غزة – محمد حبيب
خرقت قوّات الاحتلال الإسرائيلي التهدئة الإنسانية التي أعلنت عنها، صباح الاثنين، حيث أكّدت المصادر الطبية الفلسطينية وصول أكثر من 30 إصابة، نصفهم من الأطفال، في حالات خطيرة، جراء استهداف طائرات حربية إسرائيلية لمنزل يعود لعائلة بكري، في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة.
وواصلت قوّات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على قطاع غزة، لليوم الـ29 على التوالي، موقعة المزيد من الشهداء والجرحى، فضلاً عن تدمير عدد من منازل السكان في القطاع، حيث استشهد صباح الاثنين 13 مواطنًا في سلسلة غارات، فيما رجّحت المصادر احتمال استشهاد عدد من المصابين، جراء خطورة حالاتهم.
وجاء القصف بعد دقائق قليلة من إعلان الاحتلال عن بدء سريان ما تزعم به "تهدئة إنسانية" في قطاع غزة لمدة 7 ساعات.
ومن جهته، علّق المتحدث باسم حركة "حماس" الدكتور سامي أبو زهري على التهدئة قائلاً "هي من طرف واحد، وتهدف لصرف الأنظار عن المجازر المرتكبة في حق سكان القطاع، وندعو شعبنا إلى الحذر".
وأسفر قصف من طائرة استطلاع في تل السلطان عن استشهاد المواطن أشرف مشعل، فيما دمّرت طائرات الاحتلال مسجد الرباط في حي الزيتون.
واستهدفت قوّات الاحتلال أحد عمال البلدية المختص بتوصيل المياه في حي تل السلطان، غرب رفح، ما أدى إلى إصابته بجراح خطيرة، فيما استشهد مواطن وأصيب اثنان في قصف على شقة سكنية في مخيم الشاطئ، غرب مدينة غزة.
وأعلنت "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي"، عن استشهاد قائدها في شمال القطاع دانيال منصور، في قصف استهدف أحد المنازل في جباليا، بعد وقت قصير من استشهاد اثنين نتيجة قصف لمجموعة مواطنين، وهما ضياء الدين محمد المدهون (23 عامًا)، وأحمد بنات (22 عامًا)، في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة.
وأوضحت "سرايا القدس" أنَّ "الشهيد القائد دانيال كامل منصور (أبو عبد الله)، استشهد في قصف استهدف منزلاً في جباليا شمال القطاع، واستشهد في عملية الاستهداف الشهيد المجاهد عبد الناصر العجوري".
ويعدُّ الشهيد القائد دانيال منصور قائد "سرايا القدس" في لواء شمال غزة، وأحد أعضاء المجلس العسكري للسرايا، وقد رحل بعد مشوارٍ جهادي عظيم ومشرف، وعطاء دؤوب لا ينضب، ورحلة طويلة من الجهاد والمقاومة والتضحيات الجسام في معركة الصراع المتواصلة على أرض فلسطين.
وأكّدت "سرايا القدس" أن دماء الشهيد القائد دانيال منصور، ودماء كل الشهداء العظام، ستبقى لعنةً تطارد المحتل في كل زمان ومكان، وناراً تحرق المغتصبين الأوغاد، ونوراً ينير درب المجاهدين نحو النصر والتمكين.
وفي جباليا، استشهد خمسة مواطنين، هم حمادة خليل القاق، أحمد خالد القاق، سليمان محمد معروف، زاهر الأنقح، وعبدالناصر العجوري، فضلاً عن المواطن عز الدين طعيمة، وعدد من الإصابات، جراء قصف استهدف مجموعة من المواطنين في محيط مسجد حيفا، في تل الزعتر، شمال القطاع، واستشهدت الطفلة رغد مسعود، وأصيب 8 من أفراد عائلتها، في قصف شرق رفح.
وأصيب خمسة مواطنين باستهداف منزل لعائلة معمر في مخيم الشابورة في رفح جنوب قطاع غزة، وسبعة في استهداف لمنزل عائلة صيام، غرب خانيونس، ودمرت طائرات الاحتلال منزل لعائلة صلاح قرب مسجد الخلفاء الراشدين في مخيم جباليا، واستهدفت مسجد الإحسان في مخيم النصيرات، وسط القطاع.
وأعلنت المصادر الطبية استشهاد كل من عبد الحي سلامة القريناوي (45 عامًا)، وعيسى جنيد، في مجمع الشفاء الطبي، متأثرين بجراحهما التي أصيبا بها في قصف سابق.
هذا، وأعلن الاحتلال عن هدنة إنسانية في كل قطاع غزة، باستثناء منطقة شرق رفح، تبدأ الساعة العاشرة من صباح الاثنين، لغاية الساعة الخامسة مساء.
وأشار منسق حكومة الاحتلال الإسرائيلي في الضفة وغزة إلى أنَّ "وقف إطلاق النار من جانب إسرائيل سيبدأ الساعة العاشرة صباحًا لغاية الخامسة مساء، باستثناء منطقة شرق رفح التي يتواجد فيها الجيش"، مؤكّدًا أنّه "إذا حدث إطلاق نار سوف يرد الجيش على مصدر النيران خلال الهدنة".
ودعا مردخاي سكان عبسان الكبيرة وعبسان الصغيرة العودة إلى منازلهم، اعتبارًا من الساعة الثامنة من صباح الاثنين، لافتًا إلى أنَّ "منطقة رفح لن يشملها وقف إطلاق النار، نظرًا لتواجد الجيش هناك".
ويشار إلى أنّ الاحتلال سبق له أن خرق التهدئة الجمعة الماضية، بعدما ارتكب مجازرًا بشعة في حق المواطنين الأبرياء في رفح وخانيونس، ما أسفر عن استشهاد قرابة 200 مواطن، في أقل من يومين.
وزعمت القناة العاشرة الإسرائيلية أنّ "الجيش الإسرائيلي سيدمر النفق الأخير في قطاع غزة خلال الساعات المقبلة"، فيما كتبت "يديعوت" أنّ "إسرائيل انتهت كليًا من عملية تدمير الأنفاق المعروفة لها من معلومات استخبارية وميدانية"، لكن الصحيفة أبرزت "احتمال وجود أنفاق أخرى لا تعرف إسرائيل عنها شيء".
واعتبرت فصائل المقاومة، وعلى لسان حركتي "حماس" و"المجاهدين"، التهدئة الإنسانية المعلنة "خدعة"، وحذّرت من "ارتكاب مجازر في حق المدنيين خلالها".
وفي موضوع متصل، عقد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي اجتماعًا، بغية تقدير الموقف، ضم وزير الحرب، ورئيس الأركان ورئيس "الشاباك".
وبحسب القناة العاشرة الإسرائيلية فإن رئيس الوزراء صرح أنه "بعد الانتهاء من عملية تدمير الأنفاق ستتم إعادة انتشار الجيش على حدود قطاع غزة"، موضحًا أنَّ عملية "الجرف الصامد" ستستمر حتى إعادة الهدوء لفترة زمنية طويلة.
وأبرزت القناة أنَّ "إسرائيل تنتظر ردًا مصريًا بشأن الورقة التي سيتم التفاهم مع الفصائل الفلسطينية المجتمعة في القاهرة عليها، لتدرس إمكان إرسال وفد إسرائيلي إلى مصر، بغية التباحث بشأن وقف إطلاق النار".