القاهرة - مينا جرجس
كشفت تقارير إعلامية، أن شركة أوراسكوم العملاقة للاتصالات المصرية، التي يرأسها رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس أوقفت خدمتها في كوريا الشمالية في أوائل الشهر الماضي، وتستعد لانسحاب كامل من البلاد.
ونقلت وكالة الأنباء المحلية في كوريا الجنوبية "نيوزيس" عن مسؤولي المخابرات اليابانية ومصادر صناعية قولهم، إن أوراسكوم قررت سحب شبكتها من الشمال تماما وسط ضغوط متزايدة من الولايات المتحدة ومجلس الأمن الدولي.
وأوضحت صحيفة "ذا كوريا تايمز" الكورية الجنوبية، أن هذا التحرك يأتي في إطار سعي المجتمع الدولي لفرض عقوبات أشد على النظام في بيونغ يانغ ردا على إطلاقه المتكرر للصواريخ البالستية، لافتة إلى أنه في أحدث سلسلة من الاستفزازات العسكرية، أطلقت كوريا الشمالية صاروخا عابرا للقارات من طراز هواسونج - 15 يوم 29 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، مدعية أنه قادر على حمل رأس حربي نووي أكبر وأقوى يمكن أن يضرب أي مكان في الأراضي الأميركية.
وأشار تقرير الوكالة الكورية، إلى أن شركة أوراسكوم لم تعلن بعد قرارها رسميا بالانسحاب من كوريا الشمالية، إذ أن بعض الإجراءات تحتاج إلى مزيد من الوقت ليتم التعامل معها بسلاسة. وفي عام 2008، أنشأت أوراسكوم، بالتعاون مع بيونجيانج، كوريولينك، وهي شبكة الجيل الثالث 3G الوحيدة للهاتف المحمول في كوريا الشمالية، وبلغ عدد العملاء بها 3.5 مليون، فيما تمتلك الشركة المصرية حصة قدرها 75 %، في حين تمتلك كوريا حصة قدرها 25 %.
وقالت الوكالة الكورية الجنوبية، إن الصفقة التجارية بتأسيس شبكة كوريولينك، التي أذن بها الملياردير المصري نجيب ساويرس، جزء من استعداد القاهرة للاستثمار في الدولة المنعزلة، مع تسليط الضوء على الروابط الاقتصادية الثنائية، فيما توقعت الوكالة أن انسحاب الشركة المصرية من كوريا الشمالية سيوجه لها ضربة قاصمة، خاصة وأن شبكة كوريولينك تعد أكبر مشغل للاتصالات هناك.
وسبق وأن أعربت شركة الاتصالات المصرية "أوراسكوم" في وقت سابق عن استعدادها لمواصلة أعمالها في بيونغ يانغ في حدود العقوبات التي تفرضها الأمم المتحدة، إلا أنه وكالة الأنباء الكورية أشارت إلى أنها قررت التخلي عن أعمالها هناك وسط ضغوط دولية.
وفي سبتمبر/ أيلول الماضي، قال ساويرس خلال مقابلة أجراها مع "سي إن بي سي" الأميركية، إن استثماراته في كوريا الشمالية تبلغ نحو 250 مليون دولار، لكن "لا علاقة لها بالسياسة". وأضاف ساويرس: " أعتقد أنني قدمت خدمة جيدة إلى أبرياء كوريا الشمالية الذين يحرمون من رؤية والديهم الذين يعيشون على بعد أميال، أو لا يستطيعون الاتصال بأطفالهم عندما يعودون من المدرسة، إذ يسمح لهم بالحصول على أبسط الخدمات التي يتمتع بها الجميع في الغرب، ولا دخل لها بالسياسة ".
واكتشفت أوراسكوم في عام 2015 أن كوريا الشمالية تسعى إلى تأسيس شبكة منافسة - اسمها بيول - مما أجبرها (أوراسكوم) على إخبار مستثمريها بأنها فقدت السيطرة على المشتركين لديها في كوريا الشمالية البالغ عددهم 3 ملايين مشتركا من إجمالي 25 مليون نسمة هو تعداد السكان في كوريا الشمالية.
وأعربت مصر في بيان صادر عن وزارة الخارجية، عن قلقها البالغ جراء التجربة الصاروخية الأخيرة لكوريا الشمالية، والتي من شأنها أن تصعد من حدة التوتر في شبه الجزيرة الكورية والمناطق المجاورة بشكل غير مسبوق. وطالبت مصر بضرورة احترام قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة التي تؤكد على احترام سيادة الدول ومبادئ حسن الجوار، وعدم استخدام أو التهديد باستخدام القوة في العلاقات الدولية.