وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف

أكد وزير خارجية روسيا، سيرغي لافروف أن بلاده تقدر الدور المصري في حل الأزمات الإقليمية، مبينًا أن القاهرة تلعب دورًا فعالاً ونشطًا للغاية في حل القضية الليبية والسورية أيضًا، وأن كل من روسيا ومصر يعملان من أجل توحيد المعارضة السورية، موضحًا أن إشراك جميع الفئات السياسية السورية في حل الأزمة هو هدف مشترك مع مصر. وأضاف لافروف، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري، سامح شكري، في موسكو، الإثنين: "نحن ومصر على اقتناع بأن اللاعبين الخارجيين عليهم تعزيز جهودهم لجمع الفرقاء الليبيين والدخول في مفاوضات مباشرة، وعلى الليبيين أن يتفقوا على مستقبل ليبيا مع الأخذ في الاعتبار تطورات القوى السياسية في البلاد".

وشدد لافروف على أن موسكو والقاهرة تعملان على وضع حد لسفك الدماء في اليمن، وضرورة اتخاذ الخطوات اللازمة لإنهاء معاناة الشعب اليمني الذي يعاني من أزمة حادة. وأشار إلى أنه ناقش مع نظيره المصري الأزمة الخليجية، داعيًا كل الأطراف المعنية إلى حل المشاكل التي تفاقمت وإزالة جميع الهواجس لدى المعنيين بالأزمة. وقال: "لابد أن لا تبتعد الأنظار عن حل القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي، وهي قضية رئيسية تم الاتفاق عليها". وأكد أنه بحث مع شكري معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية، وأن بلاده تتعاون مع مصر من أجل إيجاد حل لهذه القضية وتنفيذ هذا الاتفاق، ومناقشة اتخاذ بعض الخطوات الإضافية في هذا المجال، مضيفًا: "اتفقنا على تضامنا وحرصنا الثابت بشأن محاربة التطرف والتنسيق الدائم داخل مجلس الأمن، واتفقنا على ضرورة وضع حد للتطرف ومحاربته أيدولوجياته".

وفيما يخص المشاريع العملاقة بين البلدين، قال: "سنناقشها في اللجنة المشتركة، في سبتمبر / أيلول المقبل، ومن بينها بناء منطقة صناعية في منطقة محور قناة السويس، ونأمل إطلاق المفاوضات الخاصة بمشاورات التجارة الحرة خلال شهرين أو ثلاثة"، مشيرا إلى أن هناك تقدمًا في مناقشة التطور الاقتصادي والاستثماري. وبشأن استئناف رحلات الطائرات بين البلدين، قال لافروف "شددنا على وجود بعض التقدم على مستوى الخبراء، وفي القريب العاجل نأمل استئناف حركة الطيران بين البلدين، وأريد أن أشير إلى أننا مرتاحون للغاية للمحادثات مع الجانب المصري".

ومن جانبه، سلّم وزير الخارجية المصري نظيره الروسي رسالة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين، لتعزيز مسار العلاقات بين البلدين، وليكون هناك تشاور مستمر على المستوى الرئاسي بين الجانبين.   وقال شكري خلال المؤتمر إن المناقشات تناولت مجمل العلاقات الثنائية والعلاقات الدولية، وأهمية استعادة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، والقضاء على التطرف الذي يهدد العالم ومواجهته بمنظور شامل، ومواجهة الدول الراعية له ووقف هذا الدعم بشكل كامل. وأكد مناقشة التعامل مع التحديات الاقليمية في الشرق الأوسط، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، والعمل على إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي وإنهاء الصراع في سورية واليمن، وتحقيق المصالح المشتركة للبلدين. وقال: "تناولنا التنسيق في المحافل الدولية، وخاصة في مجلس الأمن، بما يحافظ على مصالح البلدين ويحقق تطلعات الجانبين".

كما ناقش شكري قضية أمن الطيران المدني، مبينًا أن مصر تعمل على إزالة أي شوائب أثرت على هذا المجال في الوقت السابق، وتتطلع إلى استئناف رحلات الطيران إلى المقاصد المصرية في أقرب وقت، مبينًا أن مستوى التعاون بلغ مراحل متقدمة للغاية ويحظى بارتياح من الجانبين. وأكد ضرورة تدعيم العلاقات المصرية الروسية وزيادة وتيرة الاستثمارات والتعاون في الملفات الاقتصادية، والعمل مع الوزارات المعنية على تحقيق هذا الهدف من منطلق الرصيد السياسي بين الجانبين.