحسب الكاتب فإن "ولاية سيناء" تتهم إسرائيل بتقديم الدعم الاستخباري لمصر في حربها ضده، وكذلك بالمشاركة في الهجمات الجوية التي استهدفت قادته. وتؤكد إسرائيل ومصر أنّ هناك تنسيقًا أمنيًا بينهما.

وأشارت الصحيفة، إلى أنه في يوم الأربعاء الماضي أطلقت 4 صواريخ جراد من سيناء على مدينة إيلات، من على بعد 40 كيلومترًا تقريبًا.

وتمكنت منظومة القبة الحديدية من اعتراض ثلاثة صواريخ فيما سقط الآخر في منطقة مفتوحة. ونشر "ولاية سيناء" بيانًا أعلن فيه مسؤوليته على القصف.

وذكر الرئيس عبد الفتاح السيسي في حديث للإذاعة المصرية منذ شهر تقريبًا، أنه جرى نشر 41 كتيبة تضم ما بين 20 إلى 25 ألف مقاتل في المنطقة التي تدور فيها المعارك ضد جناح داعش.

وأضاف خلال حديثه، أنّ مصر تتصدى بنجاح للإرهاب في سيناء. وتتضمن عملية الانتشار المصري أيضًا استخدام طائرات ومروحيات مقاتلة ودبابات، إلى جانب انتشار موسّع للغاية للقوات التي يسمح بها الملحق الأمني لمعاهدة السلام مع إسرائيل. وجرى تنفيذ تلك الخطوات بالتنسيق مع إسرائيل، في ضوء التهديد الذي يعكسه جناح داعش على النظامين.

وتحدث السيسي لوسائل الإعلام في أعقاب الهجوم الذي شهدته مدينة العريش في شمال سيناء، وقتل فيه 9 من عناصر الأمن المصري نتيجة انفجار عربة قمامة مفخخة. وقوة التفجير شديدة نسبيًا مقارنة بالفترة الأخيرة.

وبحسب بيانات نشرها "ولاية سيناء" في السابق، نجحت عناصره في قتل أو إصابة نحو 100 من قوات الأمن المصرية في سيناء بين أكتوبر/تشرين الأول 2015 ونفس الشهر من 2016. وتعتبر هذه التقديرات موثوقة.

ولفت الكاتب إلى أنّ عدد القتلى المصريين تراجع في الشهور الأخيرة إلى 10 قتلى أو أقل أسبوعيًا- وهو عدد كبير بالمقاييس الإسرائيلية، لكنه على ما يبدو ثمن يمكن للمجتمع المصري دفعه. ونقل “ولاية سيناء" النسخة الحالية لـ"أنصار بيت المقدس"، ولاءه من القاعدة لداعش نهاية 2014. وفي الشهور التي تلت ذلك شدد قبضته على المنطقة التي تقطنها قبائل بدوية في شمال سيناء.

وأردف الكاتب :" لكن فشلت محاولة طموحة قام بها صيف 2015 للسيطرة على منطقة الشيخ زويد، رغم انتهاء الهجوم بعشرات القتلى في صفوف قوات الأمن المصري. منذ ذلك الوقت، يتعذّر على التنظيم الحفاظ على سيطرة واضحة على المجال الذي يمكن أن يصنفه على أنه خاضع له، وذلك رغم تواجده في شمال شرق سيناء. ما زال "ولاية سيناء" يتمكن من تنفيذ ما بين 5 إلى 7 هجمات في المتوسط أسبوعيًا، معظمها هجمات بعبوات ناسفة وكذلك عمليات قنص وإطلاق قذائف هاون على القوات المصرية".

هذا وقال مصدر في المخابرات الإسرائيلية لـ"هآرتس" :”نرى منذ عدة شهور تغيرًا كبيرًا في نتائج القتال، لصالح الجيش المصري. ضخ المصريون في المنطقة الكثير من القوات التي لا يمكن لولاية سيناء مواجهتها". يضم التنظيم في صفوفه قرابة 1000 مقاتل. غالبيتهم بدو من مواليد سيناء.

لكن هناك تقديرات بأن جزءًا من المقاتلين هم متطوعون أتوا إلى سيناء بعد مشاركتهم في القتال بالعراق وسوريا. بين الناشطين الرئيسيين في سيناء هناك أيضًا مواطنو دول أخرى.

وإلى جانب الهجمات الكثيفة على عناصر داعش، يشنّ الجيش المصري عمليات اعتقال، ويمسك  أسبوعيا بعشرات المشتبهين ويحقق معهم.

لوحظ خلال الشهور الماضية أيضًا تراجع في علاقات ولاية سيناء والجناح العسكري لحماس  في قطاع غزة.

تسعى حماس على ما يبدو لتقليص علاقاتها مع داعش، على خلفية تقاربها مع مصر وأملها بأن يوافق نظام الجنرالات في القاهرة على تسهيلات وساعة في الحركة من وإلى القطاع عبر معبر رفح.

وأوشح الكاتب أن المخابرات الإسرائيلية لا ترصد في هذه المرحلة اهتمامًا خاصًا من قبل ولاية سيناء بتنفيذ  هجمات طموحة ضد إسرائيل. إذ تشير تقديرات معقولة إلى أن القتال ضد قوات الأمن المصرية يحتل صدارة جدول أعمال التنظيم.

مع ذلك، من وقت إلى آخر يعمل ضد أهداف إسرائيلية- كإطلاق صواريخ الكاتيوشا على إيلات الأسبوع الماضي- للحفاظ على توزان ردع ضد إسرائيل، وبهدف التأكيد على أنه قادر على تصفية حسابه معها حول المساعدات التي تقدمها على حد قوله للمصريين في حربهم ضده.